على خط التوترات، ليس في الأفق سوى مؤشرات تتراكم على مدار السّاعة، ترجّح انسياق المنطقة برمتها نحو سيناريوهات دراماتيكية ربطاً بما هو سائد على مختلف الجبهات القتالية من تهديدات متبادلة واستعدادات للدخول في آتون حرب ضروس، إلّا اذا حدثت مفاجأت في اللحظة الاخيرة حرفت المسار في اتجاه نزع فتيل التفجير. والرهان في هذا السياق، كما يقول مصدر ديبلوماسي لـ"الجمهورية"، يبقى على جولة المفاوضات المرتقبة بعد أقل من اسبوع، وتجاوب حركة "حماس" واسرائيل مع الدعوة الثلاثية الاميركية المصرية القطرية، الى جولة تفاوض جديدة وبلورة اتفاق على وقف لاطلاق النار في غزة، وبلوغ صفقة تبادل للاسرى بين الطرفين.

بحسب المصدر الديبلوماسي عينه فـ"إنّ الجهد المكثف الذي تقوده واشنطن، أكثر جدية هذه المرة، ويعكس تهيباً من حرب تلوح في الأفق لا حصر لنتائجها المدمّرة، ومن هنا جاءت الرسالة الاميركية الواضحة التي تضمنها البيان الثلاثي الاميركي – المصري – القطري، إلى أطراف الصراع بأنّ الوقت قد حان لإنهاء الحرب في غزة"، بما يؤكد بلا ادنى شكّ أنّ إنهاء الحرب في نظر واشنطن، من شأنه أن يحول دون اشتعال جحيم الحرب، ويمنع، أو يحتوي، او يضبط ما هو منتظر من ردود من قبل إيران و"حزب الله" على إسرائيل. وفي هذا الاتجاه تحرّكت واشنطن بشكل مباشر مع اتجاه اسرائيل، وعبر قنوات متعدّدة في اتجاه ايران".

وفي رأي المصدر الديبلوماسي أن جولة المفاوضات الجديدة المقررة في 15 آب، تبدو حاسمة، كاشفا عمّا سمّاها اشارات اميركية ترجّح حصول اختراق، وخصوصا ان واشنطن أرسلوا تأكيدات في اتجاهات مختلفة بأنها بصدد ممارسة القدر الاعلى من الضغوط لانهاء الحرب".

إلّا ان المصدر الديبلوماسي ابدى خشية كبرى من الموقف الاسرائيلي الذي اعطى اشارة تجاوب شكلية مع الدعوة الثلاثية الى جولة المفاوضات، تجلى من جهة، في مسارعة مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي الى اعلان موافقته على ارسال مفاوضين، وتجلى من جهة ثانية في التحدي المباشر والصريح للتوجه الاميركي، وفي الاصرار على نسف المفاوضات، وعكس ذلك وزير المالية الاسرائيلية بتسلئيل سموتريتش بقوله "ان الوقت لم يحن لوقف الحرب قبل ابادة "حماس"، وبمطالبته نتنياهو بـ"عدم الموافقة على الاتفاق المعروض بخصوص الأسرى، والا نقع في مصيدة الدول الوسيطة التي تحاول ان فرض اتفاق استسلام علينا".