أخصائية تغذية
حرق الدهون هو هدف صحي يسعى إليه الكثيرون، إلّا أنّ المفاهيم الخاطئة حول الطرق الفعّالة لتحقيق ذلك منتشرة.
في حين تعتمد الحميات التقليدية على تقليل السعرات الحرارية أو الحَدّ من الدهون، تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ التحكّم في مستويات الأنسولين هو العامل الأساسي لتحقيق فقدان الدهون بفعالية.
ما هو الأنسولين ودوره؟
الأنسولين، هرمون يفرزه البنكرياس، يُنظّم مستويات السكّر في الدم. ويساعد في إدخال الغلوكوز إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة أو تخزينه في الأنسجة.
مع ذلك، تؤدّي مستويات الأنسولين المرتفعة المستمرة إلى تخزين الدهون بدلاً من حرقها، ممّا يعوق فقدان الوزن.
كيف يتحكّم الأنسولين في تخزين الدهون؟
عندما يكون الأنسولين مرتفعاً، يدخل الجسم في حالة تخزين الغلوكوز بدلاً من استهلاكه كطاقة. ويقلّل الأنسولين المرتفع من قدرة الجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة، ممّا يَزيد الدهون المخزنة.
استراتيجيات التحكّم في الأنسولين
- تقليل الكربوهيدرات المكرّرة: تناوُل الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والخضروات يقلّل من ارتفاع السكّر المفاجئ، بالتالي الأنسولين.
- زيادة البروتين: البروتين يعزّز الشبع ويمنع ارتفاع السكّر، ممّا يساعد في ضبط مستويات الأنسولين.
- التمارين الرياضية: النشاط البدني المنتظم، سواء التمارين الهوائية أو تمارين القوة، يعزّز حساسية الأنسولين.
- الصوم المتقطّع: الصيام لفترات منتظمة يُخفّض مستويات الأنسولين ويدعم حرق الدهون.
- اختيار أطعمة ذات مؤشر غلايسيمي منخفض: مثل الخضروات الورقية والتوت، للحفاظ على استقرار مستويات السكّر والأنسولين.
أهمية التوازن بين الأنسولين وفقدان الدهون
المستويات المعتدلة من الأنسولين تتيح للجسم حرق الدهون بفعالية، بينما المستويات المرتفعة الناتجة من استهلاك السكّريات والكربوهيدرات المكرّرة تعيق هذه العملية.
وتشير دراسة من The Lancet Diabetes & Endocrinology إلى أنّ مقاومة الأنسولين تجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة، ممّا يُبرز أهمية تحسين استجابة الجسم له.
في النهاية، إنّ فقدان الدهون يتعلّق بفهم العلاقة بين الأنسولين والتغذية الصحيحة. من خلال تغييرات مستدامة في النظام الغذائي وأسلوب الحياة، يمكن تحقيق أهداف الصحة والوزن بفعالية.