على وقع الغارات التي تستهدف مناطق الضاحية الجنوبية، والاشتباكات الدائرة في الجنوب، حطّ كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية علي لاريجاني في لبنان، مستهلا زيارته من السراي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وأكد ميقاتي ان "المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، ودعم الوحدة الوطنية، وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى اي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الاخر".
وشدد على ان "الحكومة اللبنانية تعطي الاولوية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والتوصل الى وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، من دون اي تعديلات".
أما لاريجاني فاكد ان "ايران تدعم اي قرار تتخذه الحكومة ولا سيما القرار 1701، كما تدعم انتخاب اي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون".
وانتقل بعدها الى مقر الرئاسة الثانية للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث قال ان "الهدف الاساس والرئيس لزيارتنا هو أن نقول اننا سنقف الى جانب لبنان حكومة وشعبا في كافة الظروف. وتمنى حلحلة كل المشاكل والمصاعب التي يعيشها لبنان وحكومة لبنان بأسرع وقت ممكن.
وأكّد أن "اي قرار تتخذه المقاومة اللبنانية والحكومة اللبنانية نحن نوافق عليه وندعمه".
وعلى خطّ المقترح الأميركي الذي تسلّمه بري، نفى رئيس مجلس النواب أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، ولا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
وكشف أن المقترح يتضمن نصاً "غير مقبول لبنانياً"، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: "هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها". وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن "الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم".
وعن استهداف إسرائيل مسقط رأسه في بلدة تبنين، ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليدياً لبري، قال: "يبدو أن نتنياهو لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور ما بتمشيش معنا".
توازياً، زار السفير السعودي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وأكد حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم بحق الشعب اللبناني، آملا في أن تثمر المساعي والجهود الدبلوماسية اتفاقا لإعادة النهوض بلبنان والعيش بسلام.
اقليميا، أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن "حزب الله ولبنان سيرفضان مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة"، لوضع حد للعمليات القتالية بين إسرائيل والحزب. ولفتت الى أن "الأمر قد يستغرق بضعة أيام أخرى من الجدال والمفاوضات قبل أن يوافق اللبنانيون".
في غضون ذلك، أعلن باسم نعيم العضو في المكتب السياسي لحركة حماس ان "حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في حال قُدم عرض يقضي بوقف إطلاق النار على أن تلتزم به إسرائيل"، داعيا "الإدارة الأميركية وترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان والحرب على غزة والمنطقة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
الى ذلك، شهدت المزة في سوريا غارات إسرائيلية جديدة اليوم.
دوليا، أعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس ايمانويل ماكرون سيقوم بزيارة رسمية للسعودية بين 2 و4 كانون الأول.
وفي سياق منفصل، سيبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لأول مرة فرض عقوبات ضد إسرائيل وتجميد الحوار السياسي معها بسبب عدم التزامها بالقانون الإنساني خلال العمليات القتالية في غزة.
وعلى خطّ آخر، أجرى المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثات هاتفية، هي الأولى بينهما منذ نحو عامين. وحثّ شولتس الرئيس الروسي على إنهاء الحرب في أوكرانيا وسحب القوات. وأبلغ بوتين أيضا بأن روسيا يجب أن ترتب لمفاوضات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم.
أميركيا، نقلت سي. إن. إن. عن مصادر أميركية وإسرائيلية ان الرئيس المنتخب دونالد ترامب لن يسعى إلى قلب الجهود الجارية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان إدارة الرئيس جو بايدن تريد المضي قدمًا في مساعي إنهاء الحرب في لبنان عاجلاً وليس آجلا.