التفاؤل الذي ساد أمس في الوصول الى وقف اطلاق نار في لبنان، تبدّد اليوم اثر تصريحات ومواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي حين أعلن موقع أكسيوس عن مصدر مطلع أن المبعوث الأميركي آموس هوكستين لن يتوجه إلى بيروت وسيعود اليوم إلى واشنطن من إسرائيل، لم يحصل أي تواصل بينه وبين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي حتى اللحظة.
وعقب لقائه الموفد الأميركي آموس هوكشتين، أشار نتنياهو الى أن "ضغط لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس"، مشيرا الى "أننا نغير وجه الشرق الأوسط لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحديات كبيرة ولا أقلل من شأن أعدائنا مطلقا".
هذا وقدّر بشدة الدعم الأميركي الّا أنه قال: "أقول نعم عندما يكون ذلك ممكنا ولا عند الضرورة". وأضاف: "المهم في التسوية في لبنان إمكانية تحقيق الأمن والعمل ضد التسلح".
كلام نتنياهو سبقه تراجع للرهان الاميركي على وقف النار، اذ قالت مصادر مطلعة لـ"سي أن أن"، ان المسؤولين الأميركيين يشكّكون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. واعتبرت المصادر أن "مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان ستتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة". وأوضحت أن هناك شعورا داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم".
ميدانيا، استمر التصعيد الاسرائيلي متنقلا بين الجنوب والبقاع على وقع انذارات بالاخلاء، واستُهدفت مجددا سيارة في الكحالة- عاريا. من جانبه، أعلن "حزب الله" في سلسلة بيانات انه استهدف تجمعات لقوّات اسرائيلية في الخيام وميطها بالصواريخ، بالإضافة الى استهداف الشمال الإسرائيلي عدة مرات اليوم، وتحقيق إصابات مباشرة.
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم قوات "اليونيفيل" أن "القوة الدولية تعرضت لأكثر من 50 استهدافًا خلال شهر تشرين الأول الجاري".
في غضون ذلك، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن "التهديدات التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب ". وأشار ميقاتي في تصريح الى أنه "أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الديبلوماسية الفاعلة طالبا تكثيف الصغط على اسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والانسانية". وقال: "لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بالامس أنه سيسعى في اسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علما ان التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة".
اقليميا، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن "المهمة لم تنته بعد ومن واجبنا الأخلاقي إعادة المخطوفين إلى بيوتهم". واعتبر ان "إيران أصبحت وحيدة والوضع الصعب لحماس وحزب الله لا يمكنهما من مساعدتها".
وكان نتنياهو قد أكد أن "منع إيران من الحصول على أسلحة نووية يمثل أولوية قصوى لإسرائيل".
وفي سياق منفصل، سيوقع وزير المالية الإسرائيلي، تحت ضغط من وزيرة الخزانة الأميركية، على تمديد التعاون بين البنوك الإسرائيلية والفلسطينية لمدة شهر آخر بعد موافقة مجلس الوزراء.
وفي مصر، تطرق اللقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إلى الأوضاع في لبنان، والتصعيدات المتبادلة التي شهدتها المنطقة مؤخراً، حيث أكد الرئيس المصري أهمية التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في لبنان بما يحفظ سيادته وسلامة أراضيه، ويحمي استقراره وأمن شعبه.
هذا وعلق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على الجهود الجارية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، قائلًا: "نأمل أن نتمكن من رؤية وقف إطلاق النار في الساعات المقبلة، وفي الأمد القريب"، مضيفًا أن السعودية "تدعم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لإيجاد طريق لوقف إطلاق النار".
ونفى بن فرحان حدوث "فك ارتباط" بين السعودية ولبنان، لكنه شدد على أن "الأمر يعود للبنانيين في حل مشاكلهم السياسية".
وأكد أن المملكة لطالما كانت موجودة مع لبنان بشكل أو بآخر، وقال: "الأمر يرجع للبنانيين، أن يبحثوا ويسعوا لاتجاه يضع لبنان على المسار الصحيح، ليس ذلك راجعاً لأي تأثير خارجي، أو أي دولة أو قوة خارجية تخبرهم بما عليهم أن يقوموا به، أو أن تملي عليهم المسار السياسي في لبنان".
وعلى خطّ آخر، توعدت إيران، برد "قاس" على الهجوم الذي شنته إسرائيل الأسبوع الماضي على عدد من منشآتها العسكرية.
دوليا، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "أننا نحقق تقدما للتوصل إلى تفاهمات بشأن ما قد يكون مطلوبا للتنفيذ الفعال لقرار مجلس الأمن رقم 1701".
وأكد بلينكن أن "إسرائيل حققت أهدافها من الحرب في غزة بثمن باهظ هو أرواح الأطفال والنساء الفلسطينيين وآن الوقت لوقف الحرب".
الى ذلك، عبّر وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عن "صدمته" من دعوات وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف إلى إعادة استيطان قطاع غزة معتبرا أنها "تصريحات خطرة للغاية".
اقتصاديا، أكد صندوق النقد الدولي أن غزة ولبنان والسودان بحاجة إلى عقود للتعافي من الصراعات الدائرة على أراضيها، بعد خفض توقعات النمو في المنطقة.
وأشار صندوق النقد إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان والحرب الأهلية في السودان سيكون لها آثار دائمة.