تؤشّر الوقائع الحربية المتسارعة، إلى أن لا مكان حالياً للمساعي السياسية والديبلوماسية، وتقديرات المحللين والخبراء العسكريين تركّز على رصد الميدان وتغلّب فرضية التصعيد، وخصوصاً في الفترة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، التي تجمع تلك التقديرات على أنّها فترة حرجة تنطوي على مخاطر كبيرة جداً، ربطاً بالتهديدات المتتالية التي يتناوب عليها المستويان السياسي والعسكري في اسرائيل، في اتجاه تكثيف الضربات ضدّ «حزب الله» لإرغامه على الانكفاء الى شمال نهر الليطاني، وكذلك في اتجاه ايران والحديث عن أنّ الضربة الاسرائيلية رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني.
على جبهة لبنان، ليس خافياً انّ اسرائيل حققت بطيرانها الحربي تفوقاً تدميرياً هائلاً للقطاعات والبنى المدنية، وفي ارتكاب المجازر الفظيعة في مختلف المدن والقرى اللبنانية. إلّا أنّ تقديرات الخبراء العسكريين تؤكّد انّ كل ذلك لم يمنحها قدرة الحسم في الميدان، ومن هنا، وكما يقول مصدر أمني مسؤول لـ«الجمهورية»، «إسرائيل تواصل حربها سعياً لتحقيق إنجاز على الارض تستثمر عليه في مفاوضات الحل الديبلوماسي، فجيشها منتشر من الناقورة حتى مزارع شبعا و7 فرق مسخّرة لعملية برية منذ ما يزيد على الأسبوعين، من دون ان تحقق حتى الآن خرقاً نوعيّاً يمنع «حزب الله» من إطلاق صواريخه على المدن والمستوطنات الاسرائيلية، بل بالعكس يتكبّد خسائر كبيرة بمعدّل 20 اصابة يومياً في صفوفه باعتراف الجيش الاسرائيلي، الذي يغطي ذلك بتكثيف الغارات على البنى المدنية».