دبابات إسرائيلية تدخل قاعدة «اليونيفيل» ممّا أثار احتجاجاً
دبابات إسرائيلية تدخل قاعدة «اليونيفيل» ممّا أثار احتجاجاً
ماثيو مبوك بيغ وهبة يزبك- نيويورك تايمز
Monday, 14-Oct-2024 06:28

كشفت إسرائيل أنّ قواتها كانت تحاول تجنّب هجوم من «حزب الله». وفي وقتٍ لاحق من يوم أمس، أصيب حوالى 20 شخصاً في ضربة في شمال إسرائيل.

اقتحمت دبابات إسرائيلية قاعدة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان يوم الأحد، ممّا عرّض حياة الجنود هناك إلى الخطر، وفقاً لما ذكرته بعثة الأمم المتحدة. وبعد ساعات، كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوته للأمم المتحدة بسحب قوات حفظ السلام من المنطقة فوراً.

وجاء توغّل الدبابات بعد أيام من الانتقادات الموجّهة للقوات الإسرائيلية بسبب الهجمات التي أسفرت عن إصابة ما لا يقل عن أربعة من قوات حفظ السلام في لبنان.

وعبرت القوات الإسرائيلية إلى لبنان قبل أسبوعَين لوقف جماعة «حزب الله» المسلحة اللبنانية من إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار عبر الحدود.

وفي وقت لاحق من يوم أمس، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ حوالى 40 شخصاً أصيبوا في ضربة في بنيامينا، وهي بلدة في منطقة حيفا شمال إسرائيل. وأوضحت هيئة الإذاعة الرسمية «كان» أنّ الضربة كانت بطائرة من دون طيار، وأبلِغ عن أنّ أربعة أشخاص في حالة حرجة.

تتمركز قوات حفظ السلام، المعروفة باسم «اليونيفيل»، في جنوب لبنان منذ أربعة عقود، ومهمّتها محاولة إبقاء المنطقة الحدودية خالية من الأسلحة والقوات العسكرية. لكن في العام الماضي، كثّف «حزب الله» إطلاق الصواريخ على إسرائيل من هناك، وبدأت إسرائيل الشهر الماضي عملية جوية وبرية مكثّفة للقضاء على المسلّحين في جميع أنحاء لبنان.

في وقت مبكر من صباح الأحد، أعلنت بعثة الأمم المتحدة أنّ دبابات المعركة الإسرائيلية ظهرت في إحدى قواعدها. وأضافت البعثة في بيان: «بينما كان حفظة السلام في الملاجئ، دمّرت دبابتا ميركافا من قوات الدفاع الإسرائيلية البوابة الرئيسية للقاعدة ودخلتاها بالقوة»، في إشارة إلى قوات الدفاع الإسرائيلية. وذكرت أنّ الجنود الإسرائيليِّين طلبوا مرات عدة من القاعدة إطفاء الأضواء.

وعلى الرغم من عدم إصابة أي من قوات حفظ السلام، إلّا أنّ دخول القوات الإسرائيلية إلى قاعدة للأمم المتحدة عرّض وضعها المحايد إلى الخطر وجعلها هدفاً لـ«حزب الله»، وفقاً لقوات حفظ السلام. وتابعت البعثة في البيان، أنّ الدبابات غادرت بعد 45 دقيقة بعدما قدّمت البعثة احتجاجاً.

وأوضحت القوات الإسرائيلية أنّ الحادث وقع عندما كانت قواتها تحاول إجلاء 25 جندياً تعرّضوا إلى نيران صواريخ «حزب الله» من منطقة قريبة من موقع تابع لليونيفيل. وتابع المتحدّث العسكري نداف شوشاني للصحافيِّين، أنّ قوات الدفاع الإسرائيلية كانت على اتصال مع بعثة الأمم المتحدة طوال الحادث، وأضاف أنّ الدبابة لم تكن «تقتحم» القاعدة.

وتقول إسرائيل إنّ قوات حفظ السلام، التي تقوم في الغالب بالمراقبة، فشلت في منع «حزب الله» من تعزيز وجوده العسكري على طول الحدود، وأنّ المسلّحين يعملون بالقرب من قواعد حفظ السلام.

وفي الأسابيع الأخيرة، دعا المسؤولون الإسرائيليّون البعثة إلى الانسحاب، وفي يوم الأحد، كرّر نتنياهو هذا الطلب في رسالة موجّهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. واعتبر نتنياهو أنّ «رفضكم إخلاء جنود اليونيفيل يجعلهم رهائن لـ«حزب الله». هذا يعرّضهم إلى الخطر كما يعرّض حياة جنودنا إلى الخطر».

وفي إشارة إلى قوات حفظ السلام الذين أصيبوا في وقت سابق في القتال، تابع: «نأسف للإضرار بجنود «اليونيفيل» ونبذل قصارى جهدنا لمنع مثل هذا الضرر. لكنّ أبسط وأوضح طريقة لضمان ذلك هي سحبهم من منطقة الخطر».

ورفضت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دعوات إسرائيل للانسحاب من مواقعها في جنوب لبنان، مشيرةً إلى أنّ وجودها هناك مكلّف من مجلس الأمن الدولي. ولا يملك غوتيريش سلطة على «اليونيفيل».

وفي يوم الأحد، بعد حوالى ساعتَين من الحادث الأول مع الدبابات، ذكرت القوة التابعة للأمم المتحدة أنّ القاعدة أفادت بأنّ قذائف عدة أُطلقت من موقع على بُعد حوالى 100 ياردة شمالاً. ولم تُحدِّد القوة أيّاً من قوات الطرفَين التي أطلقت القذائف. ولم تمنع بعثة حفظ السلام إسرائيل من حشد قواتها عبر الحدود لملاحقة «حزب الله»، الذي تدعمه إيران مثل «حماس» في غزة.

منذ أن قادت «حماس» هجوماً دامياً على إسرائيل في 7 تشرين الأول من العام الماضي، تحارب إسرائيل لتدمير «حماس»، ممّا أدّى إلى تدمير غزة في هذه العملية. لكن في الأسابيع الأخيرة، كثّفت إسرائيل أيضاً حملتها ضدّ «حزب الله».

وفي صباح الأحد، أعلنت القوات الإسرائيلية بأنّ طائراتها الحربية استهدفت «حوالى 200 هدف لـ«حزب الله» في عمق لبنان وجنوب لبنان» خلال اليوم الماضي، حيث اشتبك جنودها مع مسلّحي «حزب الله» في الجزء الجنوبي من البلاد.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني ليلاً، أنّه يستجيب لـ«ضربة كبيرة» في مدينة النبطية الجنوبية، ونُشرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر النيران والأنقاض. كما أعلن الدفاع المدني اللبناني صباح الأحد أنّ شخصاً قُتل وأُصيب أربعة آخرون. فيما كشفت الحكومة اللبنانية أنّ ما لا يقلّ عن 23 شخصاً قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأعلن فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة التي تقدّم المساعدة للفلسطينيِّين، يوم الأحد، أنّه زار لبنان للتو، حيث كانت فرق من منظمته تساعد اللبنانيِّين والفلسطينيِّين والسوريِّين المتضرّرين من القتال. وتابع على وسائل التواصل الاجتماعي: «إنّ توسع الحرب إلى لبنان يُبعدنا عن الوصول إلى وقف لإطلاق النار اللازم لإعطاء متنفّس للمدنيِّين في جميع أنحاء المنطقة».

وفي الأيام الأخيرة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار في جنوب لبنان مرات عدة على مواقع «اليونيفيل». وفي يوم الأحد، أصبحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني آخر زعيمة تنتقد إسرائيل بسبب الهجمات. وأعلنت الحكومة الإيطالية في بيان عقب محادثة هاتفية بين ميلوني ونتنياهو، أنّها «كرّرت عدم قبول الهجوم على قوات «اليونيفيل» من قِبل القوات المسلحة الإسرائيلية».

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد جاي أوستن الثالث، إنّه تحدث يوم السبت مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت و«شدّد بشدة على أهمية ضمان سلامة وأمن» قوات حفظ السلام، وكذلك الجيش اللبناني.

وأعلن غالانت في بيان يوم الأحد، أنّ «الحادث الذي يشمل جنود «اليونيفيل» قيد التحقيق، وأنّ الجيش الإسرائيلي «سيواصل اتخاذ التدابير لتجنّب الإضرار بجنود «اليونيفيل» ومواقع حفظ السلام».

وقُتل حوالى 12 جندياً إسرائيلياً خلال العملية الحالية. وفي يوم الأحد، قالت القوات الإسرائيلية إنّ جنديَّين آخرَين أصيبا بجروح خطيرة في القتال. وقالت أيضاً إنّ القوات الإسرائيلية أسرت مقاتلاً من «حزب الله» في نفق خلال غارة في جنوب لبنان.

theme::common.loader_icon