تأهّلت إيطاليا إلى دور «خروج المغلوب» في دوري الأمم الأوروبية، للمرّة الثالثة على التوالي، بعد الحفاظ على سجلها الخالي من الهزيمة في بطولة هذا العام، بفوزها 1-0 على بلجيكا.
دخل المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي المباراة في الرسم التكتيكي نفسه الذي استعمله في مواجهته الأخيرة للمنتخب البلجيكي 3-5-1-1، بالاشتراك مع المهاجم ماتيو ريتيغي كرأس حربة، من خلفه لاعب الوسط نيكولو باريلا.
وهدفه من هذه التشكيلة يكمن بتحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، مع خلق مرونة تكتيكية تتيح للفريق السيطرة على منتصف الملعب وتغطية أكبر مساحة ممكنة منه.
بدوره، بدأ المدرب البلجيكي دومينيكو تيديسكو المباراة بتشكيلة دفاعية بامتياز، ومرتكزة على المهاجمَين روميلو لوكاكو ولويس أوبيندا، من خلفهما 3 لاعبي وسط، بالإضافة إلى خط دفاعي مكثّف (5)، لزيادة التنظيم والصلابة في مواجهة الهجمات المرتدة والاستفادة من العرضيات والكرات الثابتة.
سيطر الضيوف على المباراة منذ صافرة البداية، إذ لم يكن مفاجئاً أن يتقدّموا في النتيجة بعد 11 دقيقة فقط، عندما سجّل لاعب الوسط ساندرو تونالي هدفه الدولي الأول، بتسديدة من مسافة قريبة جداً إلى وسط الملعب، ليحسم تأهل منتخب بلاده.
ولم يبدأ «الشياطين الحُمر» في استعادة قوّتهم الهجومية إلّا بعد انتهاء الشوط الأول، عندما حاول كل من لاعبَي الوسط لياندرو تروسار وأرني إنغيلز، حظهما من خارج منطقة الجزاء، لإرباك دفاع الخصم ودفعه إلى الخروج من مواقعه، ممّا خلق فرصاً تهديفية إضافية (10 تسديدات لبلجيكا مقابل 6 لإيطاليا).
بعد ذلك، حرم الحارس البلجيكي المهاجم ماتيو ريتيغي من التسجيل في الجانب الآخر من الملعب، قبل أن يسدّد تروسار كرة من على حافة منطقة الجزاء، مرّت بجوار القائم.
وكانت المراحل الختامية محمومة بالقدر عينه، إذ خلقت بلجيكا سلسلة من الفرص، منها رأسية لروميلو لوكاكو التي سدّدها بعيداً من المرمى، قبل أن يسدّد المدافع ووت فايس في القائم، لتنتهي المباراة بتشبّث إيطاليا بفوزها الكبير.
إنكلترا تعيد إثبات نفسها
انتقم منتخب إنكلترا، بقيادة المدرب الموقت لي كارسلي، من الهزيمة أمام اليونان على أرضه في تشرين الأول الماضي، وكان الفوز الثأري أكثر إرضاءً للمدرب الموقت، بعد أن تعرّض فريقه إلى ضربة قاسية بسبب الانسحابات من صفوفه نتيجة الإصابات.
وضَمَن الفوز الكبير لإنكلترا سجلاً أفضل في المواجهات المباشرة ضدّ اليونان، بعد خسارتها 2-1 في «ويمبلي»، تاركة مصير «الأسود الثلاثة» بين يدَيها إلى الجولة السادسة الأخيرة غداً.
لم يكن هناك سوى تغييرَين على تشكيلة المنتخب اليوناني التي واجهت إنكلترا في مباراتهما الأخيرة. إذ بدأ الظهير الأيسر كونستانتينوس تسيميكاس (ليفربول الإنكليزي) بدلاً من ديمتريوس يانوليس، الذي استعان به إيفان يوفانوفيتش، مدرب الفريق، في الشوط الثاني.
كذلك، استبدل هذا الأخير لاعب الوسط ديمتريوس كوربيليس، بخريستوس زافيريس الموقوف. علماً أنّ رسمته التكتيكية هذه (4-2-3-1) تعتمد على اللعب الجماعي والتمريرات القصيرة، التي تساعده في الضغط الهجومي، بالتالي هزّ شباك خصمه.
من الجانب الآخر، دخل كارسلي المباراة بتشكيلة هجومية بامتياز، بالاعتماد على المهاجم أولي واتكينز كرأس حربة، بدلاً من القائد هاري كاين، مع الجناحَين أنطوني غوردون ونوني مادويكي، ويتوسّطهما جود بيلينغهام، صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني.
ونظراً للغيابات الأساسية، وعلى رأسها المدافعان ترنت أليكساندر أرنولد (ليفربول) وجون ستونز (مانشستر سيتي)، بالإضافة إلى المهاجمَين كول بالمر (تشلسي)، وبوكايو ساكا (أرسنال)، اضطرّ كارسلي إلى الاستعانة بأسماء احتياطية، مثل المدافعَين ريكو لويس (سيتي) ولويس هول (نيوكاسل)، ولاعب الوسط كورتيس جونز (ليفربول)، الذين قدّموا مستوى عالياً خلال المباراة. بدأت المواجهة بفرص عديدة لإنكلترا، تُرجِمت إلى هدف مفاجئ عن طريق واتكينز (د7) فزعزع من خلاله ثقة المنتخب اليوناني، وأربك دفاعهم حتى نهاية المباراة.
كما حافظ فريق «الأسود الثلاثة» على نسبة استحواذ أكبر للكرة (68%)، ممّا مكّنه من السيطرة هجوماً ومنع أي هدف من نظيره. وفَقَد الفريق اليوناني سيطرته كلياً في الشوط الثاني، ممّا أسفر عن تسجيل حارس مرماه أوديسياس فلادشوديموس هدفاً ضدّ مرماه، بعدما ارتدّت الكرة من القائم إلى ظهره، وتبعه هدف فني بالكعب لجونز، الذي احتفل بظهوره الأول، بعد عرضية من لاعب الوسط مورغين غيبس وايت، فانتهت المباراة بفوز مهم لإنكلترا (3-0)، لتتصدّر ترتيب مجموعتها.
فرنسا تتأهل
في مباراة أخرى ضدّ إسرائيل، التي أقيمت في سياق خاص وأوضاع سياسية مشحونة، كان المنتخب الفرنسي يعلم أنّه بحاجة فقط إلى التعادل للتأهل إلى ربع نهائي دوري الأمم.
من الناحية الحسابية، الهدف تحقّق لأنّ هذا التعادل (0-0)، إلى جانب هزيمة بلجيكا أمام إيطاليا في الوقت عينه (1-0)، منح «الديوك» بطاقة للتقدّم في المنافسة.
لكن من المؤكّد أنّ ديدييه ديشان، مدرب المنتخب الفرنسي، لم يكن راضياً عن أداء لاعبيه في هذه الأجواء الخاصة، في ملعب «ستاد دو فرانس» الذي بالكاد امتلأ (حضر حوالى 20,000 شخص). وكانت التوقعات أفضل للمنتخب الفرنسي في هذه العودة إلى ملعب فرنسا بعد 514 يوماً.
دخل رجال ديدييه ديشان المباراة برسم تكتيكي هجومي (4-2-3-1)، مع المهاجم راندال كولو مواني كرأس حربة، بدلاً من القائد كيليان مبابي، الذي غاب لأسباب لم تتضح بعد، خلفه لاعب الوسط وارن زايري-إيميري، الذي يتوسط كلاً من الجناحَين مايكل أوليزي وبرادلي باركولا. كما غاب عن التشكيلة كل من لاعبي الوسط أوريليان تشواميني ويوسف فوفانا والمهاجم عثمان ديمبيلي، بداعي الإصابة.
في المقابل، بدأ المدرب الإسرائيلي ران بن سيمون المباراة بتشكيلة دفاعية بامتياز (5-4-1)، لمنع الهجمات السريعة التي يشنّها الفريق الفرنسي عليه. فبالاشتراك مع 5 مدافعين، استطاع الفريق الإسرائيلي التصدّي لـ8 أهداف، كادت تهزّ شباكه وتحسم المباراة. وعلى رغم من انّ وسط الملعب المؤلف من 4 لاعبين، لم يستطع الفريق الإسرائيلي التغلّب على نسبة الاستحواذ الفرنسية للكرة، التي زادت عن 70% وأكثر من 700 تمريرة. كذلك، وعلى رغم من الهجمات المستمرة والتسديدات داخل وخارج منطقة الجزاء، بالإضافة إلى التبديلات على الصعيد الهجومي، لم يستطع الفريق الفرنسي تخطّي حاجز الحارس الإسرائيلي.