نُقل عن أحد سفراء «اللجنة الخماسية» قوله، انّ مهمّة اللجنة، وخلافاً لما تمّ تداوله، ما زالت قائمة التزاماً منها بمساعدة اللبنانيين على إتمام استحقاقهم الدستوري.
ورداً على سؤال، لم يحدّد السفير المذكور موعداً لحراك جديد للجنة. واكتفى بالقول: «مهمتنا محدّدة بمساعدة اللبنانيين، ونحن نريد أن يساعد اللبنانيون أنفسهم ويتشاركوا في اختيار رئيس بالتوافق في ما بينهم. واللجنة ما زالت تعوّل على تجاوب الاطراف مع مساعيها لإخراج لبنان من هذه الأزمة».
في السياق ذاته، اكّدت معلومات موثوقة من العاصمة الفرنسية، أنّ باريس ممتعضة من النتائج السلبية التي انتهت اليها مهمّة لودريان إلى بيروت. ولودريان نفسه عبّر عن ضيق واضح مما وصفه «تعنت» بعض الاطراف، واصرارها على انتهاج سياسات تعطّل إمكانات الحل.
وقالت مصادر المعلومات لـ»الجمهورية: «إنّ الفرنسيين، وعلى الرغم النتائج السلبية لمهمّة لودريان، يتجنّبون الحديث عن إخفاق هذه المهمّة، بل يقاربون زيارته الاخيرة الى بيروت بكونها لم تحرز التقدّم المطلوب، وتبعاً لذلك لم يغلقوا الباب على استمرار مسعاهم واحتمال إحداث خرق رئاسي في المدى المنظور.
اللافت في هذا السياق، انّ المصادر عينها أبقت زيارة لودريان إلى بيروت في خانة الممكنة والمرجحة ربطاً بحركة المساعي التي تقودها باريس، ونسبت إلى مسؤول فرنسي كبير قوله: «انّ باريس لن توقف مساعيها تجاه لبنان، وليست بصدد إخراجه من دائرة اولوياتها، التزاماً بما اكّد عليه الرئيس ايمانويل ماكرون، وأبلغه بكل وضوح لعدد من المسؤولين اللبنانيين (بينهم الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد وجنبلاط) أنّ فرنسا لن تتخلّى عن لبنان، وستستمر في الجهود والمحاولات لخلق فرص إنضاج حل يؤمّن مصلحة لبنان واخراجه من ازمته، سواءً على مستوى رئاسة الجمهورية وما يستتبعها من تشكيل حكومة جديدة وسلّة خطوات واصلاحات، او ما يتعلق بالحل السياسي لمنطقة الحدود الجنوبية لترسيخ الأمن والاستقرار فيها وتجنيب لبنان خطر تصعيد المواجهات والانزلاق نحو حرب واسعة.