بعد أيام قليلة على «ريمونتادا» فوز ريال مدريد الإسباني على بوروسيا دورتموند الألماني 5-2 في دوري أبطال أوروبا، تلقّى نادي العاصمة الإسبانية في ملعبه «سانتياغو برنابيو» خسارة قاسية ومدوّية على يد غريمه التقليدي برشلونة الإسباني في «كلاسيكو» الدوري الإسباني، وبعد أيام قليلة من فوز الأخير على بايرن ميونيخ الألماني 4-1.
رباعية الـ«كلاسيكو» رفع عدّاد نقاط النادي الكاتالوني إلى 30 في صدارة «لاليغا»، متقدّماً بفارق 6 نقاط عن غريمه.
دخل المدرب الألماني هانزي فليك المباراة بتشكيلة مباراة بايرن عينها من ناحية الأسماء، لكنّه تحوّل من رسم 4-3-3 الهجومي إلى 4-2-3-1، على رأسها المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الجناحَان البرازيلي رافينيا والإسباني لامين جمال، ويتوسطهم لاعب الوسط بيدري غونزاليس.
في المقابل، تحوّل الإيطالي كارلوس أنشيلوتي بتشكيلة ريال مدريد من 4-2-3-1 إلى 4-4-2، معتمداً على المهاجم الفرنسي كيليان مبابي لمواجهة الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي، والبرازيلي فينيسيوس جونيور بمواجهة الظهير الأيمن الفرنسي جول كونديه. واستمرّ اعتماده على لوكاس فاسكيز كظهير أيمن، بدلاً من القائد داني كارفاخال المصاب، إلى جاب قلبَي الدفاع البرازيلي إيدير ميليتاو والألماني أنطونيو روديغر.
بدأ الشوط الأول بضغط عالٍ لأصحاب الأرض، مع اعتماد الكرات الطويلة واختراقات فينيسيوس للعب العرضية، مقابل تولّي كونديه بالتعاون مع لاعب الوسط مارك كاسادو مهمّة الحدّ من خطورته، ونجحا بذلك نسبياً.
لم يُغيِّر فليك في طريقة لعبه عن مواجهة بايرن، إنّما كان صبوراً وترك ريال يحاول الهجوم، ففرمله عبر الدفاع المتقدّم موقعاً الهجوم المدريدي بفخ التسلّل 12 مرّة، 7 منها لمبابي وحده.
ودام صبر الضيوف طيلة الشوط الأول حتى أخذوا المبادرة بتسديدة لجمال إثر عرضية من ليفاندوفسكي، في ظل خطورة أوضح للمدريديِّين. بين أنّ الشوط الثاني، كان أوضح هجومياً من الطرف الكاتالوني، خصوصاً بعد دخول الهولندي فرنكي دي يونغ بدلاً من فرمين لوبيز لتعزيز صناعة اللعب والاستحواذ على الكرة.
على الفور، تفكّك الدفاع المدريدي بتمريرة بالمسطرة من كاسادو بين 4 مدافعين (د54) إلى ليفاندوفسكي ثم بعرضية من الهولندي ورأسية للبولندي (د56)، مضاعفاً النتيجة ومترجماً أفضلية فريقه في وسط الملعب.
انهار وسط ميدان ريال مع عدم قدرة أنشيلوتي على إيجاد حلول لكسر مصيَدة التسلّل، فسجّل مبابي هدفاً ثانياً أُلغيَ بداعي التسلّل. وحاول الإيطالي التغيير لكسب معركة وسط الميدان، فدفع بالكرواتي لوكا مودريتش بدلاً من الفرنسي أوريليان تشواميني، فلم ينجح بتحريك وتسريع عجلة التحوّل من الدفاع إلى الهجوم بعد افتكاك الكرة، إنّما ارتفعت على إثرها حالات التسلّل في ظل الاعتماد أيضاً على الكرات الطويلة بظهر خط الدفاع الكاتالوني.
مع دخول المهاجم الإسباني ابراهيم دياز مكان لاعب الوسط الفرنسي إيدواردو كامافينغا، أضاف برشلونة الثالث عبر جمال إثر هجمة مرتدة قادها رافينيا، مسجّلاً أول أهدافه بالقدم اليمنى (د77).
بعد الهدف الكاتالوني الثالث، انهار ريال مدريد وانفرد برشلونة بالسيطرة مستغلاً عودة صانع الألعاب داني أولمو الذي لم يوفّر جهداً بلعب الكرات البينية التي كادت تثمر هدفَين عبر ليفاندوفسكي. لكنّ رافينيا ترجم هذه الأفضلية إلى هدف رابع وأخير، إثر كرة طويلة بظهر الدفاع من إينيغو مارتينيز.
كما شهد اللقاء عودة غافي من الإصابة، فحلّ بدلاً من بيدري (د87)، لكنّه تلقّى إنذاراً بداعي الخشونة. وبذلك، أعلن فليك عودة برشلونة إلى المنافسة على جميع الألقاب محلية كانت (دوري وكأس) أم قارية -دولية (دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية في نهاية الموسم)، مع تجديد الروح وسحق منافسَين مباشرَين له على هذه الألقاب في غضون أقلّ من أسبوع.
أرتيتا يبدأ متفوّقاً وسلوت يلحق به
انتهت قمة المرحلة التاسعة من الدوري الإنكليزي الممتاز متكافئة بين ليفربول ومضيفه أرسنال 2-2، فتنازلا عن الصدارة لصالح مانشستر سيتي، حامل اللقب في المواسم الأربعة الماضية، بفارق نقطة عن «الحُمر» و3 عن «المدفجعية».
بدأ المدرب الإسباني ميكال أرتيتا تشكيلته أرسنال برسم 4-3-3، وكانت المفاجأة بوجود لاعب الارتكاز الغاني توماس بارتي كظهير أيمن، والظهير الأيمن بن وايت كقلب دفاع معوّضاً غياب الفرنسي وليام صليبا بداعي الإيقاف.
وعمد أرتيتا إلى الإبقاء على البرازيلي غابريال خيسوس على الدكّة، فدفع بالألماني كاي هافيرتز كمهاجم وهمي (False 9)، بين الجناحَين القائد بوكايو ساكا والبرازيلي غابريال مارتينللي.
في المقابل، كان اعتماد سلوت على تشكيلته المعتادة، فيما عدا صانع الألعاب المجري دومنيك سوبوسلاي، إذ حلّ بدلاً منه كورتس جونز. وعوّض المهاجم الأوروغوياني داروين نونييز غياب البرتغالي ديوغو جوتا.
بدأ أرسنال ضاغطاً ومستحوذاً في وسط الميدان، مانعاً الضيوف من لعب الكرات البينية، فيما كان الظهير الأيسر الهولندي يوليان تيمبر وبارتي بأقصى حالة وعي لفرملة المصري محمد صلاح والكولومبي لويس دياز، من الانطلاق على الجناحَين لصناعة العرضية.
بسلاح ليفربول، هزّ أرسنال الشباك من كرة طويلة للجناح ساكا الذي استغلّ تعثّر الظهير الأيسر الاسكتلندي آندرو روبرتسون. وردّ «الحُمر» بهدف التعادل بسلاح أصحاب الأرض، أي الركلات الركنية، عبر قطب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك.
غير أنّ أرسنال لم يتراجع، وحافظ على هيمنته، مقلّصاً درجات خطورة الضيوف وكراتهم البينية في وسط الملعب، فترجموا أفضليتهم إلى هدف السبق.
في الشوط الثاني، ما لبث أن أصيب قطب الدفاع البرازيلي غابريال مغالهاييساس، فتبعثرت أوراق أرتيتا البديلة، واضطرّ إلى تخفيض مستوى الضغط العالي متراجعاً إلى منتصف ملعبه.
تزامناً أجرى سلوت 3 تبديلات في آن، فدفع بسوبوسلاي والظهير الأيسر اليوناني كونستانتينوس تسيميكاس والجناح الهولندي كودي خاكبو. لكنّ هدف التعادل جاء من هجمة مرتدة بأسلوب الـBack Forward Pass، لتتحوّل إلى نونييز ومنه عرضية أرضية إلى صلاح، انتهت في المرمى.
وشهد الربع الساعة الأخير، كراً وفرّاً في وسط الملعب بين سلوت وأرتيتا لم يتفوّق فيها أي منهما إنّما كانت الدفة متكافئة: هجمة بهجمة. وحتى أنّ أياً من الفريقَين لم يستطع فرض طريقة لعبه على طيلة فترات اللقاء، خصوصاً الوقت القاتل منه.