في كافة الحروب على لبنان، سواء من الداخل أم من الخارج، كانت أنظار اللبنانيّين تتّجه نحو المنتشرين من أهلهم وأخوانهم في شتّى أنحاء العالم. فالمنتشرون اللبنانيون كثيراً ما ساهموا في دعم لبنان سياسياً واقتصادياً وسياحياً وتجارياً، ووقفوا إلى جانب وطنهم الأول لمنعه من الإنهيار.
اليوم يعاني لبنان من حرب خارجية صعبة ومن مواقف لقوى مسلحة دمّرت لبنان وتكاد تقضي على آخر ما تبقّى منه بسبب تعنّتها وانسياقها للخارج الذي لا يرحم لبنان ولا شعبه ولا قِيَمُه الإنسانية والأخلاقية.
إنّ لبنان اليوم على حافة الإنهيار الكبير إذا لم يتدخّل المخلصون والمنتشرون اللبنانيّون لإنقاذ وطنهم الأم بكل ما تبقّى لهم من قِيَم وذكريات ومستقبل واعد.
لقد ساهم المنتشرون من قوى وشخصيات في الدعوة لإنقاذ لبنان لإخراجه من الضغط الذي يُمارس ضدّه وضدّ مصالحه ومصلحته العليا، وذلك عبر الضغط على الدول التي يعيشون فيها، وعلى حكومات هذه الدول، لمنع لبنان من الانزلاق إلى مواقف سياسية مدمّرة ولردع كل من يحاول أن يستخدم لبنان لمآرب شخصية أو لخدمة قوى خارجية معادية للبنان.
وكانت آخر هذه المحاولات الإيجابية الموقف الذي اتخذته مجموعة من القوى اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً، والتي تضمّ هيئات ومنظمات تهتم بلبنان مثل (مقيمون ومنتشرون من أجل لبنان) التي يرأسها الدكتور فيليب سالم، (الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم) برئاسة روجيه هاني، ووليد معلوف، وأعضاء في لجان التنسيق اللبنانية – الأميركية، وصولاً إلى الدكتورة مي الريحاني الأستاذة الجامعية في أميركا والمرشحة لرئاسة الجمهورية في لبنان.
ويرى هذا الفريق «أنّ انهيار نظام الأسد في سوريا، وانهيار محور الممانعة يشكّلان فرصة تاريخية لقيامة لبنان». ويطرح هذا الفريق لاءات عدة أهمها: لا للحرب التي تجري في مسار مدمّر.
ودعت هذه «المجموعة» إلى اجتماع موسّع للانتشار اللبناني للإتفاق على كيفية دعم لبنان من قِبَل قوى دولية متعدّدة في مواجهة مخططات مُعلنة تستخدم لبنان ثم تنقضّ عليه وعلى شعبه وسيادته ووحدته خدمةً لدولٍ وقوى سياسية معادية للبنان. وهذا الاجتماع يشكّل محاولة جادّة لتوحيد الإنتشار حول رؤية موحّدة للبنان.
ويدعو المنتشرون اللبنانيّون إلى تنفيذ كافة القرارات الدولية بما فيها الـ1559 و1680 و1701 بهدف تأمين السلام والاستقرار للبنان. وكذلك تجريد السلاح من جميع الأطراف اللبنانية وغير اللبنانية الخارجة عن الشرعية وحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية.
والحل الوحيد هو العودة إلى اتفاقية الهدنة والإلتزام بتطبيق الدستور اللبناني لوقف الحروب العبثية وتدمير ما تبقّى من لبنان عمراناً واقتصاداً وسياسة.
إنّ اجتماعاً موسعاً لقوى الانتشار اللبناني في كافة أنحاء الدنيا، من الولايات المتحدة إلى دول أميركا الشمالية الجنوبية، حيث الهجرة اللبنانية القديمة والحديثة، إلى كافة دول أوروبا، حيث يتواجد ألوف الشباب في الجامعات والمراكز الفاعلة، وصولاً إلى أوستراليا، حيث تقيم جالية نشيطة ومهتمة بكل ما يجري في لبنان... وهكذا نضمن وقفةً لجميع المنتشرين اللبنانيّين في شتّى أنحاء العالم لدعم وطنهم الأم لبنان، وللضغط السياسي على حكومات دول الانتشار لحماية لبنان من القوى التي عبثت به واستخدمته لصالح قوى خارجية ساهمت في تهديم لبنان على كل الأصعدة.