صيرفة الهدية الملغومة... مُحرّك أساسي للسوق
صيرفة الهدية الملغومة... مُحرّك أساسي للسوق
اخبار مباشرة
  • 22:35
    حماس: إسرائيل دمرت أكثر من 512 منزلا ومنشأة في مخيم جنين ما أدى إلى نزوح أكثر من 21 ألف مواطن
  • 22:19
    فوز المركزية على التضامن حراجل بنتيجة 105-82 ضمن المرحلة السابعة من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
  • 22:16
    الفاتيكان يعلن توقف البابا فرنسيس عن استخدام قناع الأوكسيجين
  • 21:36
    الحاج حسن: هناك من يخطط لزرع الفتن بين اللبنانيين وبين لبنان وسوريا
  • 21:06
    الخارجية الأميركية: كان أمام حماس عرض كجسر يصلها بالمرحلة الثانية لكنها رفضته
  • 21:00
    هيئة البث الإسرائيلية: إعادة تعيين بن غفير وزيراً للأمن القومي
  • 20:40
    ‎“خُلاصة "الجمهورية
  • 20:21
    البيت الابيض: ترامب سيساعد زيلينسكي في الحصول على مزيد من الدفاعات الجوية من أوروبا
  • 20:18
    بالفيديو- أبرز الأخبار العالمية والمحلية
  • 19:54
    ضربات جوية أميركية تستهدف الحوثيين في صنعاء وصعدة
  • 19:49
    ترامب يحذر إيران ويتوعد بالقضاء على الحوثيين "تماما"
  • 19:47
    البيت الأبيض: ترامب وافق على مساعدة زيلينسكي للحصول على دفاعات جوية من أوروبا
د. فؤاد زمكحل

رئيس الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف USJ

Monday, 07-Aug-2023 06:35

عاد موضوع منصّة صيرفة إلى الظهور مجدّداً، متجاوزاً الأولويات الأخرى، من الاتفاقات السياسية، المالية والنقدية، خصوصاً بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، والذي كان المهندس الأساسي لهذه المنصّة. فما هي التداعيات الإيجابية والسلبية إذا توقفت هذه المنصّة عن العمل؟

شئنا أم أبينا، أصبحت منصّة صيرفة، وسوق صرف «صيرفة»، المحرّكان الأساسيان للسوق المحلية أو حتى للإقتصاد اللبناني.

 

في الشق الإيجابي، ثمّة جزء كبير من اللبنانيين، يعتاشون من خلال هذه المنصّة، أي من خلال تصريف دولاراتهم شهرياً، مقابل العملة اللبنانية في السوق السوداء، ويستعيدون دولاراتهم من المصارف عبر سوق صيرفة، مُحقّقين 7-8-9 % أرباحاً مباشرة بغية استكمال نمط معيشتهم اليومي.

 

ثمّة جزء آخر من اللبنانيين، من موظفي القطاع العام، يعتاشون من عمليات «صيرفة» ذاتها، ويحصلون على بعض التسهيلات بغية تمكينهم من شراء بعض الدولارات من البنك المركزي عبر المصارف، وفق سعر صيرفة، أو بحسب حسومات مغرية. علماً أن جزءاً كبيراً من القطاع العام لا يزال صامداً جرّاء الدولارات الفريش التي يشتريها الموظفون من منصّة صيرفة.

 

الجزء الثالث من اللبنانيين، يتعلق باستفادة بعض الأشخاص الذين يتلاعبون بهذه السوق، ويشترون قسماً كبيراً من الدولارات بأسعار مخفّضة، من دون أي رقيب أو حسيب. هؤلاء مسؤولون عن التلاعب بسعر الصرف، وأيضاً معنيون بتبييض الأموال وتمويل الإرهاب والتهريب وغيرها. علماً أنّ المصارف أيضاً تستفيد من هذه المنصّة، من خلال العمولات التي تتحقق في كل عملية تصريف، والتي عادت في تكوين بعض الأرباح بالفريش كاش، من أجل تغطية مصاريفها التشغيلية.

 

وهكذا أصبحت منصّة صيرفة المحرّك الأساسي في الإقتصاد اللبناني. لكن تكوّنت أيضاً كلفة على «المركزي»، فأساس خلق وهندسة هذه المنصة، كان من جهة، مواجهة السوق السوداء، وفرض سعر صرف جديد، ومن جهة أخرى، إعطاء بعض الأوكسيجين للمواطنين.

 

وفي حال توقفت هذه المنصّة، لا شك في أن السوق السوداء ستكسب الأرض من جديد، وبعض حيتان الصيرفة سيتلاعبون بسعر الصرف وبحياة اللبنانيين كما يشاؤون.

 

في المحصّلة، إن الذين يهاجمون اليوم هذه المنصة، كانوا بالأساس هم الذين أسّسوا أو أعادوا حركتها مرات عدة في الماضي، وعلينا التنبّه إلى عدم اتخاذ قرارات عشوائية، أو منفصلة عن الواقع، لكن المهم هو زيادة المراقبة والملاحقة، وفي حال اتخاذ القرار بوقف المنصة، يجب إيجاد البديل لها، في ظل إعادة الهيكلة، والإستراتيجية على المدى القصير والمتوسط والبعيد.

 

إن أساس إعادة أي خطة تبدأ بالثقة والتنفيذ والملاحقة. أما في لبنان فقد انحدرت الثقة نهائياً، أما التنفيذ فمستحيل، والملاحقة وهمية. فكل القرارات المالية والنقدية مرتبطة بالسياسة، وليس بالإقتصاد.

theme::common.loader_icon