شهدت الليلة الختامية للجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا مباريات من العيار الثقيل، أبرزها فوز برشلونة الإسباني على مضيفه بوروسيا دورتموند الألماني 2-3، وخسارة قاسية لمانشستر سيتي الإنكليزي أمام مضيفه يوفنتوس الإيطالي بنتيجة 2-0.
في جحيم «سينغال إدونا بارك»، دخل المدرب الألماني هانزي فليك المباراة بذهنية الفوز بعد التعثر أمام ريال سوسيداد 2-2 في «لاليغا»، معتمداً على تشكيلته المعتادة 4-2-3-1، بهجوم مكوّن من البولندي روبرت ليفاندوفسكي، خلفه صانع الألعاب داني أولمو، والجناحَان البرازيلي رافينيا ولامين جمال. في الوسط، كان الاعتماد على اليافعَين بيدري غونزاليس ومارك كاسادو.
في المقابل دخل المدرب التركي نوري شاهين المباراة بتشكيل 4-3-3 الهجومية الكلاسيكية، بمهاجم واضح هو الغيني سيرهو غيراسي بين البلجيكي خوليان دونارفيل والإنكليزي جايمي غيتنز.
بدأت المباراة بضغط عالٍ من الطرفَين ومن دون تسجيل أهداف، على رغم من خطورة هجمتَي لامين جمال على مرمى الحارس السويسري غريغور كوبل.
بدأ الشوط الثاني بتبديل وحيد لأصحاب الأرض، بإخراج النروجي يوليان ريرسون ودخول البرازيلي يان غوتو. فردّ برشلونة بانتزاع هدف السبق عبر رافينيا، إثر مجهود من أولمو (د53).
ضغط دورتموند مع هتافات الجماهير، حتى أثمر خطأ من الدفاع الكاتالوني، عبر قطب الدفاع باو كوبارسي، فانبرى غيراسي لركلة الجزاء بنجاح مدركاً التعادل.
وتأخّرت تبديلات فليك حتى الدقيقة 70، حين غيّر شكل خط هجومه بإخراج رافينيا، ليفاندوفسكي وأولمو وإدخال الهولندي فرنكي دي يونغ، فيران توريس وفيرمين لوبيز.
وأثمرت تغييرات فليك بعد 5 دقائق فقط، حين سجّل انسلّ توريس خلف الدفاع مستلماً تمريرة بينية من جمال، أنهاها في شباك كوبل، ومستعيداً التقدّم للضيوف.
غير أنّ دورتموند، وأمام ضغط «الحائط الأصفر» الجماهيري، أدرك التعادل مرّة ثانيةً، إذ احتاج إلى 3 دقائق فقط، مستفيداً من خروج خاطئ للحارس الكاتالوني إنياكي بينيا، أفاد منه غيراسي ليضع الكرة في المرمى الخالي.
بيد أنّ «بلاوغرانا» لم ينهر، كما فعل أمام سوسيداد، بل زاد الضغط حتى أثمر هدفاً ثالثاً عبر توريس (د85)، معلناً التأهل رسمياً إلى ثمن النهائي رفقة المتصدّر ليفربول الإنكليزي، باحتلاله الوصافة برصيد 15 نقطة مع تبقي جولتَين فقط. فيما تجمّد رصيد دورتموند في المركز التاسع عند 12 نقطة.
سيتي في مأزق أمام «السيدة العجوز»
على ملعب «أليانز ستاديوم» في مدينة تورينو شمال إيطاليا، استقبل يوفنتوس في مباراة حادة، مانشستر سيتي، بطل إنكلترا في المواسم الـ4 الماضية والعائد إلى سكة الانتصارات في الـ«بريميرليغ» لأول مرّة منذ 6 مباريات شهدت سلسلة انتكاسات. دخل المدرب الإسباني بيب غوارديولا المباراة بتشكيل 4-2-3-1 لضمان التوازن بين الدفاع والهجوم، معتمداً على الجناح جاك غريليتش في خط الوسط لبناء الهجمة، وهذا نادراً ما يحصل، فجاوَرَ الألماني إيلكاي غوندوغان. وتقدّمهما الثلاثي البرتغالي برناردو سيلفا، البلجيكيان كيفين دي بروين وجيريمي ديكو، ثم المهاجم النروجي إيرلينغ هالاند.
في المقابل، دخل المدرب الإيطالي تياغو موتا المباراة بالرسم التكتيكي عينه، لكن بهجوم مكوّن من البرتغالي فرانشيسكو كونسيساو، الهولندي تون كوبمينيرز والتركي كينان يلديز، والمهاجم الصربي دوشان فلاهوفيتش.
بدأت المباراة باستحواذ وضغط ضيوف من دون ترجمة الخطورة إلى أهداف. لكنّ الموازين انقلبت في القسم الثاني من الشوط الأول، لكنّ فريق «السيدة العجوز» لم يستثمرها.
انتظرت التغييرات في النتيجة حتى الدقيقة 53 من الشوط الثاني، حين سجّل فلاهوفيتش هدف السبق ليوفي، إثر عرضية من يلديز. وأثمرت التبديلات مضاعفة النتيجة لأصحاب الأرض عبر البديل الأميركي ويستون ماكيني.
نتيجة الهدفَين المباغتَين، سارع غوارديولا، كما موتا، إلى خياراتهما في دكّة البدلاء، فأثمرت ضغطاً وخطورة إيطالية على المرمى الإنكليزي، نتيجة خروج لاعبي سيتي من أجواء المباراة وغياب الحلول الهجومية من مدربهم.
بهذا الفوز، ارتقى يوفنتوس إلى المركز الـ14 المؤهل إلى ملحق ثمن النهائي برصيد 11 نقطة، فيما تراجع سيتي إلى المركز الـ12 برصيد 8 نقاط.