أخصائية تغذية
الفيتامين C ليس مجرّد عنصر غذائي لدعم جهاز المناعة، بل هو أساس لصحة الدماغ والرفاهية النفسية. ويتميّز بتركيز عالٍ في الدماغ مقارنة بأعضاء الجسم الأخرى، ممّا يعكس أهمّيته في حماية الخلايا العصبية ودعم وظائف الدماغ الحيَوية.
دور فيتامين C في صحة الدماغ
الدماغ هو العضو الأكثر نشاطاً في الجسم، وتنتج من نشاطه المكثّف مواد مؤكسدة قد تُلحق الضرر بالخلايا العصبية إذا لم تُعالج بشكل فعّال. فيتامين C، كمضاد أكسدة قوي، يلعب دوراً حيوياً في حماية هذه الخلايا من التلف.
كما يُعدّ فيتامين C ضرورياً لوظائف معرفية أساسية مثل التفكير والذاكرة والتركيز. للحصول عليه، يمكنك تناول الفواكه مثل البرتقال، الكيوي والغوافة، أو الخضروات مثل الفلفل الأحمر والبروكلي.
كيف يُعزز المزاج والطاقة؟
يلعب فيتامين C دوراً رئيساً في إنتاج «النورإبينفرين»، وهو ناقل عصبي يساهم في تحسين التركيز والشعور بالنشاط. ويعتمد إنتاج هذا الناقل على وجود فيتامين C لدعم عمل إنزيم «بيتا-دوبامين هيدروكسيليز». ونقص فيتامين C قد يؤدّي إلى التعب، القلق، وحتى الاكتئاب. أثبتت دراسة في Frontiers in Psychology أنّ الأفراد الذين لديهم مستويات كافية من فيتامين C كانوا أقل عرضةً للتوتر والإرهاق النفسي.
الحماية من الإجهاد التأكسدي وتعزيز الذاكرة
يُعدّ الإجهاد التأكسدي عدوّاً رئيساً لصحة الدماغ، إذ يُضعف الذاكرة ويؤثر على التعلم. فيتامين C يساعد في إعادة تدوير مضادات أكسدة أخرى مثل الغلوتاثيون، ما يعزّز الحماية الشاملة للخلايا العصبية.
دراسات أشارت إلى أنّ تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C يُحسّن أداء الناقل العصبي «الغلوتامات»، ما يدعم تقوية الذاكرة والقدرة على التعلّم.
دوره في الاضطرابات النفسية
أظهرت أبحاث أنّ فيتامين C يُعدّ علاجاً داعماً لاضطرابات مثل القلق والاكتئاب. وأكّدت دراسة أجرتها جامعة أوتاوا أنّ تناول فيتامين C حسّن الأعراض النفسية لدى مرضى الاكتئاب عندما أُضيف للعلاج التقليدي.
مصادر طبيعية لفيتامين C:
- كوب عصير برتقال يومياً يزودك بحاجتك اليومية.
- تناول الفراولة أو الكيوي كوجبات خفيفة.
- أضف الغوافة أو الفلفل الأحمر إلى وجباتك، إذ تحتوي الغوافة الواحدة على حوالى 200 ملغ من فيتامين C.
الفيتامين C ليس مجرّد عنصر لمكافحة نزلات البرد، بل أساس لصحة الدماغ وتحسين المزاج. إدراجه في نظامك الغذائي يعزّز تركيزك واستجابتك للتوتر.