ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس رأس السنة في كنيسة السيدة بالصرح البطريركي في بكركي، تم الاحتفال بالعام الجديد وسط أجواء دينية مفعمة بالتأمل. شارك في القداس عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن الحياة السياسية والدينية في لبنان، مثل رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم والنائب السابق نعمة الله أبي نصر.
في عظته، استهل البطريرك الراعي حديثه عن اسم يسوع الذي يعنى "الله يخلص"، مشيراً إلى أن يسوع هو مخلص العالم وفادي الإنسان. كما تطرق إلى معاني المعمودية التي تحل محل الختان في المسيحية، مُبيِّنًا كيف أن هذه الرتبة تمثل ولادة جديدة من الماء والروح، ودعوة إلى حياة جديدة بعيدًا عن الخطيئة. كما وجه الراعي تحية لجميع الحاضرين والمشاهدين عبر وسائل الإعلام، متمنياً لهم سنة مليئة بالخيرات والبركات. وفي سياق حديثه عن السلام، شدد على أن السلام لا يتحقق إلا بالعدالة والمحبّة والحريّة، مشيرًا إلى أن الغفران هو مصدر هذا السلام، وفقًا لرسالة البابا فرنسيس لهذا العام.
كما تناول الراعي في حديثه الوضع السياسي في لبنان، مؤكداً ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المقررة في التاسع من يناير، محذرًا من تأجيل الانتخابات وتأثيره على مصداقية السلطة. ودعا إلى انتخاب رئيس يتسم بالكفاءة والإخلاص لوطنه، وأن يكون قائدًا لجميع اللبنانيين بعيدًا عن المصالح الضيقة.
بدوره، ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة. وقد أكد عودة في كلمته على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يكون حريصًا على مصلحة لبنان أولاً، ويضع الشعب والوطن فوق أي اعتبار آخر. كما شدد على أن استعادة هيبة الدولة وإعادة بناء الثقة بين اللبنانيين يجب أن يكون أولوية في العام الجديد.
في سياق منفصل، لفت الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن المقاومة أظهرت قدرتها على منع العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه في لبنان، مؤكدًا على استمرار هذه المقاومة في التصدي لأي تهديدات إسرائيلية.
من جهة أخرى، أفادت تقارير صحفية عن تجدد الصراع بين حركة حماس وإسرائيل، حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن المحادثات غير المباشرة بين الجانبين حول وقف إطلاق النار قد وصلت إلى طريق مسدود، مع تصاعد الخلافات حول الشروط الرئيسية للهدنة. وذكرت الصحيفة أن حماس تطالب بانسحاب كامل من غزة مقابل هدنة طويلة الأمد، وهو ما ترفضه إسرائيل.
على صعيد آخر، شهدت منطقة نيو أورليانز الأميركية حادثًا مأساويًا في يوم رأس السنة، حيث دهس سائق بشاحنة حشدًا من الأشخاص ثم أطلق النار عليهم في ما اعتُبر "هجومًا إرهابيًا". أسفر الهجوم عن مقتل 15 شخصًا وإصابة عشرات آخرين، وهو ما جعل مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يتعامل مع الحادث كعمل إرهابي.
في تفاصيل أخرى، أفادت وكالة "روسيا اليوم" بإسقاط قوات الدفاع الجوي اليمنية طائرة أميركية من طراز "أم كيو 9" في أجواء مأرب، في خطوة وصفها الحوثيون بأنها جزء من دعمهم المستمر لغزة.
أما في الأردن، فقد أعلن الجيش عن مقتل عدد من المهربين أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود السورية، مشددًا على عزمه في الحفاظ على أمن الحدود.
هذه الأحداث تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحديات كبيرة على عدة جبهات، من بينها الصراعات المسلحة والتهديدات الأمنية، وهو ما يعكس الحاجة الماسة للسلام والحوار من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع.
