إسرائيل تقصف غزة مع تصاعد الضغوط لوقف إطلاق النار
إسرائيل تقصف غزة مع تصاعد الضغوط لوقف إطلاق النار
إيزابيل كيرشنر- نيويورك تايمز
هبة يزبك- نيويورك تايمز
Monday, 06-Jan-2025 06:51
شنّت إسرائيل عشرات الضربات الجوية على قطاع غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما واصل مسؤولون إسرائيليّون وآخرون من «حماس» محادثات غير مباشرة حول وقف إطلاق النار بوساطة قطرية.

أعلنت القوات العسكرية الإسرائيلية، أمس، أنّها استهدفت أكثر من 100 موقع في القطاع خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك مواقع أطلق منها مسلّحون ما لا يقل عن 4 مقذوفات نحو الأراضي الإسرائيلية يومَي الجمعة والسبت. وأضافت أنّ الضربات أسفرت عن مقتل مسلّحين من «حماس»، وأنّ الجيش اتخذ إجراءات لتقليل خطر الإضرار بالمدنيّين. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.

 

وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان، أمس، أنّ 88 فلسطينياً قُتلوا في الضربات الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية. ولا تميّز أرقام الوزارة بين المدنيّين والمقاتلين. وأعلن الدفاع المدني في غزة أنّ طواقمه استجابت لضربات جوية عدة استهدفت منازل عائلية، ما أدّى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.

 

وتزايدت الضغوط على الجانبَين للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، يتضمّن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل تولّي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني. وأعلنت كل من «حماس» وإسرائيل أنّهما أرسلتا وفوداً إلى العاصمة القطرية الدوحة في الأيام الأخيرة للقاء الوسطاء.

 

وظلّ الوفد الإسرائيلي في الدوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً لمسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر، تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله مناقشة المحادثات السرّية علناً، فكشف أنّ المناقشات في الدوحة تتقدّم ببطء وتهدف إلى التوصّل إلى اتفاق محدود يشمل وقفاً موقتاً للقتال وإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليّين مقابل عدد من الفلسطينيّين المسجونين في إسرائيل.

 

في إشارة إلى الفجوة الكبيرة بين الجانبَين، على الأقل في مواقفهما العلنية، أوضحت «حماس» في بيان يوم الجمعة، أنّ الجولة الحالية من المحادثات ستركّز على اتفاق يؤدّي إلى وقف إطلاق نار كامل وتفاصيل انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. ولم تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب، وفقاً لمسؤول تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة ديبلوماسية حساسة الأسبوع الماضي. ولا يزال نحو 100 رهينة محتجزين في غزة من بين حوالى 250 شخصاً اختطفوا خلال الهجمات التي قادتها «حماس» في تشرين الأول 2023 التي أشعلت الحرب. ويُعتقد أنّ ما لا يقل عن ثلث هؤلاء الرهائن قد لقوا حتفهم.

 

وسمح وقف إطلاق نار استمر لمدة أسبوع في تشرين الثاني 2023 بإطلاق سراح 105 رهائن، لكنّ الجهود اللاحقة للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تعثّرت وسط تباينات في مطالب الطرفَين. ويلقي كل طرف باللوم على الآخر في فشل التوصّل إلى اتفاق.

 

وأوضح مسؤولون إسرائيليّون أخّيراً أنّهم يعتقدون أنّ «حماس» تُعيد بناء قوّاتها في غزة. ويبدو أنّ الجماعة تجنّد مقاتلين جدداً بشكل أسرع ممّا يمكن لإسرائيل القضاء عليهم. وأفادت تقارير بأنّ مسؤولين أمنيّين أبلغوا لجنة برلمانية إسرائيلية الأسبوع الماضي بأنّ «حماس» تمتلك ما يصل إلى 19,000 مقاتل، من بينهم حوالى 9,000 في وحدات منظمة. وقبل الحرب، قدّرت إسرائيل أنّ «حماس» لديها حوالى 25,000 مقاتل، على رغم من أنّ «حماس» لم تؤكّد هذا الرقم أبداً.

 

وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشرين الثاني، انّ الجيش الإسرائيلي قتل ما يقرب من 20,000 مقاتل. وبالمجمل، قُتل أكثر من 45,000 فلسطيني خلال الحرب، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. مع تزايد الآمال في التوصّل إلى اتفاق محدود لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، يؤكّد الفلسطينيّون ومنظمات حقوق الإنسان أنّ الوضع الإنساني في غزة يزداد يأساً.

 

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس، أنّ الضربات الجوية الإسرائيلية ليلاً بالقرب من مستشفى الأمل في مدينة خان يونس الجنوبية تسبّبت في أضرار جسيمة لعدة مرافق في المستشفى وأسفرت عن مقتل شخص واحد. والأسبوع الماضي، داهمت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان، آخر مستشفى رئيسي متبقٍ في شمال غزة، وأجبرت طاقمه ومرضاه على الإخلاء. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنّ المستشفى كان معقلاً لـ«حماس» وأنّه كان ينفّذ «عمليات مستهدفة» في المنطقة.

 

لكن أمس، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ المستشفى الإندونيسي في شمال غزة لم يَعُد يقدّم خدمات للمرضى أو الجرحى، تاركاً الجزء الشمالي من القطاع من دون أي مستشفيات تعمل وسط القصف المستمر.

theme::common.loader_icon