وسط تصاعد الأصوات الدولية المنادية بوقف إطلاق النار، تجدّدت المواجهات الصاروخية المحتدمة بين "حزب الله" وإسرائيل وذلك في ظل ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى وتعاظم أزمة النزوح الداخليّ.
وعلى وقع أصوات الغارات العدوانية، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم تأييده للحراك السياسيّ الذي يقوم به الرئيس بري بعنوانه الأساس وهو وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه إذا تابعت إسرائيل حربها فالميدان يحسم ونحن لن نصرخ سنستمر وسنضحي". وقال "تخطينا الضربات الموجعة التي أصابتنا وتم تأمين بدائل في كل المواقع من دون استثناء، ولا يفكرن أحد أننا سنغادر مواقعنا وبنادقنا ستسقط إسرائيل".

هذا وأعلن "حزب الله"أنه "نفذنا 3194 عملية ضد مواقع وأهداف إسرائيلية منذ 8 تشرين الأول الماضي حتى اليوم وعملياتنا أدت إلى إخلاء 100 مستوطنة ونزوح أكثر من 300 ألف إسرائيليّ".

ومع تزايد الاعتداءات الهمجية، لفت الجيش اللبنانيّ إلى أنه يواصل القيام بواجباته، مشدداً على أن "التجارب أثبتت أنه المؤسسة التي تشكل العمود الفقريّ للبنان والضمانة لكل اللبنانيين، ما يؤكد أهمية التِفافِهم حولها، مع تَطلُّعنا إلى نجاح الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي في أقرب وقت ممكن".
وفي بيان مشترك، شدّدت الأمم المتحدة وقوات "اليونيفيل" على أن الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار على جانبي الخط الأزرق الذي يتوق إليه ويستحقه المدنيون في لبنان وإسرائيل.
وإلى السراي الحكوميّ، حيث أكدت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر أننا "نحتاج إلى وقفة جادة من المجتمع الدوليّ لوقف فوري لإطلاق النار"

ميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إنه نشر فرقة رابعة من قواته في لبنان، وأضاف أن قوات "الفرقة 146" بدأت الاثنين تنفيذ ما وصفها بأنها عمليات برية محدودة ومحدَّدة الأهداف ضد أهداف وبنى تحتية لـ"حزب الله" في القطاع الغربي لجنوب لبنان، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".

وكشف الجيش الإسرائيلي عن إصابة ما يقرب من 50 جنديا على جبهتي القتال في الشمال والجنوب خلال 24 ساعة.

وفي ردّ ضمن رسالة فيديو إلى الشعب اللبنانيّ، قال نتنياهو إن إسرائيل "أضعفت قدرات "حزب الله"؛ لقد قضينا على آلاف الإرهابيين، بما في ذلك نصرالله نفسه، وخليفة نصرالله، وخليفة خليفته". وأضاف "اليوم، أصبح حزب الله أضعف مما كان عليه لسنوات عديدة". كما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي شعب لبنان من أنه سيواجه "دماراً ومعاناة" أشبه بما يواجهه الفلسطينيون في قطاع غزة إذا لم "يحرّر" بلده من "حزب الله".

بالمقابل، رجح وزير الدفاع الإسرائيليّ مقتل خليفة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في غارات الضاحية الجنوبية ووصف الحزب بأنه مهزومٌ ومن دون قيادة. وقال "حزب الله منظمة بدون رأس.. ولهذا الأمر تأثير دراماتيكي على كل ما يحدث - لا يوجد من يتخذ القرارات، لا يوجد من يعمل، ونظام النار الذي بناه حزب الله على مدار سنوات باستثمار إيراني هائل، وصل إلى نقطة أصبح فيها حزب الله اليوم مشابهًا لما بدأت به حماس وربما أقل من ذلك".

إقليمياً، بدأ وزير خارجية إيران عباس عراقجي جولة إقليمية من السعودية لبحث آخر تطورات المنطقة ووقف النار بغزة ولبنان مستبقاً جولته بالتأكيد أن أي خطأ استراتيجي ترتكبه إسرائيل سيلقى ردا أشد قسوة.

من جهته، حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ويليام بيرنز من أن هناك خطراً حقيقياً لمزيد من التصعيد الإقليمي للصراع في الشرق الأوسط في الأسابيع المقبلة، وذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة تحافظ على تقييمها بأن إيران وإسرائيل لا "تبحثان عن صراع شامل".

وفي السياق، كشف موقع أكسيوس الإخباري أن البيت الأبيض بدأ يفقد الثقة بشكل متزايد في الحكومة الإسرائيلية مع تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط. وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة بايدن لا تعارض رد إسرائيل على الهجوم الإيراني الأسبوع الماضي لكنها تريد أن يكون مدروسًا.

بدوره، أعلن البيت الأبيض "مواصلة إجراء مناقشات مع إسرائيل بشأن ردها على الهجوم الإيراني"، واكد "السعي للتوصل الى وقف لإطلاق النار لتمكين النازحين من العودة الى الحدود الإسرائيلية اللبنانية". إلى ذلك، قالت "الخارجية الأميركية" إننا "نرغب في رؤية حل دبلوماسيّ للقتال في جنوب لبنان لكن نؤيد حق إسرائيل في ضرب بنية "حزب الله" وموقفنا هو أن يتكمن اللبنانيون من كسر قبضة "الحزب" على بلدهم".

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "أننا على حافة حرب واسعة في لبنان، وحان الوقت لوقفها ويجب احترام سيادة وسلامة أراضي كل الدول".

وفي هجوم جديد على المنطقة التي تضم مقار أمنية وبعثات دبلوماسية، قتل أربعة اشخاص بينهم اثنان غير سوريين الثلاثاء في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى على صلة بالحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" في دمشق، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وعلى الصعيد الاقتصاديّ، تصدرت إمارة أبوظبي مدن العالم، في تصنيف عالمي جديد للمدن وفقا لرأس المال الذي تديره صناديق الثروة السيادية التابعة لها أصدرته اليوم مؤسسة "Global SWF". وأظهرت النتائج أن عاصمة دولة الإمارات هي المدينة الرائدة في إدارة معظم رؤوس أموال صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم، وذلك بفضل أصول تبلغ قيمتها 1.7 تريليون دولار تديرها صناديق الثروة السيادية المختلفة التي تتخذ من عاصمة دولة الإمارات مقرا لها.