قَدَّرَ البنك الدولي حجم تحويلات المغتربين الوافدة إلى لبنان بـ6.4 مليارات دولار في العام 2022، ليحلّ بذلك لبنان في المركز الثالث إقليميّاً مَسبوقاً فقط من مصر (28.3 مليار د.أ.) والمغرب (11.2 مليار د.أ.).
وتحت عنوان «موجَز الهجرة والتطوير رقم 38: التحويلات لا تزال قويّة ولكنّها تتباطأ»، قدّر تقرير البنك الدولي أن ترتفع تحويلات المغتربين حول العالم بنسبة 1.1 % في العام 2023 إلى 840 مليار د.أ. من 831 مليار د.أ. خلال العام 2022، مقارنةً مع نسبة نموّ بلغت 5.1 % في العام 2021 إلى 791 مليار د.أ. وأشار التقرير الى أنّ تحويلات المغتربين إلى البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدّخل قد إرتفعت بنسبة 8 % في العام 2022 لتبلغ 647 مليار د.أ. من 599 مليار د.أ. في العام 2021.
وقد علّق التقرير أنّ نموّ تحويلات المغتربين إلى البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدّخل حصل بالرغم من نموّ أبطَأ ومستويات تضخّم مرتفعة في بعض بلدان منظّمة التعاون والتنمية في الميدان الإقتصادي (OECD) ما ساهَمَ بتراجع الدخل الحقيقي لبعض المهاجرين. بالإضافة إلى ذلك، فقد شرحَ التقرير أنّ الأسباب الرئيسيّة للنموّ في تحويلات المغتربين إلى المنطقة خلال العام 2022 يعود إلى الطفرة النفطيّة (Oil Boom) في دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي (GCC Countries)، والذي ساهم بارتفاع دخل المهاجرين، والتحويلات الكثيفة من روسيّا إلى بلدان في آسيا الوسطى، وسوق العمل القوي في الولايات المتّحدة وفي بلدان منظّمة التعاون والتنمية في الميدان الإقتصادي.
وقد أضاف أنّ التحويلات جزء أساسي للتمويل الخارجي في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل مقارنةً بالإستثمارات الخارجيّة المباشرة والمساعدة الإنمائية الرسمية (Official Development Assistance) ومحفظة الإستثمارات.
وأضاف أنّه باستثناء الصين، فقد كانت تحويلات المغتربين أكبر مصدر تمويل خارجي للبلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل منذ العام 2016 إذ بلغت حوالى ثلاثة أضعاف حجم المساعدات الإنمائية الرسمية لأكثر من عقد. دائماً في هذا الإطار، ذكر التقرير أنّ كافّة المناطق ضمن البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل قد شهدت ارتفاعاً في تحويلات المغتربين خلال العام 2022 متوقّعاً أن تشهد كلّ المناطق أيضاً زيادة في العام 2023.
في هذا الإطار، توقّع البنك الدولي أن تزيد التحويلات في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل بنسبة 1.4 % في العام 2023 لتبلغ 656 مليار د.أ. وقد توقّع التقرير أنّ تشهد منطقة أوروبّا وآسيا الوسطى تحسّناً بنسبة 1.3 % في تحويلات المغتربين في العام 2023 إلى 80 مليار د.أ. في ظلّ الضعف المستمرّ في التحويلات إلى أوكرانيا وروسيّا، إضافةً إلى التدهور الملحوظ في سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الروبل الروسي.
ومن المتوقّع أن ترتفع تحويلات المغتربين إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 1.9 % خلال العام 2023 لتبلغ 54 مليار د.أ. كما يَتوقّع التقرير أن يزيد حجم التحويلات بنسبة 3.4 % في منطقة أميركا اللاتينيّة والكاريبي إلى 150 مليار د.أ. وأن يسجّل ارتفاع بنسبة 0.6 % لجهة التحويلات إلى منطقة جنوب آسيا إلى 177 مليار د.أ. وأن تزيد التحويلات إلى منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بشكل طفيف إلى 131 مليار د.أ.
أمّا على صعيدٍ إقليميّ فقد قَدّرَ البنك الدولي أنّ التحويلات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد إنخفضت بنسبة 4.48 % في العام 2022 إلى 64 مليار د.أ. في حين ارتقب أن تعود وتتطوّر هذه التحويلات بنسبة 1.56 % في العام 2023 إلى 65 مليار د.أ.
لبنان
محلّيّاً، قَدّرَ البنك الدولي حجم تحويلات المغتربين الوافدة إلى لبنان بـ6.4 مليارات د.أ. في العام 2022، ليحلّ بذلك في المركز الثالث إقليميّاً مَسبوقاً فقط من مصر (28.3 مليار د.أ.) والمغرب (11.2 مليار د.أ.). إضافةً إلى ذلك، ودائماً بحسب تقديرات البنك الدولي، فقد تَبَوَّأ لبنان المركز الأوّل في المنطقة والمرتبة الثالثة عالميّاً (بعد طاجيكستان وتونغا حيث بلغت نسبة هذه التحاويل إليهما 51 % و44 % من الناتج المحلّي الإجمالي بالتتالي) من حيث مساهمة تحويلات المغتربين في الناتج المحلّي الإجمالي، والتي بلغت 35.7 % في العام 2022 (53.8 % في العام 2021)، مَتبوعاً من الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة (21.8 % من الناتج المحلي الإجمالي) والأردن (10.2 % من الناتج المحلي الإجمالي).
وقد أضاف البنك الدولي أنّ متوسّط كلفة التحويلات الوافدة إلى لبنان من بلدان ذات دخل مرتفع من ضمن دول منظَّمة التعاون الإقتصادي والتنمية لا يزال عالياً جدّاً بحيث برز لبنان في 2 ضمن أغلى 5 ممرّات لتحويل الأموال.