دعا لبنان المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها وخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار ووقف اعتداءاتها على القرى الجنوبية. جاء ذلك خلال لقاء وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون ورئيس الأركان اللواء حسان عودة. وبحث سليم في مكتبه في اليرزة "الأوضاع الأمنية في البلاد، لا سيما في الجنوب، وبدء انتشار الجيش إنفاذاً لترتيبات وقف إطلاق النار وخطة الانتشار في المنطقة بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ هذه الترتيبات".
ومن الفاتيكان، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبابا فرنسيس أن "الوحدة الوطنية لا تزال تميّز وطننا وشعبنا رغم كل الظروف والتطورات"، مشدداً على "تمسكنا بالعيش الواحد وبدور لبنان الرسالة في المنطقة، وكذلك بالوجود المسيحي الذي هو ضمانة لوحدة لبنان، أرضاً وشعباً".
وأشار ميقاتي، الذي وصل إلى الفاتيكان ظهر اليوم وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية، إلى أنه "تمنينا أن نصل إلى وضع حدّ للشغور في سدة الرئاسة في القريب العاجل، وأبلغت قداسته أنَّ الدور المطلوب من القيادات المسيحية في هذا الملف هو الأساس بالشراكة والتعاون مع كل المكوّنات اللبنانية".
وأضاف أن "رئاسة الجمهورية لا تعني المسيحيين وحدهم بل هي استحقاق وطني بامتياز تتشارك فيه كل مكوّنات المجتمع اللبناني.. هذا ما نؤمن به ونتمنى أن يتحقق في القريب العاجل".
إقليمياً، وفي أول جمعة بعد إسقاط نظام الأسد، عمّت المظاهر الاحتفالية العاصمة دمشق والمدن السورية.
وكان القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قد دعا السوريين إلى النزول إلى الميادين للاحتفال بانتصار الثورة بطريقة سلمية والتعبير عن فرحتهم دون إطلاق النار وترويع المدنيين، والاتجاه بعد ذلك لبناء سوريا.
وقالت إدارة العمليات العسكرية في سوريا إن عناصر الأمن العام التابع لها ستنفذ انتشاراً مكثفاً أثناء المظاهرات الاحتفالية وفي محيطها بهدف تأمينها وضمان سلامة المشاركين فيها.
وفي حين تعهد رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير بضمان حقوق جميع الطوائف في البلاد، قال القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إن كل من تورط في تعذيب وقتل المعتقلين في السجون السورية لن ينال العفو.
في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أمر الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ طوال فصل الشتاء، وأضاف أن ثمّة أهمية أمنية كبيرة "لسيطرتنا على قمة جبل الشيخ وسط ما يجري من أحداث في سوريا".
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه صادَرَ صواريخ، خلال عمليته المستمرة في سوريا، بعد انهيار نظام بشار الأسد.
وأضاف الجيش، في بيان نقلته "وكالة الأنباء الألمانية"، أن الجنود يواصلون تعزيز الدفاعات الإسرائيلية في المنطقة العازلة بين مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وسوريا. وقال إن قوات المظلات الإسرائيلية قامت بتأمين صواريخ مضادة للدبابات وذخيرة في المنطقة.
في السياق، يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، إلى الأردن للمشاركة في اجتماع رفيع المستوى عربي - تركي في مدينة العقبة بهدف تعزيز الجهود لتنسيق العملية الانتقالية في سوريا ومنع ظهور "داعش" مجدداً بعد خلع الرئيس بشار الأسد.
وتأتي عودة بلينكن إلى عمان بعدما توقف في بغداد ضمن جولة حملته أولاً إلى الأردن ثم إلى تركيا. وبعد لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قال بلينكن إنه "تحدث مع السوداني عن الآمال في أن تتمكن سوريا من الانتقال إلى دولة تحمي الأقليات، وبينهم الأكراد، آملاً في أن تكون ديمقراطية".
وأكد أن سوريا لا يمكن أن تصبح "بأي حال من الأحوال منصة للإرهاب. لا أحد يعرف أهمية ذلك أكثر من العراق، بسبب وجود داعش في سوريا. ونحن عازمون على التأكد من عدم تمكن داعش من الظهور مرة أخرى".
دولياً، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه الوسطي فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء بعد مشاورات عسيرة لإيجاد خلف لميشال بارييه الذي أطاحته مذكرة حجب ثقة في الجمعية الوطنية، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه: "عيّن رئيس الجمهورية، فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء وكلفه تشكيل حكومة".
وسيتولى بايرو مهمة شاقة لتشكيل حكومة قادرة على الصمود في وجه مذكرات حجب ثقة في الجمعية الوطنية التي لا تتمتع أي من الكتل فيها بغالبية مطلقة، وإقرار ميزانية العام 2025.