أزمة ملكية تشلسي: لماذا شراكة كليرلايك وبويلي على وشك الانهيار
أزمة ملكية تشلسي: لماذا شراكة كليرلايك وبويلي على وشك الانهيار
سيمون جونسون
ليام تومي
Tuesday, 10-Sep-2024 06:54

القصة الأكبر في نادي تشلسي أصبحت أخيراً علنية: بعد مرور أكثر من عامين على استحواذ Clearlake Capital ومساهميها الأغلبية على النادي مقابل 2,3 مليار جنيه إسترليني (3,02 مليارات دولار) من الملياردير الروسي المعاقب رومان أبراموفيتش، تبدو العلاقة بين كليرلايك وتود بويلي على شفا الانهيار.

 

كانت هناك تلميحات عن عدم الرضا في الكواليس منذ فترة، لكنّ الادّعاءات الخاصة بانهيار العلاقة بين بويلي والمؤسس المشارك لكليرلايك، بهداد إغبالي، والذي كان الأكثر ظهوراً وانخراطاً في شؤون ملكية النادي خلال الأشهر الـ18 الماضية، كانت تُنكر دائماً حتى الآن.

 

الآن، وبعد تقرير "بلومبرغ" الأسبوع الماضي، الذي كشف أنّ كلاً من كليرلايك وبويلي يبحثان في خيارات الملكية، اعترفت جميع الأطراف لأول مرّة بحجم الصدع. الأشخاص المطلعون على تفكير بويلي يقولون إنّه يعتبر علاقته مع كليرلايك وإغبالي "لا يمكن إصلاحها"، وآخرون يزعمون أنّ الرجلَين بالكاد يتحدّثان مع بعضهما.

 

وسط العديد من النقاط الخلافية الأخرى، هناك اتفاق عام على أنّ ثلاثة عوامل أساسية ساهمت في تفكك ملكية تشلسي:

-اختلاف ثقافي جوهري حول كيفية تشغيل النادي في الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ يعتقد كل من كليرلايك وبويلي أنّ الآخر يسعى إلى التأثير بشكل مفرط على القرارات الرياضية.

-قرار الانفصال المتبادل مع المدرب ماوريسيو بوكيتينو في نهاية الموسم الماضي، الذي كشف عن أول خطوط صدع عامة بين بويلي وهيكل قيادة النادي.

-عدم إحراز تقدّم ملموس في مشروع الملعب خلال العامَين الماضيَين، إذ لم يحسم النادي بعد مسألة تجديد أو إعادة بناء ملعب "ستامفورد بريدج" أو الانتقال إلى موقع قريب في إيرلز كورت.

 

نستطيع أن نكشف أنّ اجتماعاً عُقد الشهر الماضي عندما قرّر الطرفان استكشاف خياراتهما. تلقّى بويلي وشركاؤه عروضاً من مستثمرين في الأسابيع الأخيرة تهدف إلى شراء حصة كليرلايك، بينما تطمح كليرلايك إلى شراء حصة بويلي.

 

لنروي القصة الكاملة حول كيف ولماذا وصلت الأمور إلى هذه النقطة، وما سيحدث بعد ذلك وكيف يمكن أن يؤثّر ذلك على تشلسي. تحدّثت صحيفة The Athletic إلى أفراد من كلا الجانبَين، بالإضافة إلى أولئك الذين شهدوا الانهيار في العلاقات من كثب. تمّ منح الجميع عدم الكشف عن هويتهم للسماح لهم بالتحدّث بحرّية.

 

خلال العامين منذ استحواذ كليرلايك وبويلي، سيطر تشلسي على سوق الانتقالات العالمية في كرة القدم وأربكها، إذ أنفق أكثر من 1,2 مليار جنيه إسترليني على رسوم الانتقالات وحقق أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني من المبيعات. تمّ شراء اللاعبين وبيعهم بوتيرة وحجم مثيرين للجدل.

 

غالباً ما كان بويلي هو الاسم الذي يُذكر في العناوين التي تنتقد سياسة الانتقالات لتشلسي، وأصبح وجهاً للسخرية عبر الإنترنت، لكون النادي ينفق أكثر من منافسيه، بينما يعاني في وسط جدول الدوري الإنكليزي الممتاز. ومع ذلك، لم يقم بويلي بقيادة عملية التعاقدات في "ستامفورد بريدج" منذ كانون الثاني 2023، عندما تخلّى عن لقبه الموقت كمدير رياضي، وأشار إلى أنّه سيتراجع عن المهام اليومية.

 

تزامن هذا التحرّك مع تقديم فريق قيادة رياضي جديد في تشلسي، أُعلن عنه رسمياً في بداية شباط من العام الماضي، حيث تمّ تأكيد بول وينستانلي ولورنس ستيوارت كمديرين رياضيّين مشتركين. كما أشارت نافذة الشتاء في موسم 2022-2023 إلى تحوّل كبير في استراتيجية التعاقدات للنادي، للتركيز على المواهب الشابة المستعدة لقبول رواتب أساسية أقل، كجزء من عقود طويلة الأجل محفّزة بشكل كبير.

 

لكن بينما تراجع بويلي، ظلّ إغبالي نشطاً للغاية في الجانب الرياضي في تلك النافذة الشتوية، فطار إلى تركيا مع وينستانلي لعرض صفقة على نادي شاختار دونيتسك الأوكراني للتعاقد مع جناحهم ميخايلو مودريك مقابل 70 مليون يورو (59,1 مليون جنيه إسترليني، 77,4 مليون دولار) مع احتمالية دفع 30 مليون يورو إضافية بناءً على الأداء.

 

قاد الرجلان أيضاً المفاوضات التي أدّت إلى دفع تشلسي لرقم قياسي بريطاني قدره 120 مليون يورو لبنفيكا البرتغالي، للتعاقد مع لاعب الوسط إنزو فرنانديز في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية نفسها.

 

في الأشهر الـ 18 التي تلت ذلك، واصل وينستانلي وستيوارت العمل من كثب مع إغبالي، الذي يُعَدّ أكثر انخراطاً في العمليات اليومية في "ستامفورد بريدج" ومجمّع تدريب كوبهام أكثر من أي عضو آخر في مجموعة الملكية، وكما أنّه يمثل شركة الأسهم الخاصة التي تمتلك 61,5% من أسهم النادي، يمكن اعتباره أقوى شخصية في تشلسي.

 

يعكس ذلك الديناميكية التي يعتبرها بويلي توتراً مستمراً مع كليرلايك: اختلاف ثقافي حول كيفية تشغيل الشركاء المشاركين للنادي.

نهج بويلي، كما يتضح من عمله مع فريق لوس أنجلوس دودجرز في دوري البيسبول الأميركي، يتمثل في توظيف المتخصّصين والسماح لهم بأداء وظائفهم، في حين أنّ كليرلايك، وخصوصاً إغبالي، قد أخذ دوراً يعتبره بويلي تحكّماً مفرطاً، ووصفه مصدر مقرّب من جانب بويلي بأنّه "مهووس بتداول اللاعبين".

يختلف شخص مطلع على تفكير كليرلايك مع هذا، مؤكّداً أنّ مستوى انخراط إغبالي في التعاقدات لتشلسي يخدم فقط دعم وينستانلي وستيوارت، خصوصاً في ما يتعلق بالأرقام المتعلقة بالانتقالات والعقود، وهيكلة الصفقات، حيث يكمل فهمه المالي خبرتهم الكروية.

في جميع الأحوال، تتطلّب جميع القرارات الرئيسية التي تُتخذ في تشلسي توقيع كل من بويلي وإغبالي والمؤسس المشارك لكليرلايك خوسيه إ. فيليسكيانو، ولم يستخدم بويلي أبداً حق الفيتو الخاص به ضدّ الانتقالات.

theme::common.loader_icon