روسيا تُسَيطر على "نيويورك"... وحظر أوكراني للكنيسة الأرثوذكسية
روسيا تُسَيطر على "نيويورك"... وحظر أوكراني للكنيسة الأرثوذكسية
Wednesday, 21-Aug-2024 07:10

في تطوّر جديد على جبهة القتال في شرق أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن السيطرة الكاملة على مدينة "نيويورك" الواقعة في منطقة دونيتسك، التي تُعَدّ مِن أهم النقاط اللوجستية في المنطقة، فتأتي السيطرة عليها ضمن الحملة العسكرية الروسية المتواصلة لتأمين منطقة دونباس.

كانت البلدة تُعرف باسم "نيويورك" حتى عام 1951، قبل أن يعاد تسميتها بـ "نوفغورود سكوي" في زمن الحرب الباردة، لكنّ أوكرانيا أعادت تسمِيَتها في صيف 2021 تحت ضغط من نشطاء محليِّين موالين للغرب، قبل ان تستقط على يَد القوات الروسية مجدّداً.

وتقع البلدة على بُعد 6 كيلومترات جنوب بلدة توريتسك، التي تعرّضت إلى هجوم روسي مستمر منذ عدة أسابيع، ممّا أدّى إلى دمار واسع فيها. ومع أنّ العالم يُركّز على الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية، فإنّ القتال الأشدّ ضراوة ما زال يتركز في دونباس، حيث يواصل الجيش الروسي تقدّمه البطيء، لكن الحاسم، تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، الذي جعل السيطرة على دونباس أولوية استراتيجية في هجومه المستمر على أوكرانيا.

 

حظر بحقّ الكنيسة الروسية

في سياق آخر، يتزايد التوتّر الداخلي في أوكرانيا مع إقرار البرلمان الأوكراني، أمس، مشروع قانون يحظر الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو، بعد مرور عامَين ونصف العام على الهجوم الروسي في أوكرانيا، إذ يعتبر العديد من الأوكرانيِّين هذه الكنيسة نقطة نفوذ رئيسية للكرملين داخل البلاد.

 

وأثارَ القرار الأوكراني سخط موسكو، التي ندّدت بمحاولة كييف "تدمير العقيدة الكنسية". وأعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي فقدت شعبيّتها في أوكرانيا منذ بدء النزاع، عن قطع علاقاتها مع الكنيسة الأوكرانية (نشأت في عام 2018) في أيار 2022، متهمةً السلطات الأوكرانية باضطهادها. في المقابل، تؤكّد الحكومة الأوكرانية أنّ الكنيسة لا تزال مرتبطة فعلياً بموسكو.

 

على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المصادقة على القانون قبل أن يدخل حيّز التنفيذ، ممّا يمنح 9 أشهر لأبرشيات الكنيسة لقطع علاقاتها مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي تؤيّد الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

عملياً، قد يستغرق حظر الأبرشيات المرتبطة بموسكو أشهراً وحتى سنوات لأنّه يستدعي موافقة المحكمة في كل حالة، بحسب خبراء أوكرانيِّين. وتشير وسائل إعلام إلى أنّ الكنيسة المرتبطة بروسيا تضم حوالي 9 آلاف أبرشية في أوكرانيا مقابل من 8 إلى 9 آلاف للكنيسة المستقلة.

 

وأظهر استطلاع حديث أجراه المعهد الدولي لعلم الاجتماع في كييف أنّ غالبية الأوكرانيِّين يؤيّدون حظر الكنيسة التابعة لموسكو، إذ أعرب 66 في المئة من المشاركين عن دعمهم للقرار. كما أشار الاستطلاع إلى أنّ 54 في المئة من الأوكرانيِّين يؤيّدون الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة، مقارنةً بـ 42 في المئة في العام السابق، ممّا يعكس تغيّراً كبيراً في الرأي العام الأوكراني تجاه الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

 

مع تزايد الضغوط الدولية والمحلية، فإنّ الصراع الديني في أوكرانيا قد يزداد تعقيداً في الأشهر المقبلة، خصوصاً إذا ما تم تنفيذ القرار بشكل كامل، وهو ما قد يستغرق وقتاً طويلاً نظراً للإجراءات القانونية المطلوبة.

 

وتأتي هذه التطوّرات في وقتٍ حساس بالنسبة إلى أوكرانيا، التي تواجه تحدّيات كبرى على الصعيدَين الداخلي والخارجي، إذ تسعى إلى مواجهة التمدّد الروسي على الأرض من جهة، تزامناً مع محاولتها إحكام السيطرة على النفوذ الروسي المتجذّر في بعض المؤسّسات الدينية.

theme::common.loader_icon