أخصائية تغذية
تخيّل أنّك تبدأ يومك بتمارين رياضية شاقة، وبعد ذلك تتناول وجبة كبيرة معتقداً أنّك تستحقها بسبب الجهد المبذول.
وجدت دراسة نُشرت في مجلة «علم النفس والسلوك» عام 2022، أنّ 60% من المشاركين يشعرون بأنّهم يستحقون تناول المزيد بعد التمارين، ممّا يشير إلى وجود علاقة نفسية بين الجهد البدني والرغبة في المكافأة الغذائية.
التحدّي الأكبر هو ما إذا كنّا نعتمد على «عذر» التمارين لتناول الطعام الزائد. وبيّنت دراسة من جامعة كولورادو عام 2023، أنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يميلون إلى تناول سعرات أكثر ممّا يحتاجون، حتى لو لم يكن ذلك ضرورياً.
كذلك، أظهرت دراسة أخرى من جامعة ستانفورد، أنّ البعض قد يبالغ في تقدير عدد السعرات المحروقة أثناء التمارين، ممّا يدفعهم إلى تناول كميات طعام زائدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدّي ممارسة التمارين إلى تغييرات سلبية في العادات الغذائية. وكشفت دراسة من جامعة كيس ويسترن ريزيرف عام 2022، أنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يطوّرون عادات غذائية غير صحية عند تعرّضهم إلى التوتر، ممّا قد يعزّز الإفراط في الأكل كمكافأة نفسية.
إذاً، كيف نحقق التوازن بين الرياضة والتغذية؟
تشير دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2023 إلى أنّ تناول وجبات خفيفة ومتوازنة قبل وبعد التمارين يعزّز الأداء ويساعد في التحكّم بالوزن.
ويجب أن تكون الرياضة وسيلة لتحسين الصحة وليس عذراً لتجاوز الحدود الغذائية.
في النهاية، ينبغي أن تكون التمارين جزءاً من أسلوب حياة صحي شامل، يوازن بين النشاط البدني والتغذية الحكيمة.
وتذكّر أن تستمتع بطعامك من دون شعور بالذنب أو الحاجة لتبرير الإفراط فيه؛ التوازن هو المفتاح لحياة صحية وسعيدة.