سيتي يتعثر بإيفرتون: ما الذي حدث؟
سيتي يتعثر بإيفرتون: ما الذي حدث؟
توم هاريس- نيويورك تايمز
Friday, 27-Dec-2024 06:24

لا يزال النفق مظلماً بالنسبة إلى مانشستر سيتي الإنكليزي ومدرب الإسباني بيب غوارديولا.

عانى الأبطال المتراجعون من فترة بعد ظهر محبطة أخرى، إذ انتزع إيفرتون نقطة في ملعب «الاتحاد»، مع تعميق تصدّي الحارس جوردان بيكفورد لركلة جزاء النروجي إيرلينغ هالاند في بداية الشوط الثاني، من كآبة الأبطال. ويُظهِر سجل سيتي الأخير فوزاً واحداً فقط في 13 مباراة في جميع المسابقات، مع تلاشي آمالهم في الدفاع عن اللقب مع كل مباراة.

كان الكثير ممّا حدث مألوفاً إلى حَدٍّ ما، إذ أثبتت البدايات القوية في كلا الشوطَين أنّها خادعة. وضع البرتغالي برناردو سيلفا أصحاب الأرض في المقدّمة مبكراً، مستغلاً تمريرة البلجيكي جيريمي دوكو وتسديدته التي انحرفت عن جارد برانثويت وتجاوزت بيكفورد.

مع ذلك، بدلاً من التراجع، قاوَم إيفرتون، وبعد 10 دقائق من نهاية الشوط الأول، سجّل إيليمان ندياي هدف التعادل الرائع.

بَثّ المضيف طاقة أكبر بعد الاستراحة وحصل على ركلة جزاء بسبب تدخّل الأوكراني فيتالي ميكولينكو على البرازيلي سافينيو، لكنّ بيكفورد أنقذ تسديدة هالاند، فأدّى ذلك إلى تقويض معنويات الفريق، ومع تهديد الزوار بهجمات مرتدة مقلقة، بدا أنّ نقطة إيفرتون مستحقة تماماً.

إلى أين يتّجه سيتي من هنا؟

أثار غوارديولا ضجّة على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء مقابلته قبل المباراة مع «أمازون برايم» عن نافذة الانتقالات الشتوية، مؤكّداً: «علينا إضافة لاعبين، بالتأكيد. ولاعبونا يدركون وضعنا وما يجب علينا فعله».

ليست المشكلة في جودة اللاعبين المتاحين لغوارديولا، بل في العدد الذي يُسبّب المشاكل. حتى أنّه ألمح إلى أنّه قد يضطر إلى إعادة النظر في تفضيله لوجود فريق صغير، إذ تستمر الإصابات التي يعاني منها الأساسيّون في الدفاع - والفائز بالكرة الذهبية الإسباني رودري - في عرقلة خططه التكتيكية.

بدا سيتي ضعيفاً في خط الوسط، حيث يشغل الألماني إلكاي غوندوغان وسيلفا المراكز في التشكيل الدفاعي، لكن هناك شعوراً بأنّ غوارديولا لم يكن لديه خيار سوى الاستمرار بذلك.

دخل الكرواتي ماتيو كوفاتشيتش إلى خط الوسط ضدّ إيفرتون - ممّا أجبر غوندوغان على الجلوس على مقاعد البدلاء لأول مرّة في شهرَين - لكنّ سيتي ما زال يفتقد التوازن في الوسط، إذ تمكّن شيموس كولمان من تجاوز الكرواتي بسهولة في الشوط الأول. كان هذا يوماً كئيباً آخر لسيتي، لكنّ المشجعين - واللاعبين - قد يجدون العزاء في احتمال قدوم وجوه جديدة.

متى كان سيتي في أفضل حالاته؟

حقق إيفرتون تعادلات متتالية 0-0 ضدّ تشلسي وآرسنال، لذلك بدا أنّ غوارديولا حريص على تجنّب الانغماس في معركة مدّتها 90 دقيقة لتسجيل الهدف الافتتاحي. كان النهج واضحاً «الهجوم الشامل» منذ البداية.

عادةً ما يُدخل سيتي أحد الظهيرَين إلى خط الوسط أثناء بناء الهجمات، فوُجِّه ريكو لويس والكرواتي يوشكو غفارديول لدفع الخطوط إلى الأمام وعرض الملعب في المراحل المبكرة، ممّا سمح لكوفاتشيتش بالتراجع بين المدافعَين المركزيَّين لتشكيل دفاع ثلاثي.

كان غوارديولا واثقاً إلى حَدّ معقول بأنّ إيفرتون سيدافع بتشكيل 4-4-2، لذلك حاول توسيع هؤلاء المدافعين الـ4 وخلق فجوات بين المدافعَين المركزيَّين والظهيرَين ليخترقها المهاجمين.

بدا تشكيل سيتي أشبه بـ3-0-7 أثناء الهجوم، وكافح إيفرتون للتعامل مع تلك الأعداد في البداية. أصاب غفارديول القائم برأسية قوية (د3) - من خلال التقدّم عبر تلك الفجوة والدخول إلى منطقة الجزاء - ورُصِدت تسديدة هالاند في منطقة الجزاء المزدحمة بعد ذلك بوقت قصير.

كان جناحا سيتي هما الأكثر استفادة من الدعم الإضافي. بعد أن كانا معزولَين ومن دون مساندة الأسبوع الماضي على ملعب «فيلا بارك»، كان كل من سافينيو ودوكو عدوانيَّين وتعاونا مع الظهيرَين. وصنعت انطلاقة دوكو الإيجابية هدف برناردو، وأدّت توغّلات سافينيو في وقت مبكر من الشوط الثاني - عندما كان سيتي إيجابياً - إلى ركلة الجزاء التي أهدرها هالاند.

في يوم آخر مليء بالإحباطات لسيتي، بدا أنه أكثر تهديداً قليلاً عندما قرّر المجازفة.

ما مدى هشاشة ثقتهم؟

ليس فقط بسبب النتيجة المحبِطة، أو حتى الأداء - لكن بدا أنّ هذه المباراة مليئة بالأشياء الصغيرة التي يمكن أن تحدث فقط في سلسلة خاسرة.

كان منطق غوارديولا في إدارة المباراة معقولاً، وتعديله لإدخال لويس إلى خط الوسط أثناء البناء، بهدف منح سيتي مزيداً من السيطرة بعد التقدّم. ونجح ذلك إلى حَدٍّ كبير، حتى جاءت لحظة من الجودة في منطقة الجزاء لتتفوّق على أي شيء تمكّن سيتي من إنتاجه.

كان هدف ندياي ملهماً - وجد الزاوية البعيدة بتسديدة مثالية بخارج القدم بعد 3 دقائق فقط من محاولة سيلفا المماثلة التي أخطأت الهدف - لكنّها كانت أيضاً أول دخول لإيفرتون إلى منطقة الجزاء.

كانت ركلة الجزاء التي أهدرها هالاند، الرابعة فقط له مع سيتي، بعد أن سجّل 18 هدفاً آخر، بينما لم يضيّع سيتي أكثر من 4 فرص كبيرة في الدوري منذ فوزهم 3-1 على وست هام في أيلول 2023.

theme::common.loader_icon