أخصائية تغذية
في السنوات الأخيرة، أصبح مفهوم الساعة الجينية أو ما يُعرف بـ»الساعة الإبيجينيتية» (Epigenetic clock) من أبرز المواضيع في الأبحاث المتعلقة بالشيخوخة والصحة. لكن هل تعلم أنّ النظام الغذائي يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في التأثير على هذه الساعة البيولوجية؟
ما هي الساعة الإبيجينيتية؟
الساعة الإبيجينيتية تشير إلى التغيّرات الكيميائية التي تحدُث في الحمض النووي من دون تغيير في تسلسله. وتُعرف هذه التغيّرات بالإبيجينيتك، وتؤثر على كيفية عمل الجينات.
مع التقدّم في العمر، تتراكم هذه التغيّرات، ممّا يرفع العمر البيولوجي مقارنةً بالعمر الزمني. وتُستخدم الساعة الإبيجينيتية لقياس مدى صحة الجسم وتحديد تقدّم العمر.
دور التغذية
تلعب التغذية دوراً أساسياً في تنظيم الجينات والتحكّم في الشيخوخة. إليك بعض الأطعمة التي تؤثر إيجابياً على الساعة الجينية:
- الأطعمة المضادة للأكسدة: التوت، الشاي الأخضر، والخضروات الورقية غنية بمضادات الأكسدة التي تقلّل من تلف الخلايا الناتج من الأكسدة. وتشير الدراسات إلى أنّ هذه الأطعمة تُبطئ التغيّرات الإبيجينيتية المرتبطة بالشيخوخة.
- الأحماض الدهنية غير المشبّعة: توجد في زيت الزيتون، المكسرات، والأفوكادو، وتساعد في تحسين الصحة القلبية والعقلية. كما تُظهر الأبحاث أنّها تُعدّل التغيّرات الإبيجينيتية وتُعزّز طول العمر البيولوجي.
- الفيتامينات والمعادن: فيتامين C وE، إلى جانب المغنيسيوم والزنك، تحمي الحمض النووي وتحسن وظيفة الخلايا. نقص هذه العناصر قد يُسرّع الشيخوخة ويَزيد من خطر الأمراض المزمنة.
- تقليل السكّر المُضاف: تناول السكّر بكمّيات كبيرة يَرفع الالتهابات ويُسرّع الشيخوخة. أظهرت الدراسات أنّ تقليل السكّر يُقلّل التغيّرات الجينية السلبية، ممّا يُبطئ الشيخوخة.
- الأطعمة الغنية بالألياف: الفواكه، الخضروات، والبقوليات تُحسن صحة الأمعاء وتُقلّل الالتهابات، ممّا يُؤثر إيجاباً على الصحة وطول العمر البيولوجي.
- النظام الغذائي النباتي: الأطعمة النباتية مثل الحبوب الكاملة والخضروات تُبطئ الشيخوخة البيولوجية بفضل غناها بالمغذيات التي تدعم صحة الخلايا.
التأثير العام على الشيخوخة الصحية
تُشير الأبحاث إلى أنّ نمط الحياة، خصوصاً النظام الغذائي، يُؤثر بشكل كبير على التغيّرات الإبيجينيتية. فاتباع نظام غذائي صحي يُحسّن التفاعلات الجينية ويُقلّل خطر الأمراض المزمنة مثل السكّري وأمراض القلب.
وأظهرت دراسات نُشرت في مجلتَي Nature Communications وCell Metabolism أنّ الأنظمة الغذائية الغنية بالأحماض الدهنية غير المشبّعة والفيتامينات والمعادن، مع تقليل السكّر، تُؤخّر الشيخوخة الجينية وتُعزّز الصحة.