مع انتهاء فترة التوقف الدولي، يعود الدوري الإنكليزي الممتاز بجولة مثيرة، إذ تبدأ الفرق في التكيّف مع إيقاع الموسم. ومع العديد من المواجهات الرئيسة والقصص التي تتكشّف، يمكن أن تطرأ تغييرات كبيرة على جدول الترتيب هذا الأسبوع.
سيسعى توتنهام وأرسنال إلى الحفاظ على بدايتهما القوية، بينما ينوي تشلسي ومانشستر يونايتد استعادة الزخم بعد أدائهما غير المتسق.
مواجهة «أنفيلد»: تشلسي وليفربول في المعركة
يستأنف ليفربول المتصدّر موسمه بمباراة صعبة على أرضه أمام تشلسي غداً في المرحلة الثامنة من الـ«بريميرليغ». ويحتل الـ«ريدز» صدارة الدوري بعد فوزهم بجميع مبارياتهم الـ6 حتى الآن باستثناء مباراة واحدة، بينما يستمتع الـ«بلوز» أيضاً ببداية جيدة للموسم ويحتل حالياً المركز الرابع.
تحت إشراف المدرب الهولندي أرنيه سلوت، أظهر ليفربول مرونةً كبيرة ومهارة هجومية، إذ أعطى نظام سلوت، الذي يجمع بين الضغط المستمر واللعب المباشر، روحاً جديدة للفريق.
كما أكّد فوزهم بـ6 من أصل 6 مباريات على هيمنتهم، ومع فارق أهداف كبير نسبياً، أظهر ليفربول التوازن في جميع مراحل اللعبة.
وعلى الرغم من صلابة دفاع «الحُمر» في الفترة الأخيرة، إلّا أنّهم سيفتقدون الحارس البرازيلي الأساسي أليسون بيكر، الذي تعرّض إلى إصابة عضلية قبل فترة التوقف الدولي.
مع ذلك، أثبت الحارس البديل الإيرلندي كاومين كيليهر أنّه قادر على تعويض غياب البرازيلي، بالتالي سيعتمد سلوت على الحارس الثاني في الصمود أمام خط هجوم تشلسي.
أيضاً، في خط الوسط، لعب الهولندي راين خرافنبيرغ دوراً محورياً، إذ نجح في تكوين شراكة قوية مع الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر في دور المحور المزدوج (مركز رقم 8)، فيُملي إيقاع اللعب ويوفّر منصة توزيع الكرات للمهاجمين. وكانت قدرة الفريق على استعادة الاستحواذ بسرعة وتحويل الدفاع إلى هجوم أمراً أساسياً في نجاح خرافنبيرغ المبكر، ومن المرجّح أن يكون ذلك عاملاً رئيسياً في قمة الغد.
أمّا بالنسبة إلى تشلسي، فمن المحتمل أن يبدأ الفريق مباراته بنظام لعب 4-2-3-1. وتبعاً لتلقّي كل من الظهير الأيسر الإسباني مارك كوكوريّا وقطب الدفاع الفرنسي ويسلي فوفانا بطاقة حمراء في مباراتهما الأخيرة، فإنّهما سيغيبان غداً بداعي الإيقاف، ممّا سيجبر المدرب الأرجنتيني إينزو ماريسكا على استبدالهما بليفي كولويل وريناتو فيغا، لسدّ الفراغ.
وعلى الرغم من عودته إلى تدريبات الفريق، لا يزال الظهير الأيمن ريس جيمس يخضع إلى علاجات مستمرة لعضلات قدمَيه، التي عانى منها لسنوات طويلة، ممّا يؤجّل مشاركته في قمة المرحلة الثامنة. ويُظهر ذلك معاناة تشلسي اللامتناهية من الجانب الدفاعي، ممّا سيدفع ليفربول إلى الاستفادة منها، كنقطة ضعف بارزة.
يونايتد وجهاً لوجه مع برينتفورد
مع اقتراب موعد مباراة مانشستر يونايتد وضيفه برينتفورد اليوم، هناك توقعات عالية لمواجهة قوية، إذ يهدف كلا الفريقَين إلى تغيير أحوالهما الأخيرة. فبالنسبة إلى يونايتد، تُعتبَر هذه المباراة حاسمة لاستعادة موسمه لمساره الصحيح، بعد بداية مُخيِّبة للآمال شهدت كفاحهم من أجل الثبات في كل من الدفاع والهجوم، ممّا زاد الضغط على كاهل المدرب الهولندي إريك تين هاغ.
وكشفت الإصابات التي تعرّض لها لاعبون أساسيّون مثل الظهير الأيسر لوك شو وقطب الدفاع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز عن نقاط ضعف دفاعية، بينما افتقر الهجوم إلى الحدّة والتماسك في بعض الأحيان.
سيتطلّع يونايتد إلى ركائز أساسية، أبرزها القائد البرتغالي برونو فرنانديس والمهاجم ماركوس راشفورد لتقديم أداء جيد، خصوصاً في ملعبه «أولد ترافورد»، حيث يتوقع المشجّعون ردّ فعل بعد الخسائر الأخيرة.
كما قد توفِّر عودة المهاجم النروجي راسموس هويلوند، الذي أظهر لمحات واعدة وشرارة يحتاجها يونايتد ليكون أكثر دقة أمام المرمى. فالفوز ليس ضرورياً فقط للبقاء على مسافة قريبة من المراكز الأربعة الأولى، لكن أيضاً لرفع الروح المعنوية في النادي.
من ناحية أخرى، يصل برينتفورد إلى «أولد ترافورد» متطلّعاً إلى الاستفادة من معاناة يونايتد. وأظهر فريق المدرب الدنماركي توماس فرانك مرونة في الدوري، على الرغم من أنّه واجه انخفاضاً في مستواه مؤخّراً.
في غياب المهاجم إيفان توني، الذي لا يزال على مقاعد البدلاء، إعتمد برينتفورد على براين مبيومو ويوان ويسا لقيادة الهجوم. ومن المرجّح أن يدخل فريق «النحل» من المباراة بهَيكلهم المنضبط والمنظّم المعتاد، بهدف ضرب يونايتد في الهجمات المرتدة واستغلال نقاط ضعفهم الدفاعية نتيجة الإصابات، وتحديداً استهداف لاعبَي قلب الدفاع، عبر مهاجمَين يتمتعان بالقوة البدنية والقدرة على التحدّي الجوي.