النجمة بطلاً للدوري اللبنانيّ للمرة التاسعة في تاريخه
النجمة بطلاً للدوري اللبنانيّ للمرة التاسعة في تاريخه
Monday, 01-Jul-2024 09:26

حضرت الإثارة في واحدة من كلاسيكيات كرة القدم اللبنانية، بعنوان «دربي بيروت»، بين الأنصار الذي يكفيه التعادل ليتوّج باللقب، وغريمه الأزلي النجمة الذي كان بحاجة إلى الفوز ليُعيد الكأس إلى جعبته بعدما غابت عن خزائن النادي منذ العام 2014، في مباراة ليلية أقيمت على ملعب مجمّع الرئيس فؤاد شهاب في جونية.

تابع المباراة الآلاف عبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، وغاب عنها العنصر الأساسي وهو الجمهور بطلبٍ من القوى الأمنية فجاءت يتيمة من ناحية الحضور الجماهيري، وممتعة بكل تفاصيلها فنياً وتكتيكياً.

 

فتحَ الأنصار الملعب البلدي في الطريق الجديدة أمام جماهيره لمتابعة اللقاء على شاشة عملاقة، فيما توجّهت جماهير «النبيذي» بالآلاف إلى ملعب المنارة لمتابعة المباراة على شاشة عملاقة أيضاً.

 

تقدّم الحضور في مدرجات ملعب جونية، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي المهندس هاشم حيدر، وأعضاء اللجنة التنفيذية والمسؤولين الكرويِّين، بالإضافة إلى رئيسَي الأنصار النائب نبيل بدر والنجمة مازن الزعني.

 

تقدّم نجماوي

 

شهد الشوط الأول من المباراة التي أُقيمت تحت الأضواء الكاشفة إثارة وتكافؤاً في الفرص بين الفريقَين، وبدأ بحَذر، إذ سعى كل من الفريقين إلى فرض سيطرته على وسط الملعب والتحكّم بإيقاع اللعب.

 

ومع مرور الدقائق، بدأ الفريقان بتبادل الهجمات والفرص الخطيرة. فاعتمد الأنصار على الهجمات السريعة والانطلاقات من الأطراف، بينما ركّز النجمة على التمريرات القصيرة والتسديدات من خارج منطقة الجزاء. وبالتالي، كانت المباراة متكافئة إلى حَدٍّ كبير، فلم يستطع أيّ من الفريقَين فَرض سيطرة كاملة على مجريات اللعب.

 

في الدقيقة 30 من عمر الشوط الأول، نجح النجماويّون في كسر الجمود وافتتاح التسجيل عن طريق الجناح خليل بدر. جاء الهدف إثر هجمة منظمة بدأت من منتصف الملعب، ثم تمريرة عرضية دقيقة وصلت إلى بدر الذي تمكّن من تسديد كرة قوية استقرّت في شباك حارس مرمى الأنصار نزيه أسعد.

 

بعد الهدف، حاول الأنصار العودة سريعاً إلى المباراة من خلال تكثيف هجماته والضغط على دفاع النجمة، إلّا أنّ الأخير أظهَر تماسكاً دفاعياً قوياً، إذ نجح في التصدّي إلى جميع محاولات الأنصار. واستمرّ الشوط الأول على هذا النحو حتى صافرة النهاية، لينتهي بتقدّم النجمة بهدفٍ من دون مقابل.

 

كان الشوط الأول مليئاً بالإثارة والندية بين الفريقَين، مع تكافؤ واضح في الفرص والسيطرة على الملعب، ممّا أنبَأ بشوط ثانٍ حافل بالمزيد من التشويق والإثارة.

 

تعادل وهدف فوز قاتل

 

بعد انتهاء الشوط الأول بتقدّم النجمة بنتيجة 1-0، بدأت مجريات الشوط الثاني بمزيد من الحماس والإثارة. وفي الدقيقة 52، تمكن المهاجم السنغالي الحاج مالك تال من تسجيل هدف التعادل للأنصار ليُشعل المباراة من جديد، إثر ركلة حرة عن الجهة اليسرى رفعها قائد المنتخب اللبناني المعتزل دولياً حسن معتوق وحَطّت، إثر رأسية عرضية، أمام السنغالي الذي تابعها في المرمى الخالي، وأكّد الحكم المساعد بالفيديو صحة الهدف بعد لحظات.

 

بهذ الهدف، رفع مالك تال رصيده إلى 21 في صدارة قائمة الهدافين بفارق 9 أهداف عن وصيفه كريم درويش، مهاجم العهد. فيما تساوى لي إروين ومحمد قدوح في المركز الثالث برصيد 10 أهداف. ومع تقدم الوقت، تراجع النادي الأخضر بشكل مفاجئ إلى الدفاع على الرغم من أنّ نتيجة التعادل كانت تكفيه للتتويج باللقب الخامس عشر في تاريخه. هذا التراجع الغريب أثار حماس غريمه «النبيذي» الذي بدأ يُكثّف هجماته محاولاً اقتناص هدف الفوز.

 

في الدقيقة 90+5، وفي اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع، تمكن قائد فريق النجمة قاسم الزين من تسجيل هدف الفوز الثمين، ليقلب الطاولة على الأنصار ويمنح النجمة الفوز بالمباراة.

 

التتويج

 

بهذا الانتصار، استطاع نادي النجمة تحقيق اللقب الغائب عن خزائنه منذ 10 أعوام، ليضيف اللقب التاسع إلى تاريخه، معادلاً العهد في عدد التتوجيات. وقد تزيّنت الأجواء الاحتفالية بتسليم رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر، كأس البطولة إلى قائد النجمة بحضور رئيس النادي والإداريِّين، وسط فرحة عارمة من اللاعبين والجماهير.

 

كانت المباراة بمثابة ملحمة كروية شهدت تقلبات درامية وأداءً رائعاً من الفريقَين، لتكون ختاماً مشوقاً لبطولة لبنان لكرة القدم.

 

الزعني: كان موسماً طويلاً

 

قبل المباراة، إعتبر رئيس نادي النجمة مازن الزعني في حديث لـ»الجمهورية» أنّه «كان موسماً طويلاً يصل إلى أمتاره الأخيرة بعد 90 دقيقة، ونأمل الفوز باللقب. كان موسماً مرهقاً بسبب الحرب على غزة التي أثّرت في الفريق وفي المدرب الأساسي الذي اضطرّ مساعده إلى مغادرة البلاد».

 

وتابع الزعني مُفنّداً الصعوبات التي واجهها النجمة «خصوصاً من النصف الأخير من الموسم، بعدما غادر اللاعبون الأجانب لأنّهم لم يرغبوا في البقاء في لبنان. وغَيّرنا لجاناً في النادي». وأكّد رئيس النادي «النبيذي»: «نحن خلف فريقنا مهما كانت النتيجة. نتمنى عودة الكأس إلى النادي، لأنّ القائد عباس عطوي كان آخر مَن حملها منذ 10 أعوام».

 

وكشف الزعني أنّ إدارة الفريق والمدرب بدأت بالتحضير للموسم المقبل «وتعاقدنا مع بعض اللاعبين اللبنانيِّين، لكن نفضّل أن لا نعلن عن هويّتهم الآن. في الأيام المقبلة سنكشف كل شيء».

 

حضور الـVAR ونظام تنافسي

 

تميّز هذا الموسم، الذي هبط فيه ناديَي الأهلي النبطية وطرابلس وترفّع بدلاً منهما إلى دوري الأضواء الرياضي العباسية وتجمّع شباب بعلبك، بحضور تقنية الحكم المساعد بالفيديو (VAR) للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم اللبنانية.

 

ونجح الاتحاد اللبناني لكرة القدم بتطبيق التقنية بعد تنسيق طويل مع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) على الأمور اللوجستية والقانونية، بالإضافة إلى تجهيز الحُكّام من التعامل مع هذه التقنية التي دخلت عالم المستديرة في السنوات القليلة الأخيرة.

 

كما أنّه يُعدّ أطول موسم في تاريخ الكرة اللبنانية من ناحية عدد المباريات، إذ خاضت الفرق دوراً أوّل مطوّلاً عن الموسم الماضي، قبل أن تنشطر إلى نصفَين، فتبارت الأندية صاحبة المراكز الستة الأولى بنظام الدوري ضمن سداسية الأوائل لتحديد بطل الدوري، فيما انتقلت الأندية الـ6 الأخيرة للتنافس بالنظام عينه لتحديد هوية الفريقَين اللذين هبطا إلى الدرجة الثانية في الموسم المقبل.

 

وأثبت نظام الدوري تنافسية عالية من خلال عدم القدرة على توقّع جدول الترتيب، فكان العهد متصدّراً في البداية، قبل تراجعه بشكل كبير في السداسية، على عكس الأنصار الذي انتفض وتصدّر طويلاً في ظلّ مطاردة شرسة من غريمه النجمة الذي انتزع اللقب أخيراً.

 

كما أنّ منافسات الهروب من الهبوط شكّلت مفاجئة كبرى بسقوط طرابلس الذي كان وصيفاً مع انطلاقة سداسية الأواخر، قبل أن يحلّ في المركز الأخير، مقابل انتفاضة التضامن صور والحكمة اللذين استطاعا النجاة من الهبوط.

 

الموسم الأطول

 

كما أنّ مدة الموسم طالت أكثر بسبب كثرة التوقفات الدولية من أجل خوض المنتخب اللبناني لمنافسات التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، بالإضافة إلى خوض منتخب الأرز لمنافسات دور المجموعات من كأس آسيا 2024 في قطر، ممّا فرض على الاتحاد الفصل في جدولة المباريات للتحضير لمعسكرات المنتخب.

 

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت المنتخب والأندية بعدم جهوزية الملاعب اللبنانية وسوء حالتها، إلّا أنّ الاتحاد الكروي تمكّن بنجاح من إنجاز بطولة الدوري بكافة مبارياتها مع نقل تلفزيوني وارتفاع في المستوى، معتمداً بشكلٍ رئيس على ملاعب الرئيس فؤاد شهاب في جونيه، الملعب البلدي في طرابلس، ملعب أمين عبد النور في بحمدون، وملعب العهد.

 

ترتيب سداسية الأوائل

 

1 - النجمة 46 نقطة

2 - الأنصار 45

3 - العهد 36

4 - الصفاء 26

5 - البرج 25

6 - الراسينغ 12

 

ترتيب سداسية الأواخر

 

1 - شباب الساحل 32

2 - التضامن صور 26

3 - الحكمة 24

4 - شباب الغازية 23

5 - الأهلي النبطية 22

6 - طرابلس 21

 

ترتيب الدور الأول

1 - النجمة 28 نقطة

2 - العهد 28

3 - البرج 22

4 - الأنصار 20

5 - الصفاء 18

6 - الراسينغ 16

7 - شباب الساحل 14

8 - طرابلس 12

9 - الحكمة 8

10 - التضامن صور 6

11 - الأهلي النبطية 6

12 - شباب الغازية 6

theme::common.loader_icon