رياديّون على طريق لبنان
رياديّون على طريق لبنان
د. فؤاد زمكحل

رئيس الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف USJ

Monday, 09-Dec-2024 06:22

لا شك ولا خيار للبنان في إعادة الإعمار، إلّا عبر المساعدات والدعم الدولي. ولا دعم ولا إعادة إعمار ستبدأ قبل إعادة إعمار الدولة ومؤسساتها واحترام القانون والعدل والدستور. هذا هو الحجر الأساس ونقطة الإنطلاق قبل استثمار سنتاً واحداً داخلياً، إقليمياً ودولياً.

حان الوقت، بأن نكون ونصبح جميعاً رياديّين على طريق لبنان، فالحرب تدمّر وتزهق الأرواح، أمّا الابتكار والاستثمار يبنيان ويخلقان الإنماء. علينا أن نكون جميعاً من الآن وصاعداً روّاد السلام والإصلاح على طريق المحبة والاحترام، مع الأولوية المطلقة وهي مصلحة الوطن. قبل إعادة إعمار المنازل والاقتصاد والشركات، إنّ إعادة الإعمار الحقيقية والمتينة، هي إعادة إعمار أسُس الدولة، وحَوكمتها وشفافيتها، دولة الحق والقانون والعدل والعدالة.

نشدّد على أنّ القطاع الخاص اللبناني والمستثمرين والرياديّين لن يستثمروا سنتاً واحداً قبل استعادة الدولة الحقيقية. في الوقت عينه، إنّ البلدان المانحة، لم ولن تستثمر سنتاً واحداً من دون ملء الفراغات، واحترام الديموقراطية، وتطبيق الدستور، والحَوكمة الرشيدة والشفافة، ولا سيما التدقيق داخلياً وخارجياً، مع تمويل مشاريع بنّاءة مموّلة بحسب مراحل التنفيذ والملاحقة الدقيقة. إنّ المنظّمات الدولية لن تُعيد أخطاء الأمس، من مؤتمرات باريس 1 و2 و3، لكنّ نقطة الإنطلاق ستكون الإصلاحات المرجوّة المقرّرة في مؤتمر «سيدر» الذي دُفن حيّاً، ومن ثم المشاريع المقترحة من صندوق النقد الدولي، والإصلاحات المطلوبة، والتي استُعملت ككرة نار تُرشق من منصّة إلى أخرى، من دون أي نيّة للتطبيق. علينا أن نكون رياديّين على طريق لبنان، لبناء رؤية موحّدة واستراتيجية فعّالة، وخطط واضحة مع تنفيذ وملاحقة، لإعادة النهوض والإنماء. علينا أن نكون رياديّين على طريق لبنان لإعادة بناء الثقة بين اللبنانيّين، وبين اللبنانيّين ودولتهم، وبين الدولة والمجتمع الدولي، لأنّ إعادة الثقة والرؤية ستكون أيضاً الحجر الأساسي لاستقطاب المستثمرين والرياديّين والمبتكرين من جديد.

علينا أن نكون مستثمرين على طريق لبنان، لإعادة بناء الإقتصاد الأبيض في مواجهة الإقتصاد الأسود، لأنّه وحده الإقتصاد الشرعي، والمنظّم والمراقب، سيقود لبنان إلى إعادة الإنماء، أمّا الإقتصاد الأسود، فقد قادنا إلى القائمة الرمادية والإفلاس، وسيجرّنا إلى مستقبل غامض.

علينا أن نكون رياديّين على طريق لبنان لإستقطاب المستثمرين الشرعيّين، عوضاً عن المبيّضين والفاسدين والمروّجين. في المحصّلة، علينا بناء الطرق الداخلية في لبنان، الحُرّ والمستقل، كما علينا بناء طرق إعادة بناء الدولة الحقيقية، وبناء طرق احترام وتنفيذ الدستور، كذلك بناء الطرق لنشر الجيش اللبناني على كل الأراضي والحدود اللبنانية، وهو الحامي الوحيد لبلدنا.

theme::common.loader_icon