عودة: "الجرائم المروّعة" تفوق كل تصور وتتخطى كل الأعراف...
عودة: "الجرائم المروّعة" تفوق كل تصور وتتخطى كل الأعراف...
Sunday, 22-Sep-2024 12:35

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

 

بعد الإنجيل، ألقى المطران عودة عظة قال خلالها: "لا بد في البداية من إدانة الجرائم المروّعة التي تحصل، وهي تفوق كل تصور وتتخطى كل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية. أملنا في هذا الوقت العصيب أن يتغلب المنطق والعقل على الغرائز، وأن تتضافر الجهود من أجل وقف الحرب والنار والتنكيل بخليقة الله التي خلقها للحياة. حمى الله لبنان وأبناءه وبسط سلامه في بلدنا وفي العالم أجمع".

 

وأضاف: "مأساة زماننا أننا نرفض الإقرار بمحدودية المنطق، كخطوة أولى إلزامية للإستسلام إلى الحكمة الإلهية. من صمم على تعهد حياته بفهمه الشخصي فقط، يكف يد العناية الإلهية عنه. لا مكان في حياتنا لإلهين، والله أعطانا أن نختار، وأراد أن يكون خيارنا حاسما. حياتنا الأرضية تأتي علينا بالهموم، وقد تدفعنا أحيانا إلى القلق إزاء ما ليس "منطقيا" بحسب فهمنا. هذا من ضعفنا البشري، والله لا يحسبه علينا إثما. لكن الإثم يكمن في أن يبقى الإنسان مشيحا بوجهه عن المخلص الحاضر دائما لمؤازرته ومساعدته في الضيقات".

 

ولفت إلى أنه "في عالمنا الحاضر، المتخبط بالحروب والمشاكل، حيث يكثر الحقد والغش والكذب والرياء، وتنعدم الإنسانية والمحبة، يحتار الإنسان في من يضع ثقته، ومن يصدق في مواجهته لمسؤوليات الحياة ومتاعبها. يقول كاتب المزامير: "لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده" (146: 3). كم هو صحيح هذا القول في أيامنا، إذ لا ملجأ ولا ملاذ للضعيف والفقير والمظلوم، لأن من يتوجب عليهم حماية هؤلاء يتلهون بأمورهم، ما يسبب الحزن والإحباط للمحتاجين. يقول إرمياء النبي: "ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان... مبارك الرجل الذي يتكل على الرب" (17: 5 و7). كثيرون يتكلون على أنفسهم أو على من يرون عندهم القوة أو القدرة أو السلطة، متناسين الله الحاضر دوما لاحتضانهم ومساعدتهم".

theme::common.loader_icon