مقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً في غارات جوية بسوريا
مقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً في غارات جوية بسوريا
إفرات ليفني - نيويرك تايمز
ماثيو مبوك بيغ - نيويورك تايمز
Tuesday, 10-Sep-2024 07:36

قتلت غارات جوية في سوريا ما لا يقل عن 18 شخصاً وأصابت عشرات آخرين، وفقاً لما أفادت به وسائل الإعلام الحكومية السورية ومنظمة مستقلة يوم الاثنين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية، نقلاً عن مصدر عسكري، أنّ إسرائيل هي المسؤولة عن الضربات التي استهدفت مواقع عسكرية في المنطقة الغربية.

استهدفت الضربات منطقة تضمّ معهد أبحاث علمياً في مصياف، حيث يجرى العمل على "تطوير صواريخ دقيقة قصيرة ومتوسطة المدى"، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مجموعة مقرها بريطانيا تتابع الحرب في سوريا. واستند المرصد إلى مصادر لم يكشف عنها في القوات الأمنية السورية.

 

وكانت هذه إحدى الهجمات الأكثر دموية في سوريا منذ شهور. قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، "سانا"، إنّه بالإضافة إلى القتلى الـ18 ، أُصيب 37 شخصاً في الضربات بالقرب من مدينة مصياف الشمالية الغربية، بما في ذلك 6 في حالة حرجة. كما ذكرت الوكالة أنّ الضربات ألحقت أضراراً بالطرق والبنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربات.

 

وقال المرصد السوري، إنّ عدد القتلى كان أعلى، حيث قُتل ما لا يقل عن 25 شخصاً في الضربات التي وقعت في مصياف وفي مناطق أخرى في محافظة حماة، من بينهم مقاتلون سوريون وأشخاص يعملون مع الميليشيات الإيرانية ومدنيون. لم يكن من الممكن تأكيد هذا التقرير بشكل مستقل.

 

في الماضي، اعترفت إسرائيل بتنفيذ مئات الهجمات على أهداف في سوريا تقول إنّها مرتبطة بإيران. سلسلة من الغارات الجوية في آذار قرب مدينة حلب شمال سوريا، قتلت ما لا يقل عن 44 شخصاً، بما في ذلك 36 جندياً سورياً و7 أعضاء من "حزب الله"، الميليشيا اللبنانية القوية المدعومة من إيران، وفقاً للمرصد.

 

وتدعم الحكومة الإيرانية وتسلح شبكة من الميليشيات بالوكالة التي كانت تقاتل مع إسرائيل، بما في ذلك حزب الله وحماس في قطاع غزة والحوثيين في اليمن.

 

لكن إيران خصصت دعمها الأكثر سخاءً لسوريا، حيث تدعم الحكومة هناك وكذلك الجماعات المسلحة التي تعمل معها. ويعود دعم إيران إلى الثورة الإيرانية عام 1979، عندما دعمت سوريا الحكومة الجديدة في إيران بينما تجنّبها آخرون. من جهتها، تعتبر إيران سوريا شريكاً استراتيجياً يوفر الوصول البري إلى حزب الله.

 

استهدفت الضربات منطقة تحتوي على أحد مباني مركز الدراسات والبحوث العلمية. يمتلك المعهد العديد من المواقع في جميع أنحاء سوريا، وتعدّ مصياف المكان الذي تحتفظ فيه المنظمة العسكرية البحثية السورية بأحد أهم منشآت تطوير الأسلحة، وفقاً للخبراء.

 

يقول خبراء تطوير الأسلحة النووية، إنّ المركز يدير الأبحاث والتطوير وإنتاج الأسلحة التقليدية المتقدمة، وكذلك الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وربما النووية. في عام 2005، حظرت الولايات المتحدة على مواطنيها والمقيمين فيها التعامل التجاري مع المركز، وفي عام 2007، جمّدت وزارة الخزانة الأميركية أصول الشركات التابعة للمركز، واصفةً المركز بأنّه "وكالة حكومية سورية مسؤولة عن تطوير وإنتاج أسلحة غير تقليدية والصواريخ اللازمة لإيصالها".

 

قال خبراء أمنيون إسرائيليون في مركز أبحاث وتعليم "ألما" غير الربحي في تقرير آب 2023 عن مركز الأبحاث السوري، إنّ المركز يعمل كمحرك نمو لتطوير وإنتاج أسلحة تقليدية حديثة تعتمد على التكنولوجيا الإيرانية على الأراضي السورية. وأشار التقرير إلى أن "تشغيل المركز يقلل من الحاجة إلى نقل الأسلحة من إيران، وهو الأمر الأكثر عرضة للتعطيل أو الإضرار".

 

في مؤتمر عُقد في نيويورك عام 2022، عرض وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، خريطة تحتوي على 10 منشآت لتطوير الأسلحة في مصياف، كلها تابعة للمركز العلمي السوري. وقال: "هذه المواقع، وخصوصاً المنشأة تحت الأرض في مصياف، تشكّل تهديدات كبيرة للمنطقة وللدولة الإسرائيلية". وأضاف: "تُستخدم مصياف بشكل خاص لإنتاج صواريخ متقدمة".

 

ويُعتقد أنّ إسرائيل استهدفت علماء في موقع مصياف من قبل. في عام 2018، قُتل عزيز أسبر، أحد أهم علماء الصواريخ في سوريا، والذي كان يقود وحدة تطوير أسلحة سرّية للغاية وعمل عن كثب مع إيران، في تفجير سيارة في مصياف يُعتقد أنّ الموساد، وكالة التجسس الإسرائيلية، قد زرعته.

 

خاضت إسرائيل وإيران حرباً سرّية لعقود، لكن الهجمات عبر الحدود تصاعدت منذ أن شنّت إسرائيل هجومها العسكري في غزة رداً على هجوم قادته حماس في أكتوبر.

 

على مدى شهور، تبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار عبر الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وأطلقت إيران في نيسان موجة من الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل رداً على هجوم على مجمع سفارتها في سوريا. كما تعهدت إيران بالانتقام في تموز بعد مقتل مسؤول كبير في حماس، اسماعيل هنية، في طهران، إيران، رغم أنّ رداً واسع النطاق لم يحدث بعد.

theme::common.loader_icon