زيلينسكي يدعو للموافقة على مهاجمة عمق روسيا
زيلينسكي يدعو للموافقة على مهاجمة عمق روسيا
إدوارد وونغ - نيويورك تايمز
Wednesday, 25-Sep-2024 06:34

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء إنّه يعتزم حَثّ قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هذا الأسبوع على السماح للقوات الأوكرانية، باستخدام الأسلحة التي تقدّمها تلك الدول لشنّ ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية.

ذكر زيلينسكي، أنّه لم يحصل بعد على الإذن من أي من تلك الدول، على الرغم من أنّ قادة آخرين في حلف الناتو يجادلون بأنّ على أوكرانيا أن تُمنح الحرّية الكاملة لاستخدام الصواريخ والأسلحة الأخرى التي يقدّمها شركاؤها. وأوضح زيلينسكي أنّه سيعرض قضيته في اجتماعاته مع الرئيس جو بايدن هذا الأسبوع، وفي اجتماع يُخطِّط لعقده مع كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، وإيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا.


في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» صباح الثلاثاء في الأمم المتحدة، كشفت ميت فريدريكسن، رئيسة وزراء الدنمارك، أنّ «قرارنا يعتمد على إرادتهم. حتى اليوم، عليهم أن يمنحوا، أو يقولوا إنّهم لن يمنحوا».


وتركّزت النقاشات الديبلوماسية الأخيرة بين الدول الثلاث الحليفة على مسألة السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة المستوردة لإطلاق نار طويل المدى داخل روسيا. ويميل كل من ستارمر وماكرون إلى إعطاء الإذن، لكنّهما يرغبان في تنسيق القرار مع بايدن، الذي قد يقرّر قريباً دعم بريطانيا وفرنسا في تخفيف قيودهما قبل أن تفعل الولايات المتحدة شيئاً مشابهاً، بحسب مسؤولين أميركيِّين.


منذ غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، يخشى بايدن تصعيد النزاع إلى حرب بين روسيا وحلف الناتو، وقدّم لأوكرانيا أنظمة أسلحة معيّنة تدريجاً وببطء خفّف بعض القيود على استخدامها.
وتابعت فريدريكسن في المقابلة المشتركة، بأنّ على الولايات المتحدة وأوروبا أن تستعدّا لدعم أوكرانيا في حرب قد تستمرّ لسنوات أخرى، وهذا يعني تخفيف قيود الأسلحة.


وأضافت: «لا أعتقد أنّ أوكرانيا يمكن أن تنتصر ويَدها مقيّدة. لذا أعتقد أنّه يجب علينا إنهاء هذا النقاش، وأن نقدّم ما هو مطلوب، بل ونعكس المسألة: نسأل أوكرانيا ما الذي تحتاجه لتحقيق النصر في هذه الحرب؟ وبعد ذلك علينا أن نضمن أنّها ستحصل على ما تحتاجه».


وأكّدت كل من الدنمارك والسويد وفنلندا أنّ أوكرانيا تستطيع أن تفعل ما تشاء بالمساعدات العسكرية التي تتلقّاها من تلك الدول. ويشير زيلينسكي والقادة الأوكرانيون إلى أنّهم يريدون استخدام صواريخ «ستورم شادو» البريطانية، وكذلك صواريخ مشابهة قدّمتها فرنسا، لشنّ ضربات عميقة داخل روسيا.
في أيار، وافق بايدن على السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية لشنّ ضربات عبر الحدود قصيرة المدى ضدّ روسيا، لكنّه لا يزال يمنع الهجمات طويلة المدى.


فاعتبر زيلينسكي، أمس، أنّ الحلفاء قدّموا الكثير في السنوات الأخيرة، لكن لم يقدّموا أبداً الكمية الكاملة التي طلبها. فأشار وفريدريكسن إلى أنّ على الولايات المتحدة والدول الأوروبية زيادة قدرتها على إنتاج الأسلحة، وأنّ الاستثمار الحليف في إنتاج الأسلحة داخل أوكرانيا سيساهم في تخفيف النقص.
وتابعت فريدريكسن: «علينا أن نغيّر تفكيرنا. لا تزال لدينا عقلية زمن السلم في باقي أنحاء أوروبا».


عندما سُئل زيلينسكي عن «خطة النصر» التي تحدّث عن أنّه سيقدّمها لبايدن وسياسيِّين أميركيِّين آخرين هذا الأسبوع، أجاب بأنّ العنصر الرئيسي هو «تعزيز الجيش الأوكراني - تعزيز حقيقي، وليس حزماً بطيئة».
وأضاف كل من زيلينسكي وفريدريكسن، أنّ على دول حلف الناتو أن تسرّع عملية انضمام أوكرانيا إلى التحالف الأمني.


علماً أنّ الرئيس الأوكراني ألمح في الأشهر الأخيرة إلى أنّه قد يكون منفتحاً على إجراء مفاوضات مستقبلية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن فقط إذا كان بوتين جاداً، وفقط إذا كانت أوكرانيا تتفاوض من موقع قوة. لكنّ المسؤولين الأميركيِّين ما زالوا لا يَرون أيّ مؤشر على أنّ بوتين مستعد لمحادثات سلام.


على الرغم من أنّ أوكرانيا وروسيا خاضتا قتالاً عنيفاً على مدى سنوات على طول جبهة طويلة في شرق أوكرانيا، فإنّ القوات الأوكرانية فاجأت الجيش الروسي وكذلك الولايات المتحدة وشركاء آخرين، عندما بدأت هجوماً في الأراضي الروسية في آب. واستولت الوحدات الأوكرانية على أراضٍ في منطقة كورسك الروسية واحتفظت بها، وهي تحاول صَدّ هجوم مضاد روسي هناك. وقد حققت القوات الروسية تقدّماً بطيئاً لكن ثابتاً في منطقة دونباس الأوكرانية.


يوم الأحد، وصل زيلينسكي إلى الولايات المتحدة وزار مصنعاً في سكرانتون، بنسلفانيا، يصنع قذائف مدفعية عيار 155 ملم، فشكر العمال على جهودهم في دعم أوكرانيا. وتُعدّ ولاية بنسلفانيا ولاية محورية في الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني، فكشف الرئيس الأوكراني بأنّه يُخطّط أيضاً لعقد اجتماعات في واشنطن بعد زيارته للأمم المتحدة.


بدورها، تعهّدت نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، بمواصلة سياسة إدارة بايدن في تقديم الدعم العسكري والإنساني لأوكرانيا. أمّا خصمها الجمهوري دونالد ترامب فحَثّ المشرّعين الجمهوريِّين على معارضة المزيد من المساعدات، مشيراً إلى أنّه سينهي الحرب، من دون تقديم تفاصيل.

theme::common.loader_icon