أثارت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لانتخاب رئيس بإجماع وطني، شهيّة ما بات يُعرف بالمعارضة في مجلس النواب، وذلك من أجل استغلال الظرف ومحاولة إيجاد مخرج من النفق المظلم للملف الرئاسي.
بحسب معلومات «الجمهورية»، يشير مصدر من المعارضة المكوّنة من «القوات اللبنانية»، «الكتائب»، «تجدّد»، «كتلة التغييريِّين الثلاثية»، وبعض المستقلين، إلى أنّ هذه الدعوة كان يتلهّفها هؤلاء في ظل اهتزاز وضعية «حزب الله» داخلياً على وقع اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله وقياديِّي الحزب وهجومَي «البيجر» و«اللاسلكي».
ويُعتقد أنّ بحسب أحد المقرّبين من الحزبَين المسيحيَّين في المعارضة، أنّ «الحزب» لم يَعُد قادراً على فرض مرشّحه، على الرغم من عدم تغيُّر القواعد الحسابية لتوزّع الأصوات داخل أروقة ساحة النجمة.
وبما أنّ لا أحد من الطرفَين يمتلك أغلبية واضحةً بـ 65 صوتاً لإيصال مرشحه إلى كرسيّ بعبدا، إلّا أنّ المعارضين يَرون في اللحظة الحالية «بادرة لشقّ الحائط الذي بُنِيَ بين الطرفَين» على مدى عامَين ونيّف من عمر هذا المجلس.
ويضيف المصدر: «من الصعب الوصول إلى اسم وسطي حتى مع إعادة طرح أسماء تمّ التداول بها سابقاً».
وتؤشّر المعلومات إلى أسباب صعوبة حسم اسم قد يجمع المعارضة بـ«التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدّمي الاشتراكي» والسنّة الباقين، مع حركة «أمل»، إلى أنّ «انشغال «حزب الله» حالياً بصَدّ الهجوم البري الإسرائيلي لاحتلال جنوب لبنان وعدم انتخابه أميناً عاماً جديداً ليخلف نصرالله حتى اليوم، لن يسمحا له بفتح ملفّ بحجم الملف الرئاسي، لأنّه قد يخاطر أكثر ممّا تسمح له الظروف في وضع شديد الحساسية».
إلّا أنّ المعلومات الواردة من كواليس المعارضة تعتقد بأنّ «دعوة الرئيس بري للالتقاء على انتخاب رئيس، هي بادرة مهمّة وفرصة ثمينة، لا شكّ في أنّها مدعومة فرنسياً، على الرغم من أنّ المهمات الفرنسية باتت وكأنّها شكلية لا يمكن أن تُحدِث تأثيراً ولا خرقاً. لكن يجب أن نرى كمعارضة أنّ هذه البادرة من الرئيس بري، قد تشكّل مفترق طرق مستقبلياً لفتح الملف بأسرع وقتٍ ممكن ومن دون العودة إلى تعنّت الطرفَين بمرشحيهم».
ويستفيض المصدر بالشرح، بأنّ هذه الخطوة الصادرة من عين التينة «علينا تلقّفها والقيام بكل المشاورات ومحاولات التوصّل إلى اسم، للمصلحة الوطنية العليا أولاً، ولأنّ محور الممانعة لن يتراجع كل يوم لإعطاء مثل هذه المبادرات في ملفات حساسة بهذا الحجم».
على وقع هذه المعطيات، لم تنفِ المصادر المعارضة سعيها إلى محاولة طرح أسماء، لكن أولاً تعتقد أنّه يجب عليها وضع إطار لبلورة صورة الرئاسة «ممّا سيأخذ وقتاً طويلاً... نأمل ألّا يطول عن فترة تعيين أمين عامٍ جديد لحزب الله، لأنّ البلد لا يحتمل غياب الرئيس في زمن الحرب».
غير أنّ مراجع بارزة لا ترى أي إمكانية في طرح الاستحقاق الرئاسي جدّياً في ظل العدوان الإسرائيلي الحالي على لبنان.