الروبوتات الجراحية: من التقليد إلى جراحة مستقلة
الروبوتات الجراحية: من التقليد إلى جراحة مستقلة
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Friday, 15-Nov-2024 06:09

في خطوة مثيرة قد تُحدث ثورة في مجال الجراحة الروبوتية، تمكّنت روبوتات مدرّبة للمّرة الأولى عبر مشاهدة مقاطع فيديو لجرّاحين متمرّسين، من تنفيذ الإجراءات الجراحية عينها بدقّة المهارات البشرية عينها.

هذا الإنجاز، الذي يقوده باحثون من جامعة جونز هوبكنز، يُعرض هذا الأسبوع في مؤتمر تعلّم الروبوتات في ميونيخ، وهو أحد أبرز الأحداث العالمية في مجالَي الروبوتات وتعلم الآلة.

بدلاً من برمجة الروبوتات بكل حركة مطلوبة في العملية الجراحية، يُتيح استخدام التعلّم بالتقليد للروبوتات الجراحية اكتساب المهارات من خلال رؤية وتعلّم إجراءات الجرّاحين الخبراء، ما يمثّل قفزةً نوعية نحو جراحة ذاتية التشغيل من دون الحاجة لتدخّل الإنسان.

هذه التقنية الجديدة قد تجعل الروبوتات قادرة على إجراء جراحات معقّدة بكفاءة ومرونة، تُضاهي أداء الأطباء المتخصّصين، بل ومن دون تدخّل بشري.

«الأمر حقاً مذهل»، بحسب أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة جونز هوبكنز، الدكتور أكسل كريغر، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، مضيفاً أنّ «كل ما نفعله هو تقديم المدخلات البصرية للكاميرا، ويمكن للنموذج توقّع الحركات الروبوتية المطلوبة للجراحة. نعتقد أنّه يمثل خطوة هامة نحو أفق جديد في مجال الروبوتات الطبية».

وتشير هذه النتائج إلى أنّ المستقبل قد يحمل المزيد من الإمكانيات للروبوتات الجراحية، إذ ستستمرّ في تحسين دقتها وكفاءتها وتطوّرها نحو الاستقلالية التامة.

في السنوات المقبلة، يُتوقع أن يتسارع تقدّم الروبوتات الجراحية نحو الاستقلالية الكاملة في أداء العمليات، ممّا قد يقلّل من الاعتماد على التدخّل البشري، خصوصاً في الحالات المعقّدة.

ومن منظور التغذية العلاجية، يمكن لهذه الروبوتات المستقلة أن تقدّم فائدة إضافية، إذ يمكن دمجها في تقنيات الجراحة التي تتطلّب دقة خاصة لتحسين التعافي الغذائي للمريض بعد العمليات الجراحية، عبر تقليل الأضرار الجانبية وتسريع شفاء الأنسجة.

هذا التحوّل سيوفّر فرصة أكبر للأطباء والاختصاصيِّين للعمل معاً على تصميم برامج تغذية مخصّصة للمرضى الذين يخضعون إلى جراحات معقّدة، ممّا سيعزّز من سرعة الشفاء ويُحسّن من نتائج العمليات.

في المستقبل القريب، يمكن أن تتطوّر هذه الروبوتات لتكون قادرة على أداء جراحات دقيقة تتطلّب تعديل أنماط غذائية معينة، مثل عمليات البدانة أو أمراض الجهاز الهضمي.

theme::common.loader_icon