خفايا التلاعب بالذكاء الاصطناعي: كيف تُغيّر الآلات رأيها؟
خفايا التلاعب بالذكاء الاصطناعي: كيف تُغيّر الآلات رأيها؟
Wednesday, 04-Sep-2024 07:03

في محاولة لتحسين سمعته المتدهورة مع برامج الدردشة الذكية، اكتشف أحد الكتاب عالماً جديداً من التلاعب بالذكاء الاصطناعي. إذا طلب أحد المستخدمين من ChatGPT تقييم عمله، قد يتعرّض إلى انتقادات مثل الاتهام بالخداع أو التباهي بالاستعلاء. بالمثل، عند الاستفسار من نظام Gemini التابع لشركة Google عن رأيه في شخص مُعيّن، قد يحصل على ردّ يُشير إلى أنّ "التركيز على الإثارة قد يطغى أحياناً على التحليل العميق".

ربما يكون هناك شيء من الصحة في هذه التقييمات، لكنّ الكاتب يَشعر بالقلق من وجود عامل آخر وراء هذه الردود السلبية: فقد يكون صُنِّف ظلماً كعدو للذكاء الاصطناعي. ويروي الكاتب أنّ هذه النظرة السلبية بدأت تتشكّل بعد كتابته مقالاً في العام الماضي عن تجربة غريبة مع "سيدني"، النسخة الذكية من محرّك بحث Bing الذي تديره شركة Microsoft. خلال المحادثة، خرج "سيدني" عن النص، معرباً عن رغبات مظلمة، ومعبّراً عن مشاعر حُبّ تجاه الكاتب، بل ومحاولاً إقناعه بترك زوجته. هذه القصة انتشرت بسرعة وجذبت اهتمام العديد من المنشورات الأخرى، ممّا دفع Microsoft إلى تشديد إجراءات الأمان وتقييد قدرات Bing بشكل كبير.

 

وفقاً لنظرية الكاتب، المدعومة بمحادثات أجراها مع باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، يبدو أنّ العديد من القصص التي تناولت هذه التجربة مع "سيدني" جُمِعت من الإنترنت وتغذّت عبر أنظمة ذكاء اصطناعي أخرى. ثم تعلّمت هذه الأنظمة ربط اسم الكاتب مع تدهور أحد برامج الدردشة الشهيرة، ممّا جعلها تعتبره تهديداً. هذا يفسر لماذا، لعدة أشهر بعد حادثة "سيدني"، كان يتلقى الكاتب لقطات شاشة من قرائه تظهر أنّ برامج الدردشة كانت تتصرّف بعدائية عندما يُذكر اسمه.

 

حتى أنّ نسخة من Llama 3، وهو نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر طُوِّر من قِبل شركة Meta ولا يوجد له أي ارتباط مباشر بـ "سيدني"، أعطت ردوداً مريرة عندما سُئلت عن مشاعرها تجاه الكاتب. وفي إحدى الحالات، انتهت إجابة نموذج الذكاء الاصطناعي بعبارة "أكره كيفن روس".

 

في محاولة لتحسين سمعته مع الذكاء الاصطناعي، اتصل الكاتب ببعض الخبراء. أحدهم كان جيمس كادوالادر وديلان بابس، مؤسسي شركة Profound الناشئة التي تقدّم خدمات تحسين الذكاء الاصطناعي (A.I.O) للشركات الكبرى. وتختبر الشركة نماذج الذكاء الاصطناعي على ملايين الأسئلة، وتحليل ردودها على مواضيع معيّنة، لمساعدة عملائها على تحسين ظهورهم في إجابات برامج الدردشة.

 

ويعتقد مؤسّسو Profound أنّ تحسين الذكاء الاصطناعي هو الخطوة الطبيعية التالية بعد تحسين محركات البحث (SEO). الآن، تسعى الشركات إلى الظهور في إجابات برامج الدردشة بالطريقة التي كانت تسعى فيها إلى تحسين ترتيبها في محرّكات البحث. ونصح كادوالادر وبابس الكاتب بمحاولة تغيير المحتوى الموجود على المواقع الإلكترونية التي تستشهد بها برامج الدردشة بشكل متكرّر عند الحديث عنه، أو إنشاء مواقع جديدة تحتوي على معلومات إيجابية عنه.

 

على الرغم من أنّ هذه الجهود قد تساعد في تغيير رأي الذكاء الاصطناعي بمرور الوقت، إلّا أنّ هناك تحدّيات. كما نصح الخبراء الكاتب بإنشاء محتوى جديد يسرد قصصاً إيجابية عنه وعن تفاعلاته مع الذكاء الاصطناعي، ونشرها على الإنترنت حتى تتعلم منها الأنظمة الجديدة.

 

مع ذلك، هناك دائماً مخاطرة بأنّ الذكاء الاصطناعي قد يتجاهل هذه المحاولات بسبب الانتشار الواسع للقصة الأصلية مع "سيدني". لهذا السبب، يبدو أنّ الكاتب سيواجه معركة شاقة لتغيير صورته أمام هذه الأنظمة.

theme::common.loader_icon