هوكشتاين ولودريان.. ما هي أجواء اللقاء؟
هوكشتاين ولودريان.. ما هي أجواء اللقاء؟
Friday, 05-Jul-2024 10:32

توجهت الأنظار في الساعات الـ 24 الماضية الى باريس في محاولة لاستكشاف نتائج اللقاء بين الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، حيث ناقشا الازمة اللبنانية من الوضع المتفجر في الجنوب الى مسألة الفراغ الرئاسي وما بينهما من استحقاقات متداخلة ولا سيما منها تلك التي رُبِطت بالوضع في قطاع غزة.

 

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان المناقشة اعادت الى الاذهان المراحل التي قطعتها المبادرات الفرنسية والاميركية بمختلف محطاتها، لأنّ الرجلين تابعا بدقة مختلف هذه المبادرات طوال السنوات الاربع الماضية منذ ما قبل وبعد الأحداث التي تلت تفجير مرفأ بيروت الذي تابعه لودريان. كما بالنسبة الى تلك التي تلت وضع «اتفاق الإطار» مطلع تشرين الأول الخاص بالترسيم البحري بالنسبة الى هوكشتاين، وما انتهت اليه أعمال اللجنة الخماسية التي ولدت من باريس قبل عام ونصف العام وصولاً الى مجموعة الخطوات الاميركية وقرار مجلس الأمن الذي أعَدّته واشنطن في 10 حزيران الماضي، وما أدى الى تعثّر تنفيذه بعد قرارات سابقة فشل المجلس في تنفيذها وسط اتهامات بوجود معوقات تارة اسرائيلية وأخرى حمساوية.

 

ولفتت المصادر نفسها إلى ان استعراض هذه المعطيات كانت كافية لتقييم المرحلة الراهنة وما يُعيق استكمالها الى الأهداف المرجوّة، فكان إصرار على تقديم الملف الخاص بغزة تماشياً مع إصرار «حزب الله» ومِن خلفه دول محور الممانعة على الحديث عن المقترحات الخاصة بجنوب لبنان، واتفقا على استكمال الاتصالات توصّلاً إلى تثبيت وقف النار، خصوصاً ان اللقاء تزامنَ مع معلومات نقلت الى الاجتماع عن اجواء ايجابية في موقف حماس بعد تجاوب بعض المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمهم وزير الدفاع يوآف غالانت على تقديم الخيارات السياسية لترتيب الوضع في الجنوب على الخيارات العسكرية، وأن هناك عدداً من القادة العسكريين الى جانبه يحاولون استدراج رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى اعطاء فرصة اضافية للمفاوضات في قطر والقاهرة حيث يمكن ان تستكمل الاتصالات مع حماس برعاية قطرية ومصرية، وهو ما تم التثبّت من صحته بعد اللقاء بساعات قليلة.

 

لم يصدر أي بيان رسمي عن اللقاء بين هوكشتاين ولودريان، وقالت المصادر القريبة من المسؤولين الفرنسيين لـ«الجمهورية» انّ هوكشتاين لم يكن زائراً رسمياً باسم الرئيس الاميركي جو بايدن، وإنما جاء الى باريس في زيارة خاصة وكان من المهم ان يقيم التطورات مع لودريان استكمالاً للقاءاتهما السابقة ولتوجيه رسالة الى جميع الاطراف مفادها ان لا فوارق استراتيجية كبيرة بين الخيارات الفرنسية والأميركية، وأن باريس وواشنطن تلتقيان على نقاط مشتركة عدة أبرزها الإسراع في تحقيق وقف النار في غزة والانتقال الى الملفات اللبنانية الأمنية والعسكرية ومن ثم الدستورية، وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية.

 

وأعلن البيت الأبيض أنّ «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بحث مع مسؤولين فرنسيين في باريس الجهود لاستعادة الهدوء بالشرق الأوسط». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في البيت الأبيض أن «هدف باريس وواشنطن حل النزاع الحالي عبر الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل ديبلوماسياً. فحل النزاع سيسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم بوجود ضمانات». وأضاف: «إن فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل النزاع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الديبلوماسية، ما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن»، في إشارة إلى الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

theme::common.loader_icon