أخصائية تغذية
تُشكّل المشروبات السكّرية، مثل الصودا وعصائر الفواكه المحلّاة، خطراً كبيراً على صحة الأطفال، خصوصاً على الكبد. وتُظهر الأبحاث الحديثة أنّ استهلاك هذه المشروبات بكثرة يمكن أن يُسبِّب أضراراً للكبد مشابهة لتلك الناتجة من شرب الكحول.
كيف تؤثر المشروبات السكرية على الكبد؟
تحتوي هذه المشروبات على كميات كبيرة من الفركتوز، وهو نوع من السكّر يُستقلب بالكامل تقريباً في الكبد.
عند تناول كميات زائدة، يُحوَّل الفركتوز إلى دهون، ممّا يؤدّي إلى تراكمها داخل الكبد ويُسبِّب مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD). إلى جانب ذلك، يُحفّز الفركتوز الالتهابات والإجهاد التأكسدي، ممّا قد يُؤدّي إلى تطوّر المرض إلى مراحل أكثر خطورة، مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) وتليف الكبد.
الدراسات العلمية الحديثة
بحسب دراسة نشرتها Hepatology عام 2023، فإنّ الأطفال الذين يستهلكون كميات كبيرة من الفركتوز معرّضون إلى خطر الإصابة بالكبد الدهني، حتى لو كانوا بوزن طبيعي. تابعت دراسة أخرى في Journal of Clinical Nutrition أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 6-12 عاماً، ووجدت أنّ مَن يتناولون أكثر من 15% من سعراتهم اليومية من السكّريات المضافة كانوا أكثر عرضة بنسبة 78% إلى الإصابة بالكبد الدهني مقارنة بغيرهم.
وتُعدّ الصودا، التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز، الأخطر. بينما العصائر المحلاة، على رغم من كونها طبيعية ظاهرياً، تُظهر تأثيرات مشابهة عند الإفراط في استهلاكها.
الأضرار طويلة الأمد
بالإضافة إلى تأثيراتها على الكبد، تُساهم المشروبات السكرية في:
- زيادة الوزن: تُعدّ عامل خطر لأمراض الكبد والسكري.
- مقاومة الأنسولين: تزيد من احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- أمراض القلب: ترتبط الدهون الثلاثية المرتفعة الناتجة من الكبد الدهني بمشكلات قلبية.
- التهاب مزمن: يؤثّر على الصحة العامة ويزيد من احتمالية الأمراض المزمنة.
الوقاية والبدائل الصحية
- الماء: الخيار الأفضل لترطيب الأطفال.
- العصائر الطبيعية غير المحلّاة: تحضيرها منزلياً يضمَن تقليل الفركتوز.
- الفواكه الكاملة: تُوفّر الألياف التي تُبطئ امتصاص الفركتوز.
- النشاط البدني والتغذية المتوازنة: يُعزّز صحة الكبد ويقلّل تراكم الدهون.
تُمثل المشروبات السكرية خطراً كبيراً على صحة الأطفال، لذا فإنّ تثقيفهم وتوفير بدائل صحية لهم يُعدّ ضرورة للحفاظ على صحتهم على المدى الطويل.