قاذفات الشبح الأميركية تهاجم مخازن أسلحة الحوثيين
قاذفات الشبح الأميركية تهاجم مخازن أسلحة الحوثيين
جون إيزماي- نيويورك تايمز
Friday, 18-Oct-2024 05:43

قصفت طائرات B-2 التابعة لسلاح الجو الأميركي 5 منشآت أسلحة تحت الأرض، في ما قد يكون إشارة من إدارة بايدن إلى إيران.

استهدفت القوات العسكرية الأميركية 5 منشآت أسلحة تحت الأرض في مناطق اليمن التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران يوم الأربعاء، باستخدام طائرات حربية شملت قاذفات الشبح B-2، في هجوم يمكن أن يشكّل تحذيراً لطهران أيضاً. قال وزير الدفاع لويد ج. أوستن الثالث، إنّ الرئيس بايدن أمر بالضربات لـ «إضعاف قدرة الحوثيين» على مهاجمة السفن وتعطيل حركة التجارة في البحر الأحمر وخليج عدن. ولم يذكر أوستن إيران بالاسم، لكنّ استخدام طائرات B-2 النادر، وهي الطائرة الوحيدة القادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية المدفونة بعمق، ضدّ الحوثيين، كان ملحوظاً، في وقت تتزايد فيه التوترات بين إسرائيل وإيران والتي تهدّد بالتحوّل إلى حرب شاملة.

 

وقال أوستن في بيان مساء الأربعاء: «كان هذا استعراضاً فريداً لقدرة الولايات المتحدة على استهداف منشآت يحاول أعداؤنا إبقاءها خارج متناول اليد، بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو تحصينها». وأضاف: «إنّ استخدام قاذفات الشبح بعيدة المدى B-2 التابعة لسلاح الجو الأميركي يوضّح القدرات الهجومية العالية للولايات المتحدة لاتخاذ الإجراءات ضدّ هذه الأهداف عند الضرورة، في أي وقت وأي مكان».

 

وقال بيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية مساء الأربعاء، إنّ «أصولاً» تابعة للبحرية الأميركية شاركت أيضاً في الهجوم، الذي قالت الوحدة، التي تتخذ من تامبا بولاية فلوريدا مقراً لها، إنّه استهدف «أسلحة تقليدية متقدّمة مختلفة تُستخدم لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تُبحر في المياه الدولية».

 

عادةً ما يتطلّب مهاجمة ما يسمّى بالمواقع المدفونة المحصّنة استخدام قنابل مصمّمة خصيصاً تحتوي على غلاف فولاذي أكثر سمكاً وتحتوي على كمية أقل من المتفجرات مقارنة بالقنابل العامة. يتيح الغلاف الثقيل لهذه القنابل، والتي تُعرف باسم قنابل «كاسرة الخنادق»، البقاء سليمة أثناء اختراقها للتربة أو الصخور أو الخرسانة قبل الانفجار. تُعتبر طائرة B-2 الطائرة الوحيدة التي يمكنها حمل أكبر سلاح من هذا النوع في ترسانة البنتاغون: قنبلة موجّهة عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وزنها 30,000 رطل تُسمّى GBU-57 Massive Ordnance Penetrator أو MOP، والتي تحتوي على ما يعادل 5,600 رطل من مادة TNT. ورفض المتحدّث باسم البنتاغون القول ما إذا كان هذا السلاح قد استُخدم في الهجوم يوم الأربعاء.

 

بحسب وثائق متاحة علناً، كانت القوات الجوّية قد اعترفت ببناء 20 قنبلة من هذا النوع حتى عام 2015، وتمّ استخدام 5 منها في اختبارات بميدان الصواريخ «وايت ساندز» في نيو مكسيكو عام 2012. وفقاً لموقع القوات الجوّية، يمكن لهذا السلاح الوصول إلى أهداف على عمق يصل إلى 200 قدم تحت الأرض قبل الانفجار.

 

تشمل الترسانة الأميركية أيضاً قنابل اختراق بوزن 5,000 رطل و2,000 رطل يمكن إسقاطها من طائرات حربية أخرى.

 

يُعتقد أنّ القوات الجوّية الأميركية تمتلك فقط 19 قاذفة B-2 جاهزة للعمل، وجميعها متمركزة بشكل دائم في قاعدة «وايتمان» الجوّية في ولاية ميزوري، على الرغم من أنّ البنتاغون نشر بعضها أحياناً في تدريبات في المحيط الهادئ والمحيط الهندي. لكي تشارك قاذفات B-2 في الهجوم يوم الأربعاء، كان ينبغي أن تقوم إمّا برحلة ذهاباً وإياباً من ميزوري إلى اليمن مع التزوّد بالوقود في الجو، أو الإقلاع من قاعدة أقرب بكثير إلى أهدافها. وقال الجنرال باتريك إس. رايدر، المتحدّث باسم البنتاغون: «بسبب متطلّبات الأمن العملياتي، لن نناقش مواقع عملياتنا في المنطقة»، رداً على سؤال حول مكان إطلاق طائرات B-2 للهجوم يوم الأربعاء.

 

بدأ الحوثيون في استهداف ناقلات النفط والسفن المدنية في البحر تضامناً مع «حماس» العام الماضي. وقد أسقطت القوات الأميركية عشرات الطائرات الحوثية المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن التي أُطلقت على السفن التجارية منذ منتصف تشرين الثاني، كما شنّت ضربات جوّية متكرّرة على مواقع الصواريخ والرادارات التابعة للحوثيين.

theme::common.loader_icon