حقّق ميلووكي باكس اللقب الثاني في تاريخ كأس الدوري الأميركي للمحترفين، واضعاً نهاية مميّزة لمسيرته الرائعة بعد بداية كارثية للموسم، بأداء مذهل من أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة.
يانيس أنتيتوكونمبو، النجم الذي حصل على جائزة MVP مرتَين، حقّق أداءً «تريبل دابل» مذهلة (26 نقطة، 19 متابعة، و10 تمريرات حاسمة) في فوز باكس على أوكلاهوما سيتي ثاندر بنتيجة 97-81 أمام جمهور بلغ 18,519 متفرّجاً في صالة T-Mobile Arena في لاس فيغاس، ليظفروا بكأس البطولة التي أطلقها المفوّض آدم سيلفر.
أنتيتوكونمبو (30 عاماً)، الذي حصل بالإجماع على جائزة MVP للكأس من لجنة إعلامية مختصة بتغطية النهائيات، أنهى المباراة بإحصائيات رائعة تضمّنت 19 متابعة، 10 تمريرات حاسمة، و3 تصدّيات في 36 دقيقة.
وحصد بالفعل العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة MVP لنهائيات الدوري عام 2021 وجائزة MVP لمباراة «كل النجوم» (All Stars). وربما يستطيع لاحقاً إضافة لقب MVP آخر إذا لعب دوراً رئيساً مع اليونان في بطولة كبرى من بطولات الـ»فيبا».
واعتبر أنتيتوكونمبو: «إنّه أفضل شعور على الإطلاق - الفوز فقط. كنّا نهدف إلى تحقيق هذا كفريق، وقد حققنا ذلك. أنا فخور جداً بالجميع وسعيد للغاية لفريقنا. حصلنا على أول كأس لنا معاً، وهذه فقط البداية». وأضاف داميان ليلارد 23 نقطة، منها 5 ثلاثيات من أصل 17 سجّلها فريق باكس. كما ساهم بروك لوبيز بـ13 نقطة و9 متابعات، وسجّل غاري ترينت جونيور 13 نقطة من دكة البدلاء. وفاز باكس بالمباراة على رغم من غياب النجم كريس ميدلتون بسبب المرض.
بدأ ميلووكي الموسم بسجل كارثي (2-8) قبل أن ينتفض ويفوز بجميع مباريات الكأس الـ7. وعلى رغم من أنّ الفوز بالكأس لا يُحتسب ضمن السجل العام لأنّه ليس جزءاً من مباريات الموسم العادي، إلّا أنّ باكس حقق 12 انتصاراً في آخر 15 مباراة في الدوري، بالإضافة إلى حصول كل لاعب في الفريق على 515,000 دولار كجائزة الفوز بالكأس.
ويعتقد دوك ريفرز، مدرب باكس، أنّ فرق «الدوري تعرف بالفعل أننا فريق جيد. نحن نؤمن بقدرتنا على الفوز ضدّ أي فريق، وإذا لم يعرف الآخرون ذلك، فهذا لا يهمّنا».
وأضاف ليلارد: «الفريق الذي بدأنا به الموسم ليس هو الفريق الذي نحن عليه الآن، ولم يكن أبداً يعكس حقيقتنا. أعتقد أنّ هذا الفوز يُظهر ما كنّا نبنيه. أعتقد أنّ كل ذلك ظهر في أكبر مباراة خضناها حتى الآن».
كان فريق ثاندر يُعتبر أفضل فريق دفاعي في الدوري وأفضل فريق في الغرب، لكنّ دفاع باكس كان لهم بالمرصاد، بينما عانوا هجومياً. كانت النتيجة تشير إلى تقدّم باكس بفارق نقطة واحدة فقط (51-50) في الشوط الأول، لكنّ ثاندر سجّلوا فقط 31 نقطة في الشوط الثاني، حين كانت نسبة تصويبهم من الثلاثيات 5 من أصل 32، ونسبة التصويب الإجمالية 34%.
وسجّل شاي جيلجوس ألكساندر 21 نقطة لثاندر، لكنّه كان بعيداً من مستواه، إذ نجح في 8 محاولات فقط من أصل 24 تصويبة، منها 2 من 9 ثلاثيات. وساهم جايلين ويليامز بـ18 نقطة، بينما أضاف إسحاق هارتنشتاين 16 نقطة و12 متابعة.
شهدت المباراة شجاراً بين هارتنشتاين وأندريه جاكسون جونيور (ميلووكي) في الربع الثاني، عندما كانت المباراة أكثر حِدّة على أرض الملعب. وحصل كلاهما على خطأ فني.
واعتبر مارك ديجنولت، مدرب ثاندر، أنّه «عندما تخسر مباراة كهذه، فإنّها تمنحك الحكمة وتُعلّمك الكثير عن نفسك. طالما أنّنا نستفيد من هذه التجارب، سنكتسب الزخم مع تقدّم الموسم».
يُذكر أنّ كل لاعب في ثاندر حصل على 206,000 دولار كجائزة الوصافة. ويملك الفريق سجلاً قوياً (20-5)، متصدّراً القسم الغربي بفارق 3 مباريات عن ممفيس غريزليز.
كان لوس أنجلوس ليكرز أول بطل للكأس، واثنان من أعضائه الآن ضمن صفوف باكس. كان دارفين هام مدرباً لليكرز والآن مساعداً في طاقم ريفرز، بينما كان تورين برينس لاعباً ضمن تشكيلة ليكرز والآن يلعب دوراً مماثلاً في ميلووكي.
وأشار ريفرز مازحاً إلى أنّه: «قلنا على الفور إنّنا جلبنا سلاحاً سرّياً: دارفين هام الآن مدرب لم يخسر أي مباراة في هذه البطولة لمدة عامَين. وعندما قلتُ ذلك، ردّ TB (تورين برينس): ماذا عني؟ وأنا لاعب لم يُهزم أيضاً، وهذا أمر رائع بالنسبة لهما».
وفي ما يتعلق بالجدول المزدحم، أكّد ريفرز أنّ خبرة هام وبرينس السابقة مع الكأس ستساعد الفريق في التحضير لاستئناف مباريات الدوري يوم الجمعة ضدّ كليفلاند.
اختار باكس عدم الاحتفال بشكل مبالغ فيه في غرفة الملابس، تاركين زجاجات الشمبانيا مغلقة، نظراً للطريق الطويل أمامهم للوصول إلى الـ«بلاي أوف» والفوز فيه.
ويحتل ميلووكي المركز الخامس في القسم الشرقي بسجل (14-11)، متقدّماً بفارق مباراة واحدة فقط عن أتلانتا، الذي هزموه للوصول إلى نهائي الكأس.
لكنّ أنتيتوكونمبو يرى بأنّ «الجميع يجب أن يحتفل - لا أحد يعرف ما إذا كنّا سنصل إلى هذه المرحلة مرّة أخرى. يجب أن يكون هناك احتفال... جميعهم يحتاجون إلى كأس من النبيذ ووجبة جيدة من الستيك أو الدجاج».