الملف الرئاسيّ "واضح انو مطوّل ليفيق"... فهل تحوّل إلى لعبة قمار؟
الملف الرئاسيّ "واضح انو مطوّل ليفيق"... فهل تحوّل إلى لعبة قمار؟
Thursday, 04-Jul-2024 08:27

رئاسياً، البديهي مع الاستنفار الاميركي والفرنسي لاحتواء الملف الأمني ومنع تصاعد التوتر على جبهة الجنوب، افتراض أن لا خطط او افكار جديدة مرتبطة بالملف الرئاسي. ويؤّكد ذلك مرجع سياسي بقوله لـ»الجمهورية»: «الملف الرئاسي «نايم وشبعان نوم، وواضح انو مطوّل ليفيق» حيث لا يوجد شيء حياله على الاطلاق، لا مبادرات ولا حراكات».

 

ورداً على سؤال عن الوقت الذي سيستغرقه تنييم الملف الرئاسي، قال: «هناك طريقة واحدة ما زالت ممكنة لحسم هذا الملف، هي أن نجلس على الطاولة ونتفاهم، فننتخب رئيساً للجمهورية ونشكّل حكومة ونضع البلد على سكة النهوض. الّا انّ هذه الطريقة رُفضت، وطالما هي مرفوضة فأمامنا وقت طويل جداً من الانتظار. وبالمناسبة، حكومة تصريف الاعمال القائمة، تربّعت على عرش حكومات تصريف الاعمال، حيث انّها صارت صاحبة اطول فترة تصريف اعمال بتاريخ لبنان، وما زال الوقت مفتوحاً امامها لفترات اطول، طالما لم نتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية».

 

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر سياسية مستقلة الى «الجمهورية» قولها، إنّها لا ترى فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور.

 

وفي قراءة متشائمة للوضع الرئاسي، اعتبرت أنّ الرئاسة تحوّلت الى لعبة قمار، بدليل الرهانات على الحرب. وقالت: «منذ بداية الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وتمدّدها الى جبهة الجنوب اللبناني قبل نحو 9 أشهر، توالت تأكيدات من اكثر من طرف سياسي بأن لا ربط بين الملف الرئاسي وبين المواجهات الدائرة بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي. الّا انّه ثبت بما لا يرقى إليه ادنى شك لديهم، أنّ تلك التأكيدات ليست اكثر من مجرّد كلام لا يعبّر عمّا هو حاصل على أرض الواقع».

 

فالملف الرئاسي، تضيف المصادر، ونتيجة لنزق اطراف التعطيل، صار مركوناً على هامش الاولويات والمتابعات الجدّية، حتى لا أقول انّه صار مُهملاً؛ كان قبل الحرب معلقاً على حبل طويل من الشروط التعطيلية ومحاولات التشاطر والتذاكي، وكلّ طرف يتلطّى خلف معطّلات و«فيتوات» من الداخل والخارج، ويستقوي بقدرته على تعطيل نصاب انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقد صرّحت اطراف التعطيل علناً بذلك. وأمّا مع اندلاع الحرب واحتدامها على جبهة جنوب لبنان، وضعوا كلّ بيضهم في سلّتها، في ما بدا انّه رهان - غير معلن انّما هو مؤكّد بالممارسة - بين اصطفافين، على متغيّرات سيفرضها الميدان العسكري، تتحدّد في ضوئها هوية رئيس الجمهورية، وكلّ من هذين الاصطفافين يُمنّي نفسه بأنّ هذه المتغيّرات ستمكّنه من ادارة الدفة الرئاسية وفق سياسته وتوجّهاته ومواصفاته. فأيّ مراهقة هذه، بل أيّ غباء هذا الذي يراهن على خراب ودمار»؟

 

وتلفت المصادر الى «انّ اطراف الانقسام الرئاسي تنفي تهمة الرهان على متغيّرات الحرب، ولكن ما يعزّز هذه التهمة ويؤكّدها، هو عدم الاستجابة للنداءات والدعوات المتتالية الى تحصين البلد في وجه العاصفة التي تضرب المنطقة، والإمعان في سدّ الأفق الرئاسي والإجهاز الكامل للمبادرات واحباط كلّ جهد او مسعى يحاول التأسيس لمساحة رئاسية مشتركة، والإمعان في سدّ الافق الرئاسي والهروب من الجلوس على طاولة التوافق والتفاهم، اللذين يشكّلان المفتاح الوحيد لعقد جلسات متتالية بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية كإجراء فوق الضرورة والإلحاح، لوضع البلد على سكة الخروج من أزمته، وإعادة انتظام مؤسساته الدستورية وبنيانه السياسي».

 

وتخلص المصادر الى القول: «وسط هذه الصورة، يبدو أنّ كل طرف قد اتّخذ لنفسه زاوية انتظار لما ستؤول اليه الحرب المتدحرجة من غزة الى جنوب لبنان، ويبدو انّه انتظار طويل وبلا سقف زمني، وخصوصاً انّ أفق هذه الحرب، ومع فشل محاولات احتوائها وإطفائها، يكتنفه غموض واحتمالات مجهولة مزدحمة في الميدان العسكري، يستحيل معها تحديد متى ستضع هذه الحرب أوزارها، وكيف، وايّ واقع جديد سينتج منها بل أيّ منطقة وأيّ لبنان»؟.

theme::common.loader_icon