لعب الفريق الكاتالوني مباراة بنضوج عالٍ على رغم من صغر سن معظم لاعبيه، في واحدة من أصعب أجواء كرة القدم العالمية، مكملاً فوزه السابع على التوالي في جميع المسابقات.
بدأ المدرب الألماني هانزي فليك المباراة بتشكيلته المعتادة 4-2-3-1، مع المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، ومن خلفه بيدري غونزاليز، بين الجناحَين البرازيلي رافينيا ولامين جمال.
وللمرّة الأولى منذ عودته من الإصابة، بدأ لاعب الوسط الهولندي فرينكي دي يونغ أساسياً، إلى جانب مارك كاسادو.
بدوره، دخل المدرب الصربي فلادان ميلويفيتش المباراة برسم تكتيكي 4-5-1، مرتكزاً على التكتّل في وسط الملعب لصدّ الهجمات المرتدة، ومعتمداً على المهاجم السنغالي شريف ندياي عند سرعة الارتداد بالكرة.
بدأ برشلونة المباراة بالهيمنة على الكرة وخلق الفرص بفضل التمريرات البينية والتحرّكات في ظهر الدفاع، فمنحه المدافع إنيغو مارتينيز التقدّم برأسية من ركلة حرّة (د13).
كافح النجم الأحمر لإيجاد طريقة للتغلب على مصيدة التسلّل التي وضعها برشلونة وأوقع بها خصومه أكثر من 100 مرّة هذا الموسم، فتفاداها الجناح الأيمن سيلاس كاتومبا مفومبا لأول مرّة، منهياً الهجمة في شباك الحارس إنيياكي بينيا، مدركاً التعادل وسط هيجان جماهيري هستيري.
لم ينكفئ برشلونة بل استمرّ بالضغط وخلق الفرص عبر الكرات الطويلة الموجّهة إلى الثلث الأخير من الملعب. وفيما بدا الأمر وكأنّ الزوار لن يجدوا طريقهم إلى الشباك مرّة ثانية، أطلق رافينيا تسديدة قوية، ارتدّت من القائم وتابعها ليفاندوفسكي في المرمى، مستعيداً التقدّم.
كثف برشلونة همينته على الكرة مع الزيادة العددية في وسط الملعب عند خسارتها، فكان ذلك عاملاً حاسماً في الفوز، إذ أسفرت هجمتان متقنتان من الظهير الأيمن الفرنسي جول كوندي، الأولى لليفاندوفسكي والثانية لرافينيا عن هدفَين ثمينَين قضيا على آمال أصحاب الأرض، قبل نهاية اللقاء بنصف ساعة.
على رغم من التبديلات الهجومية التي أجراها المدرب الصربي، إلّا أنّه لم يستطع إيجاد ثغرة دفاعية وتحوّلاً في الأداء، فأضاف البديل فيرمين لوبيز هدفاً خامساً للضيوف إثر «هاتريك» من التمريرات الحاسمة لكونديه، قبل أن يقلّص المهاجم الأنغولي البديل ميلسون الفارق.
أرسنال يعاني في إيطاليا
على ملعب «جوسيبي مياتزا» في ميلانو، وبعد تعادله سلباً في بيرغامو أمام أتالانتا، سقط أرسنال الإنكليزي بهدف وحيد أمام إنتر ميلان بطل إيطاليا، الذي حقق فوزه الثالث توالياً في النسخة الجديدة من البطولة القارية. فيما تلقّى الفريق اللندني هزيمته الأولى في البطولة (انتصاران وتعادل) وتراجع إلى المركز الـ12 (7 نقاط).
إعتمد المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي كعادته على دفاع ثلاثي وهجوم ثنائي، فضمّ وسط ملعبه 5 لاعبين، لمنع الهجمات المرتدة والحدّ من الهيمنة على الكرة لخصمه.
أمّا أرسنال فدخل بتشكيلة هجومية بامتياز، ومرتكزة على المهاجمَين الألماني كاي هافيرتز والبلجيكي لياندرو تروسارد، مع وسط ملعب رباعي مؤلف من الجناحَين بوكايو ساكا والبرازيلي غابرييل مارتينيلي، يتوسّطهما لاعبَا الوسط الغيني توماس بارتي بدلاً من الإنكليزي ديكلين رايس المصاب والإسباني ميكيل ميرينو لكسر منطقة بناء الهجمات، ومن خلفهم رباعي دفاعي. ونجح بالهيمنة في وسط الملعب من خلال أكثر من 500 تمريرة معظمها في الشوط الثاني.
بدأت المباراة بشكل جيد للفريقَين، خصوصاً من الجانب الهجومي (7 تسديدات لأرسنال و 6 لإنتر)، حتى لمس ميرينو الكرة بيده في منطقة الجزاء، متسبّباً بركلة جزاء انبرى لها التركي هاكان تشالهانوغلو بنجاح في مرمى الحارس الإسباني ديفيد رايا.
على رغم من تبديلات أرتيتا، قرأ إيزاغي المباراة بشكل جيد، وانكفأ إلى الخلف تاركاً المحاولة للإنكليز الذين فشلوا بهزّ الشباك وإدراك التعادل بفضل تألق الحارس السويسري يان سومير.
أتلتيكو ينجح في باريس
سقط باريس سان جيرمان الفرنسي على ملعبه «بارك دي برينس»، 1-2 أمام ضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني الذي رفع رصيده إلى 6 نقاط، متساوياً مع جاره ريال مدريد، فيما بقي سان جيرمان في المركز الـ25 برصيد 4 نقاط فقط.
دخل المدرب الإسباني لويس أنريكي المباراة بتشكيلته المعتادة 4-3-3، بالاعتماد على لاعبي الوسط الفرنسي وارين زايري إيميري والبرتغاليَّين جواو نيفيز وفيتينيا، تأميناً لعدم المجازفة الهجومية.
في المقابل، دخل المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني المباراة بتشكيلة هجومية، بإشراك الفرنسي أنطوان غريزمان والأرجنتيني يوليان ألفاريز، مع الاعتماد على 4 لاعبين وسط، للحَدّ من سيطرة الفريق الباريسي على الكرة وكسب معركة الوسط، تاركاً المجال أمام جناحَيه للتوغل إلى داخل منطقة الجزاء.
بدأت المباراة بسيطرة باريسية (استحواذ بنسبة 71%)، مع محاولات خجولة، حتى افتتح إيميري التسجيل من داخل المنطقة إثر تمريرة بينية حاسمة للفرنسي عثمان ديمبيلي (د14).
دامت فرحة الباريسيين لـ4 دقائق فقط، إذ أدرك المدافع الأرجنتيني ناهويل مولينا التعادل بيسراه من منتصف منطقة الجزاء.
وبدأ أتلتيكو الشوط الثاني بتركيز عالٍ على الكرات الطويلة لتجنّب دفاع سان جيرمان، الذي واجهه بنزعة بدنية عنيفة، وبعد كرّ وفرّ بينهما أهدر أصحاب الأرض فرصة محققة للفوز في الثواني الأخيرة، لكنّ الضيوف انتزعوا الكرة وأنهوها بهجمة مرتدة حطّت عند البديل الأرجنتيني أنخيل كوريا الذي سجّل هدف الفوز القاتل.