احتفل أسبوع الموضة في لندن بمرور 40 عاماً من التألق والإبداع، وهو ما وفّر فرصة للتفكر في دور أسابيع الموضة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وفي ظل التحدّيات التي تواجهها العلامات التجارية الكبيرة والصغيرة.

اعتبر جوناثان أندرسون، المصمم الذي عرض علامته التجارية JW Anderson في لندن لمدة 15 عاماً، أنّ هذه الأوقات الصعبة قد تكون فرصة لإعادة تقييم دور أسابيع الموضة. وأشار إلى أنّ الظروف الاقتصادية قد تساعد في التركيز على جوهر هذه الفعاليات وما تقدّمه.

شهدت لندن هذا الموسم تغييرات ملحوظة في الجدول الزمني، حيث غابت أسماء معروفة مثل فيكتوريا بيكهام وديلايرا فنديكلوغلو، فيما اختار مصممون آخرون مثل كريستوفر كين وهالبيرن إغلاق أبوابهم تماماً. في المقابل، كانت هناك عودة متميزة لبعض الأسماء التي غابت لفترة، مثل S.S. Daley، الذي عاد إلى لندن لأول مرّة منذ شباط 2023. وقد جلب معه هذا المصمم جوائز الصناعة وأمامه صفاً مميزاً من المشاهير مثل هاري ستايلز وآنا وينتور وإيما كورين. كما عادت نينسي دوجاكا، الفائزة بجائزة LVMH في 2021، لتكون جزءاً أساسياً من جدول العرض بعد غياب دام 18 شهراً. حتى كارلي ماركس، مؤسسة العلامة التجارية الأميركية Puppets and Puppets، اختارت لندن هذا الموسم.

استضافت لندن هذا الموسم مجموعة من العروض في مواقع معمارية تاريخية مثل محكمة أولد بيلي والأكاديمية الملكية وفناء المتحف البريطاني واستاد الإمارات، ما أضاف طابعاً مميزاً للفعاليات. كما اختارت العلامات التجارية الصغيرة مثل تاليا باير وسينيد أودوير وأنكوتا ساركا عروضاً أكثر حميمية كبديل للعروض الكبيرة. وبدلاً من البذخ، قدّمت عروضاً تعكس فلسفة «أقل هو أكثر»، وهو ما تبنته أيضاً المصممة الإيطالية الويلزية باولو كارزانا بعرض مجموعتها في حديقة منزلها في شرق لندن.

بالمجمل، أسفر الحدث الذي استمر 5 أيام عن مجموعة من التصاميم القوية لموسم ربيع-صيف 2025. وقد أظهرت العروض المقدمة من مصممين مثل سيمون روشا وآرون إيش وريتشارد كوين، أنّ لندن لا تزال واحدة من عواصم الإبداع العالمية الرائدة، مع تقديم رؤى جديدة لمستقبل الموضة. وتواصل لندن أن تكون مركزاً نابضاً بالإبداع والابتكار، مستفيدة من تاريخها الطويل كمهد للموهبة في عالم الموضة.