يُطرح السؤال عن الخطوة التالية للجنة الخماسية، بعد الحراك الذي بدأه سفراء دولها الخمس في الساعات الاخيرة، وعلى اي اساس سيتحرّك موفدها جان ايف لودريان في زيارته المقبلة الى بيروت؟
وإذا كان السفراء الخمسة قد أجروا محادثات وُصِفت بالإيجابية والواعدة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإنّ مصادر ديبلوماسية معنية بحراك «الخماسية» أكدت لـ«الجمهورية» ان هذا الحراك يرتكز على اولوية التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بمعزل عن التطورات الامنية في جبهة الجنوب، ونعتقد انّ هذه التطورات تشكل دافعا قويا للتعجيل بهذا الانتخاب، وقد نوّه الرئيس نبيه بري بالجهد الذي تقوم به اللجنة، وكان واضحا في تأكيده القيام بكل ما يمكن ان يساعد على انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
وردا على سؤال، قالت المصادر: الدخول في اسماء المرشحين ليس من مهمة اللجنة الخماسية، فضلاً عن انه يُربك او بمعنى يفشل مهمّة اللجنة، خصوصا ان اللجنة من بداية عملها اكدت بوضوح أن رئيس جمهورية لبنان لا يستطيع احد من الخارج ان يفرضه على اللبنانيين، ومن هنا فإن اللجنة معنية فقط في الدفع الى توافق اللبنانيين على رئيس، وليست معنية على الاطلاق بأسماء المرشحين، ولا تستطيع ان تقرر نيابة عن اللبنانيين، فهذا أمر منوط بهم وحدهم، فهم اصحاب القرار في ذلك ويقرّرون من سيختارونه لرئاسة الجمهورية.
وكشفت المصادر انّ اللجنة تشكل عامل دفع اساسي لحسم الملف الرئاسي في لبنان، وهذا ما نعبّر عنه بوضوح لكلّ الأطراف، وكذلك ستعبّر عنه اللجنة في الافكار الجديدة التي سيحملها معه السيد لودريان في زيارته الى بيروت للدفع بالملف الرئاسي الى الامام، ونعتقد انّ موعد زيارته قد اقترب، ونحن على تواصل مستمر معه.
ورفضت المصادر الكشف عن ماهية تلك الافكار الجديدة، وقالت: الاساس فيها هو تسريع انتخاب الرئيس في لبنان. ولكن يجب ان ننتبه الى مسألة اساسية وهي انّ الدول الخمس لديها ما يشجعها على التحرك نحو لبنان، ولكن هذا الامر يبقى غير كافٍ ما لم يتفاعل اللبنانيون ايجاباً مع جهود اللجنة، ما يعني ان الحل اولاً واخيراً هو بيد اللبنانيين.
وردا على سؤال عما تردّد عن تعارض اميركي وسعودي مع الحراك القطري في بيروت، قالت المصادر: كما سبق واكد سفراء اللجنة فإنّ دول اللجنة الخماسية على موقف واحد من الملف الرئاسي، غايتنا الوحيدة هي تفاهم اللبنانيين واجراء الانتخابات الرئاسية، فواشنطن، وكما لمسنا من السفيرة ليزا جونسون تشدّ في هذا الاتجاه اكثر من اي وقت مضى، وكذلك المملكة العربية السعودية التي لخّص السفير وليد البخاري اهتمامها بالملف الرئاسي بأنها تريد أن ترى لبنان وقد تجاوز أزمته وانتقل الى مرحلة الرخاء والازدهار، والخطوة الاولى لذلك تتجلى في انتخاب رئيس.