لليوم الثاني على التوالي، كانت قوات اليونيفيل في الجنوب عرضة للاستهداف الإسرائيلي، هذا العدوان الذي لم يستثنِ المدينيين وعناصر الجيش اللبناني أيضا.
وأعلنت "اليونيفيل" أن "أي هجوم مُتعمد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً".
في الموازاة، وبعد استهداف الطيران الإسرائيلي العاصمة بيروت للمرة الثالثة بهدف اغتيال مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق، تضاربت المعلومات حول مصيره، اذ فيما افادت رويترز امس انه نجا، اعلنت مصادر أخرى ان صفا أصيب بجروح خطرة وان وضعه حرج.
في هذا السياق، أعلن النائب أمين شري أنه "لم يكن هناك اي شخصية قيادية بالمكانين المستهدفين أمس ولا نأخذ السكان دروعاً بشرية".
الى ذلك، أكّد مسؤول العلاقات الاعلامية في "حزب الله" محمد عفيف أن "العدو يواصل قصف الضاحية الجنوبية ولا تهدأ الغارات العنيفة فوقها لتطال مبانيها وبيوت مواطنيها أما الذرائع الواهية بوجود مخازن أسلحة فلم تعد تنطلي على أحد، إلا أنه لا يوجد مؤسسات دولية تراقب أو تحاسب، ولا رأي عام دولي له وزن أو تأثير". ودان العدوان على قوات الأمم المتحدة في الجنوب ومقراتها ومنشأتها. وأشار الى أن "ضرب تل أبيب ليس سوى البداية وما حصل في الأيام الماضية في حيفا وفي جوارها يؤكد أننا لا زلنا في البداية" وقال: "لم يرَ العدو بعد إلا القليل من ضرباتنا".
وشدد على أن "المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى بكير كتير الحديث عن الاستثمار السياسي فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم أو أنكم لم تتعلموا أبدا دروس الماضي وتذكروا دائما أن الإسرائيلي لا يعمل عندكم أبدا بل يعمل لمصالحه وحدها".
وفي سياق آخر ، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استمر زهاء 40 دقيقة تم خلاله البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان.
وكان بري قد شدد على أن ما حصل من إستهداف لقوات اليونيفيل ولجنود الجيش اللبناني من قبل إسرائيل هو جريمة وليس محط إدانة وإستنكار فحسب بل أيضاً وقبل أي شيء آخر هو عدوان ومحاولة إغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701 نضعها برسم المجتمع الدولي الذي آن له أن يتحرك ويستيقظ لوضع حد لحرب الإبادة.
من جهته، دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استهداف قوات "اليونيفيل". وقال ان مجلس الوزراء اتخذ قراراً بطلب من وزارة الخارجية تقديم طلب إلى مجلس الامن لاتخاذ قرار بوقف فوري لاطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
وأكد ان "الحل الديبلوماسي مطروح على الطاولة، و"حزب الله" شريك في الحكومة وموافق على تطبيق الـ 1701".
مديانيا، استمر الطيران الإسرائيلي بشن ضرباته على مناطق مختلفة في الجنوب والبقاع، بالإضافة الى مواصلة محاولات توغله برا في الجنوب.
هذا وأمطر "حزب الله" الشمال الإسرائيلي بصليات صاروخية أدت الى إصابة عدد من الأشخاص واشعال النيران.
اقليميا، وفيما لا تزال إسرائيل تدرس ردّها على ايران، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الوحدة الداخلية في إسرائيل مطلوبة في الحرب الحالية، مشيراً إلى أن "جنود الجيش في البر والبحر والجو في حالة حراسة ومصممون على ضرب العدو وحماية إسرائيل ومواطنيها".
الى ذلك، يجري الجيش الإسرائيلي "مراجعة شاملة" لتحديد تفاصيل الهجمات على قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، بعد إصابة اثنين من عناصرها. وأعرب الجيش عن قلقه العميق إزاء حوادث من هذا النوع.
الى الاردن، حيث جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المطالبة بتكثيف جهود التوصل إلى تهدئة شاملة في المنطقة، مؤكدا أن الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية .
دوليا، حضّ وزير الدفاع الاميركي نظيره الاسرائيلي على ضمان سلامة قوات اليونيفيل في لبنان. وأكدت لنظيره الإسرائيلي ضرورة الانتقال من العمليات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي بسرعة.
هذا وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن" الولايات المتحدة ما زالت تعمل على منع اندلاع نزاع أوسع في الشرق الأوسط بما في ذلك إيجاد حل ديبلوماسي في لبنان حيث تستهدف إسرائيل مواقع حزب الله".
وفي تداعيات استهداف "اليونيفيل"، استدعت باريس السفير الإسرائيلي في فرنسا. وأكّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عدم التسامح مع استهداف إسرائيل قوات اليونيفيل عمدا مرة أخرى. ورأى أن وقف صادرات الأسلحة المستخدمة في غزة ولبنان هو الطريق الوحيد لوقف الصراع".
وفي سياق منفصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات مع إيران تشكّل "أولوية" بالنسبة لموسكو، بعد محادثات أجراها مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قائلا إن البلدين يتشاركان "وجهات نظر متقاربة جدا" حيال التطورات الدولية.
اقتصاديا، قفزت سندات لبنان إلى أعلى مستوياتها في عامين، حيث ارتفعت بنسبة بلغت 44% منذ أواخر أيلول، مع تهافت التجار على شرائها بأسعار زهيدة.
