المطران عودة: دعوتنا اليوم أن نحمل صليب المحبّة ونتبع الرّبّ بلا خجل أو تململ
المطران عودة: دعوتنا اليوم أن نحمل صليب المحبّة ونتبع الرّبّ بلا خجل أو تململ
Sunday, 15-Sep-2024 12:02

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

 


بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "التعبير عن المحبّة لا يكون بالكلام لأنّ المحبّة لا تتحقّق إلاّ بالأفعال. احترام الحياة، العطاء، المسامحة والتعاطف، قبول الآخر كما هو، عدم إدانته أو ظلمه أو قتله، عدم شنّ الحروب وإبادة البشر، كلّها أفعال محبّة. بذل الذات من أجل خير الآخر فعل محبّة. في هذا العالم يسعى الإنسان إلى تحقيق ذاته لا إلى نكرانها، واتّباع الرّبّ كما أوصانا يشكّل فعلا نافرا أمام عيون «هذا الجيل الفاسق الخاطئ» (8: 38). إلّا أنّه لا مفرّ من ذلك ولا مساومة عليه، وإلّا كانت العواقب وخيمة لأنّ من يستحي بالرّبّ وبكلامه سوف يستحي به ابن الإنسان متى جاء في مجد أبيه مع الملائكة القديسين (8: 38).هل من ينكر نفسه في أيامنا من أجل الآخرين؟ وهل من محبّته بلا حدود كما علّمنا الربّ؟ أم أن عيون معظم الناس شاخصة إلى الأنا، إلى المصلحة، إلى إرضاء الغرور وإشباع الرغبات؟ «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه» كما سمعنا في الإنجيل؟ ألم يطلب منّا أن نترك كلّ شيء ونتبعه؟ وهو الذي صلب ومات عنّا، لن يتغافل عن آلامنا وحاجاتنا، بل يحتضننا برحمته ويذيقنا حلاوة ملكوته".

 

وختم: "دعوتنا اليوم، في هذا الأحد الّذي يلي عيد رفع الصّليب الكريم المحيي، أن نحمل صليب المحبّة ونتبع الرّبّ بلا خجل أو تململ. كثيرون قد لا يقبلون المحبّة خوفا من أن تكون زائفة، وما عادوا يثقون بمحبّة أحد من هذا العالم، لأنّ أساسها المصالح الشّخصيّة".

 

 

theme::common.loader_icon