نوتنغهام فورست يخطو نحو إحياء أمجاد الماضي
نوتنغهام فورست يخطو نحو إحياء أمجاد الماضي
بيرلا سعاده
Tuesday, 31-Dec-2024 06:34

يُعيد جدول الدوري الإنكليزي الممتاز ذكريات حقبة مضت، إذ يواصل ليفربول هيمنته تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت. لكنّ المفاجأة الكبرى تأتي من أقرب ملاحقيهم. في منتصف الموسم، يحتل نوتنغهام فوريست المركز الثاني موقتاً، ممّا يُعيد جماهيره إلى الأيام التي كان يتنافس فيها مع «الحُمر» على القمة خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

بعد فوزهم الخامس على التوالي 0-2 على إيفرتون يوم الأحد، غادر مشجّعو فورست ملعب «غوديسون بارك» وهم يهتفون: «سنفوز بالدوري». وعلى رغم من أنّ اللحاق بليفربول قد يبدو حلماً صعب المنال بالنظر إلى مستواهم الحالي، إلّا أنّ مسيرة فورست الرائعة أثارت الأمل في العودة إلى دوري أبطال أوروبا، في ملعب «سيتي غراوند» للمرّة الأولى منذ أكثر من 4 عقود.

هناك 5 عوامل قد تجعل فورست يحقّق مركزاً ضمن الـ4 الأوائل:

 

1 - إحياء منافسة قديمة

النقاط الـ37 التي جمعها فورست في 19 مباراة تشبه بعضاً من أكثر المواسم الأسطورية في تاريخه. ففي عام 1978، فاز فورست بلقب الدرجة الأولى بينما حل ليفربول ثانياً. وفي العام التالي، انتزع ليفربول اللقب وجاء فورست وصيفاً. كما شهدت الثمانينات منافسات متكرّرة بين الفريقَين، فاحتل فورست المركز الثالث 3 مرّات، بينما فاز ليفربول باللقب مرّتَين وحل وصيفاً مرّة.

تحت قيادة المدرب الإنكليزي بريان كلوف، صدم فورست أوروبا بفوزه بلقب دوري الأبطال مرّتَين متتاليتَين عامَي 1979 و1980. وعلى رغم من أنّ النادي لم يشارك في المسابقة الأوروبية منذ موسم 1980-1981، إلّا أنّ جماهيره تحلم مجدّداً بسماع نشيد دوري الأبطال.

ففي موسم 2016-17، كان التأهّل إلى دوري أبطال أوروبا يتطلّب جمع 76 نقطة لتجاوز أرسنال، بينما في موسم 2019-20 كانت 63 نقطة فقط كافية لإنهاء الموسم فوق ليستر سيتي في المركز الخامس. ومع أنّ كرة القدم مليئة بالمفاجآت، ويتوقع البعض أن يواجه فورست تعثراً لاحقاً، إلّا أنّ فريق المدرب البرتغالي نونو سانتو إشبيريتو لديه فرصة ذهبية. إذا نجح في تكرار أدائه القوي من النصف الأول (37 نقطة) خلال المباريات الـ19 المتبقية، فإنّه سينهي الموسم برصيد 74 نقطة، وهو مجموع كان كافياً لضمان مكان في دوري الأبطال في 9 من آخر 10 مواسم.

 

2 - تألّق كريس وود التهديفي

كان كريس وود، مفاجأة هذا الموسم. المهاجم المخضرم في الدوري الإنكليزي سجّل هدفه الـ11 هذا الموسم أمام إيفرتون، ويواصل إظهار دقة تهديفية لا تتوقف. فقط المصري محمد صلاح، والنروجي إيرلينغ هالاند، والإنكليزي كول بالمر يتفوّقون عليه في عدد الأهداف هذا الموسم. وفي سن الـ33، يتّجه وود إلى تحقيق أفضل حصيلة تهديفية له في الـ»بريميرليغ»، متجاوزاً أفضل أرقامه السابقة البالغة 14 هدفاً. أداؤه هذا الموسم جعله يُقارَن بمهاجمين أسطوريّين، وشُبِّه المهاجم الإيطالي السابق كريستيان فييري في أوج عطائه.

 

3 - صلابة دفاعية

كان دفاع فورست بقدر التألق عينه الذي شهده هجومه، إذ استقبلت شباكه 19 هدفاً فقط في 19 مباراة، ليكون ضمن أقوى خطوط الدفاع في الدوري هذا الموسم، مع تفوّق ليفربول وأرسنال فقط عليه.

كما لعب الحارس البلجيكي ماتز سيلس دوراً كبيراً بتحقيقه 8 شباك نظيفة، وهو الرقم الأعلى في الدوري. أمّا المدافع الصربي نيكولا ميلينكوفيتش، فأثبت أنّه صفقة رائعة منذ انتقاله من فيورنتينا الإيطالي مقابل 12 مليون جنيه استرليني، مظهراً ثقة وسلطة، ليصبح أحد أهم مفاتيح نجاح الفريق.

 

4 - القيادة التحويلية لنونو

عندما تولّى نونو إسبيريتو سانتو القيادة في كانون الأول الماضي، كان فورست في حالة فوضى، ويحتل المركز الـ17 ويواجه خصم نقاط بسبب انتهاك القواعد المالية. بعد عام واحد، حقّق المدرب البرتغالي تحوّلاً مذهلاً.

قدرة نونو على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه، بما في ذلك النجوم مثل الإنكليزي مورغان غيبس-وايت، كانت حاسمة. فتألّق لاعب الوسط السابق لوولفرهامبتون تحت قيادة نونو، ودخل قائمة المنتخب الإنكليزي، وقدّم أداءً حاسماً، منها تسجيل هدف وصناعة آخر في الفوز على إيفرتون.

 

5 - استغلال أزمات الآخرين

تزامن صعود فورست مع تراجع بعض الأندية الكبرى. مانشستر سيتي يعاني من أزمات موثقة جيداً ويحتل المركز الخامس، بينما مانشستر يونايتد وتوتنهام غارقان في النصف السفلي من الجدول. أمّا أستون فيلا، فتأثر بجدول مزدحم من المباريات، لينحدر إلى المركز التاسع بعدما أنهى الموسم الماضي في المراكز الـ4 الأولى.

مع الزخم الذي يمتلكه فورست وتراجع المنافسين، يتزايد الإيمان بقدرة الفريق على تحقيق انجاز تاريخي. فالتحدّي التالي لهم سيكون ضدّ وولفرهامبتون المأزوم في بداية العام الجديد، وأي نتيجة إيجابية هناك ستكون خطوة أخرى نحو تحقيق الحلم.

بالنسبة إلى جماهير نوتنغهام فورست، فإنّ الحلم بالعودة إلى المنافسة الأوروبية يبدو قريباً بشكل مثير. سواء استطاعوا الحفاظ على هذا الأداء أم لا، فإنّ النادي تعيش جماهيره لحظات لا تنسى في هذا الموسم المذهل.

theme::common.loader_icon