عاملان اساسيان يقلّلان من فرص الحرب بالرغم من المخاوف
عاملان اساسيان يقلّلان من فرص الحرب بالرغم من المخاوف
Saturday, 14-Sep-2024 07:59

يقارب المستوى الرسمي التهديدات والعدوانيّة الاسرائيليّة المتزايدة ضدّ القرى والبلدات اللبنانية بحذر شديد «حيث لا يأمن من نوايا إسرائيل وعدوانيتها المجنونة التي لا حدود لها» على حدّ تعبير مسؤول كبير.

 

وفي موازاة ذلك، ورداً على استفسارات «الجمهورية»، كشف مصدر ديبلوماسي مسؤول «أنّ القنوات الديبلوماسية مفتوحة مع أكثر من مصدر خارجي، وثمة مخاوف غربية كبرى على جبهة لبنان، وكذلك من أنّ ضعف احتمالات التوصل الى صفقة تبادل، قد يقود العمليات الحربية الاسرائيلية في غزة والضفة الغربية إلى منعطف خطير يوسّع دائرة الحرب».

 

إلّا أنّ المصدر عينه، وعلى الرغم هذه المخاوف الغربية، لا يرجح احتمالات توسيع الحرب، ويردّ ذلك الى عاملين اساسيين يقلّلان من فرص الحرب، يتجلّى الاول في أنّ مستوى التحذيرات لدى مستويات عسكرية وسياسية في اسرائيل من الحرب على لبنان أعلى من الدعوات المقابلة إلى شنّ الحرب، ناهيك عمّا يُعلن في اسرائيل عن وضع منهك للجيش الاسرائيلي جراء مأزق الحرب في غزة، الذي زاد تفاقماً مع تمدّده إلى الضفة الغربية، اضافة الى أنّ التهديدات الاسرائيلية ورغم وتيرتها المتصاعدة، ما زالت تحمل في طياتها نافذة نحو الحل السياسي».

 

واما العامل الثاني، فيتجلّى في الكابح الأميركي للحرب الواسعة وتمدّدها إلى جبهة جنوب لبنان. وكشف المصدر الديبلوماسي انّ خط التواصل لم ينقطع بين مستويات لبنانية مختلفة وبين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين. وذكّر بأنّ «الاميركيين مارسوا ضغوطاً كبرى لإبقاء الوضع محصوراً في نطاق «تصعيد مضبوط» حتى تبلوُر الحل السياسي بعد انتهاء حرب غزة». وكشف انّ الإشارات الأميركية تتوالى وتؤكّد عزم واشنطن على تخفيض سقف الاحتمالات الحربية الواسعة، ولعلّ أبلغ اشارة، ورداً على لسان المسؤول الاميركي الكبير، الذي حذّر من عواقب الحرب الاسرائيلية على لبنان، التي اذا ما اندلعت لن تبقى بيوت يعودون اليها، هي رسالة إلى كل الاطراف، وواشنطن أبلغت ذلك بوضوح الى المستويات السياسية والعسكرية في اسرائيل.

 

يُشار في هذا السياق إلى أنّ «القناة 12» الإسرائيلية قد أعلنت «أنّ هوكشتاين وصل إلى إسرائيل برسالة أميركية إلى تل ابيب بالامتناع عن عمل عسكري واسع بلبنان». وأضافت: «إنّ الجميع يدركون في الولايات المتحدة وإسرائيل أنّ حرباً مع «حزب الله» يمكن أن تؤدي إلى حرب متعددة الساحات». وأشارت إلى أنّ «هوكشتاين سيبذل جهداً إضافياً للوصول إلى تسوية في الشمال، والمشكلة هي أنّ تسوية كهذه مرتبطة أيضاً بوقف النار في غزة».

 

وفيما قاربت بعض التحليلات الاندفاعة الاميركية السريعة في اتجاه اسرائيل عبر هوكشتاين، بكونها تعبّر عن شعور اميركي بجدّية التوجّه الاسرائيلي إلى حرب على لبنان، بما يشكّل رسالة غير مباشرة في اتجاه لبنان لكبح جماح «حزب الله» لتخفيض وتيرة استهدافاته للجيش الاسرائيلي والمستوطنات، الّا انّ تحليلات موازية أرجعت هذه الاندفاعة إلى تقديرات اميركية بناءً على تقارير اعدّها البنتاغون، تفيد بأنّ الحرب على لبنان ليست بالسهولة التي تفترضها مستويات سياسية وعسكرية اسرائيلية، بل انّ نتائجها ستكون مدمّرة، وتلحق اضراراً كبرى بمصلحة اسرائيل، فضلاً عن انّها تشكّل تهديداً مباشراً لمصالح اميركا في المنطقة، حيث لا يستبعد ان تتمدّد هذه الحرب الى ساحات اخرى في المنطقة، ما يعني سقوط المنطقة في واقع خارج السيطرة.

 

theme::common.loader_icon