أخصائية تغذية
مع التقدّم في العمر، يبدأ الجسم في الخضوع لتغيّرات طبيعية تؤثر على هيئته ووظائفه. يُلاحظ أنّ الخصور التي كانت رشيقة في فترة الشباب تبدأ بالتوسّع، وتتباطأ عملية التمثيل الغذائي، ممّا يؤثر على الطريقة التي يحرق بها الجسم السعرات الحرارية.
يقول الدكتور لويجي فيروتشي، المدير العلمي للمعهد الوطني للشيخوخة، إنّ هذا التحوّل الطبيعي يحدث بسبب انخفاض الكتلة العضلية وزيادة الكتلة الدهنية. هذه العملية، المعروفة باسم «ساركوبينيا» أو فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالعمر، تبدأ في حوالى سن الـ30 وتتسارع بشكل ملحوظ بعد الـ50. نتيجة لذلك، يمكن أن يزداد الوزن بشكل ملحوظ حتى دون تغيير النظام الغذائي أو مستوى النشاط البدني.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التغيّرات ليست عادلة. يشعر الكثير من الناس بالإحباط عندما يواجهون هذه التحدّيات من دون أن يكونوا مستعدين لها. التغيّرات الهرمونية، خصوصاً خلال فترة انقطاع الطمث، تلعب دوراً أساسياً في هذا التحوّل. إنّ التغيّرات الهرمونية تؤدي إلى إعادة توزيع الدهون في الجسم، خصوصاً حول منطقة الخصر، ممّا يزيد من صعوبة التحكّم في الوزن مع تقدّم العمر.
ومع كل هذه التحدّيات، لا يعني التقدّم في العمر الاستسلام للتغيّرات الجسدية. من الممكن إجراء تعديلات صحية فعّالة.
تشير الدكتورة باميلا بيك، مؤلّفة كتاب «مكافحة الدهون بعد الأربعين»، إلى أهمية التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، وزيادة تناول البروتين لدعم الكتلة العضلية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخصوصاً تمارين المقاومة التي تساعد في الحفاظ على العضلات وزيادة التمثيل الغذائي.
وبينما قد يكون الحفاظ على الوزن المثالي تحدّياً أكبر مع التقدّم في العمر، من المؤكّد أنّ ممارسة التمارين البدنية المنتظمة، لا سيّما تمارين القوة، يمكن أن تساعد بشكل كبير في مواجهة هذه التغيّرات. ويضيف الكتاب، أنّ الفوائد لا تقتصر على التحكّم في الوزن فقط، بل تشمل أيضاً تعزيز الصحة العامة وزيادة فرص العيش لفترة أطول بصحة جيدة.
في نهاية المطاف، يظل التكيّف مع التغيّرات الجسدية جزءاً طبيعياً من الحياة. من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام، يمكن للأفراد الحفاظ على صحتهم وعافيتهم رغم التحدّيات التي قد تواجههم مع تقدّمهم في العمر.