هولندا في امتحان صعب... والنمسا لتجاوز تركيا
هولندا في امتحان صعب... والنمسا لتجاوز تركيا
Tuesday, 02-Jul-2024 08:20

تبحث هولندا عن استعادة «الرغبة بتحقيق الفوز» عندما تواجه رومانيا الليلة في ثمن نهائي كأس أوروبا في ميونيخ، فيما تبحث النمسا عن تحقيق أفضل نتيجة في تاريخها عندما تلاقي تركيا في لايبزيغ.

على الرغم من امتلاكها تشكيلة موهوبة، إلّا أنّ البلاد المنخفضة عانت في البطولة، إذ وقعت في مجموعة صعبة تضمّ فرنسا، وصيفة بطل العالم، والنمسا المتألقة مع المدرب رالف رانغنيك، فتأهّلت بين أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث، بـ4 نقاط من فوز على بولندا وتعادل مع فرنسا.

 

وفيما تعرّض قلب الدفاع فيرجيل فان دايك إلى هجوم شديد من صانع الألعاب السابق رافايل فان در فارت الذي وصف أداءه بـ»المخزي» ويَنقصه الشغف ضدّ النمسا (2-3)، ردّ قطب الدفاع (32 عاماً) «أعرف أنّه بإمكاني تقديم أداء أفضل ويجب أن أقوم بذلك».

 

لكنّ فان دايك لا يتحمّل وحده مسؤولية الخسارة، في ظل إهدار المهاجم ممفيس ديباي والجناح دونيل مالن الكثير من الفرص.

 

في دور الـ16، تلتقي هولندا، حاملة لقب 1988 في ألمانيا أيضاً، مع رومانيا التي تصدّرت مجموعتها بشكل مفاجئ، على الرغم من خسارتها مباراتها الثانية أمام بلجيكا بهدفَين، في مجموعة غريبة انتهت بتساوي المنتخبات الـ4 بـ4 نقاط. أنهت دور المجموعات في الصدارة، مستفيدة من فوزها الافتتاحي على أوكرانيا 3-0.

 

ويتعيّن على هولندا تطوير أدائها إذا أرادت بلوغ ربع النهائي للمرّة الأولى منذ 2008، وهو الدور عينه الذي وصلته في مونديال قطر 2022، قبل أن تخرج بركلات الترجيح أمام الأرجنتين التي أحرزت اللقب لاحقاً.

 

المبالغة في التقدير

 

يتفهّم فان دايك «تماماً» الانتقادات: «ربما بالغنا في تقدير أنفسنا. يجب قول الكثير وعلينا التحليل كثيراً. لم تكن المشكلة في التكتيك، بل برغبة تحقيق الفوز، لذا تحدّثنا عن ذلك، وبكلمات قاسية». ولم تأتِ الانتقادات فقط من الخارج، إذ عبّر المدرب رونالد كومان بانتظام عن انزعاجه من أداء اللاعبين.

 

واستُبدِل لاعب الوسط جوي فيرمان بالمهاجم تشافي سيمونز في الشوط الأول أمام النمسا، علماً أنّ كومان انتقد الأخير لعدم بذله جهداً كافياً: «يمكنني ذكر بعض الأخطاء. لم نضغط بما يكفي وخسرنا الكرة أيضاً خصوصاً في البداية. كنا سيّئين حقاً».

 

كما أنّ ذكرى خروج هولندا في ثمن نهائي نسخة صيف 2021 أمام تشيكيا 0-2 غير المرشّحة لا تزال عالقة في الأذهان.

 

وعلى الرغم من المستوى غير المقنع للمنتخب البرتقالي، إلّا أنّه يبقى مرشّحاً لتخطّي رومانيا العائدة إلى البطولة القارية بعد غياب 8 أعوام، وحقّقت فوزاً يتيماً في 16 مباراة ضمن البطولة، قبل التغلّب على أوكرانيا افتتاحاً.

 

وأكّد فلورين نيتسا، حارس «تريكولوري» التي تسعى إلى تحقيق فوزها الثاني على هولندا بعد تصفيات كأس أوروبا 2008، بأنّه ليس خائفاً «من أي شيء في هذه المرحلة. أقوم بما أحبّ بشغف وحماسة».

 

رانغنيك لمواصلة استعادة السمعة

 

يُختتم ثمن النهائي في لايبزيغ بين تركيا التي حظِيَت بدعم جماهيري من جاليتها، والنمسا التي حققت مشواراً جيداً في الدور الأول وتحظى بعلاقة خاصة مع المدينة المضيفة.

 

تحت إشراف المدرب رالف رانغنيك المعروف بأسلوبه المُفعَم بالنشاط، كانت النمسا مع مارسيل سابيتزر، كونراد لايمر والمهاجم ماركو أرناوتوفيتش، أحد اكتشافات البطولة الحالية، بتصدّرها مجموعة ضمّت فرنسا وهولندا.

 

كما حسَّنَ رانغنيك الذي يُعدّ أحد أهم المبتكرين في اللعبة، سمعته بعد مشوار متذبذب دام 6 أشهر فقط على رأس مانشستر يونايتد الإنكليزي في نهاية 2021. وكان رانغنيك وراء بناء امبراطورية شركة ريد بول الكروية، أولاً في سالزبورغ النمسوية ثم في لايبزيغ الألمانية.

 

ويجني المدرب الألماني (66 عاماً) الآن ثمار عمله مع النمسا، ويأمل في قيادتها إلى ربع النهائي للمرّة الأولى في تاريخها في البطولة القارية التي شاركت فيها أوّل مرّة في 2008 كدولة مضيفة مع سويسرا. كما أنّ 7 من لاعبي رانغنيك يحترفون في سالزبورغ أو لايبزيغ، أو مرّوا من هناك سابقاً. علماً أنّه ألهَمَ بأسلوبه الضاغط مدربين ألمان أمثال يورغن كلوب ويوليان ناغلسمان.

 

تعاضد بين المدرّب واللاعبين

 

سمح التعاضد بين المدرب واللاعبين بممارسة النمسا أسلوب الضغط العالي الذي أصبح العلامة الفارقة لأندية الصفوة في «القارة العجوز»، بيد أنّ تطبيقه صعب على مستوى المنتخبات بسبب ضيق الوقت في التمارين.

 

ويشرح رانغنيك، الذي رفض عرضاً لانتشال بايرن ميونيخ الألماني من أزمته، واستدعى دافيد ألابا المصاب ليكون قائداً من دون أن يلعب في البطولة القارية، بأنّ «كثافة القوة هي العامل الحاسم». هذه القوّة يحتاج إليها خلال مواجهة تركيا التي سحقها 6-1 ودياً في آذار. وفي حال الفوز على تركيا، قد تلتقي النمسا في ربع النهائي مع هولندا مجدّداً.

 

في المقابل، تسعى تركيا إلى بلوغ ربع النهائي للمرّة الأولى منذ 2008، عندما خسرت في المربّع الأخير أمام ألمانيا 2-3.

 

عن الخسارة الأخيرة أمام النمسا 1-6، أقرّ الجناح زكي تشيليك بأنّ «فريقهم صعب يمارس الكثير من الضغط. لم نستطع مواجهة ضغطهم في المباراة الودية. أعتبرها مباراة أخرى وليس فرصة للثأر. يُولي مدرّبنا أهمية كبرى للانضباط التكتيكي ويقوم بتحليل ممتاز. علاقته معنا جيدة جداً».

 

سباليتي «متعجرف»

 

إعتبر المدرّب السابق فابيو كابيلو بأنّ المنتخب الإيطالي يعاني في غياب لاعبين من يوفنتوس وميلان في التشكيلة الأساسية، بعد خروج الـ»أتزوري» من ثمن النهائي أمام سويسرا 2-0، واصفاً المدرب لوتشيانو سباليتي بـ»المتعجرف».

 

وأشار كابيلو لشبكة «سكاي سبورت إيطاليا» وصحيفة «كورييري ديلو سبورت» إلى أنّه «عندما لا يوجد أي لاعب من ميلان في المنتخب، ولا حتى من يوفنتوس في التشكيلة الأساسية (نزل فيديريكو كييزا ونيكولو فاجولي أساسيَّين أمام سويسرا) فهذا ناقوس خطر. إذا كان هذان الناديان لا يملكان لاعبين من جودة عالية فلدينا مشكلة».

 

واعتمد سباليتي أسلوب الدفاع بـ3 لاعبين خلال المباريات الإعدادية للبطولة، لكنّه غيّر خياراته في دور المجموعات، فوصفه كابيلو بأنّه «تصرّف كمدرب لفريق أمام إسبانيا. أرسل فريقه إلى الملعب ليقول: هذا نحن، لنشاهد ما إذا كنا أفضل منهم. اختار إشراك 4 لاعبين في الخط الخلفي في مواجهة أفضل الأجنحة في أوروبا ورأينا مَن كان المنتخب الأفضل. إنّه متعجرف».

 

لذلك، يعتقد كابيلو بأنّ «سباليتي يتحمّل مسؤولية كبيرة، لكن يتعيّن على اللاعبين أيضاً إدراك أهمية القميص الوطني. لم أرَ في حياتي إيطاليا تلعب بهذا الشكل. شعرتُ بالخجل مثلما حدث عندما عدتُ من كأس العالم 1974 كلاعب» عندما خرج الـ»أتزوري» من الدور الأول.

theme::common.loader_icon