هناك تساؤلات عدة تُثار حول مغزى هذا الموقف. ترى مصادر معنية، أنّ ميقاتي قد يكون استشعر تراجعاً في نفوذ إيران و«حزب الله» في المنطقة، ما جعله أكثر جرأة في اتخاذ موقف علني تجاه إيران. إذ يمكن اعتبار هذا الموقف غير المسبوق من قِبل ميقاتي إشارة إلى بداية تحوّل في العلاقات الرسمية بين لبنان وإيران.
ومع ذلك، من السابق لأوانه القول إنّ هذا الموقف سيؤدّي إلى تغيّر جذري في طبيعة العلاقة بين لبنان وإيران أو بين الدولة اللبنانية و«حزب الله». إلّا أنّ هذه الخطوة قد تعكس أيضاً تزايد الضغوط الدولية والإقليمية على ميقاتي ولبنان، وربما تكون هناك ضغوط خارجية، بما في ذلك تهديدات بعقوبات أو إثارة قضايا مالية خارجية، ممّا دفع ميقاتي إلى اتخاذ هذا الموقف.
من جهة أخرى، يترقّب الداخل اللبناني موقف «حزب الله»، إذ إنّه لم يُبدِ بعد موافقته على تطبيق الشق العسكري من القرار 1701، والحزب قد فوّض إلى الرئيس نبيه بري التفاوض مع الخارج بالشق السياسي للقرار، والعمل على وقف إطلاق النار، كما أنّ نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قال حرفياً: «لن ندخل في أي تفاوض قبل وقف إطلاق النار».
والسؤال المطروح اليوم: ماذا سيكون موقف «حزب الله» والرئيس بري من تسرّع قاليباف؟
أوساط بري تقول: «حزب الله» فوّضنا... والرئيس بري من أسس للقرار.
من جهة أخرى، قال عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم لـ«لجمهورية»: «إنّ الرئيس بري هو مفوّض أساساً من «حزب الله»، وليس الأمر بجديد، فمنذ 2006 تمّ تفويض الرئيس بري، وما قاله في هذا السياق هو الكلام الأوضح في هذا الموضوع، إنّ هذا التفويض ليس بجديد إنما لتأكيد المؤكّد».
أمّا بالنسبة إلى قاليباف «فهو حرّ في ما يقوله»، يضيف هاشم: «علماً أنّ مصدراً في مجلس الشورى الإيراني نفى الكلام الصادر عن قاليباف عن القرار 1701، إنما حتى لو كان الكلام الذي قاله صحيحاً فهو لا يؤثر على موقف الرئيس بري أبداً، لأنّ الرئيس بري هو أب القرار 1701 وأمه، وهو من أسّس له بتفويض كامل من «حزب الله» وما صدر عن «حزب الله» أخيراً هو تأكيد المؤكّد».
يبقى من المهمّ متابعة التطوّرات المستقبلية لمعرفة ما إذا كان ما حصل مؤشراً إلى بداية لمرحلة جديدة من العلاقة بين لبنان وإيران، بعدما تمّ إبلاغ لبنان بأنّ العين الدولية عليه لمواكبة مواقفه.