رئيس الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف USJ
يُتداول اليوم من جهة بما سُمّي بـ»الدولار القديم» ولقّب بالـ»لولار»، ومن جهة أخرى الدولار الجديد والذي لُقّب بالـ»فريش». فما الفارق الحقيقي بين هذين الدولارين؟
ما لُقّب بالـ»لولار» أو الدولار القديم، وهو بالحقيقة دولار أصيل، وقد تعب عليه حاملوه، ومعظم اللبنانيين بعرق جبينهم، وهو يمثّل جنى عمرهم، وجنى عمر الرياديين، والمبتكرين والمستثمرين، وموظفي القطاعين العام والخاص، والمتقاعدين والمغتربين الذين هربوا من لبنان، خوفاً من هذا الإنهيار الكبير، لتحسين وضعهم المعيشي وخصوصاً ليحفظوا ويجمعوا بعض النقود البيضاء لأيامهم السوداء.
الدولار القديم، هو نتيجة أرباح مكتسبة وحقوق، وتسميته الحقيقية عليها أن تكون الدولار المهدور، والدولار المسروق، والدولار المُستنزف من قبل الدولة اللبنانية المسؤولة المباشرة عن أكبر عملية نهب في تاريخ العالم. فيُحاولون أن يُقنعوا اللبنانيين أن هذا الدولار القديم قد تبخّر ولا يمكن اعتباره دولاراً حقيقياً لتخبئة فسادهم وسرقاتهم المنظمة والمبرمجة والممنهجة.
إن ما لُقّب باللولار ليس سوى دولار أميركي حقيقي نتيجة تعب وإرهاق لعشرات السنوات، وهو دولار سُرق من قبل الفاسدين والمهربين والمروجين الذين لم يُبقوا سنتاً واحداً في لبنان، ليس فقط منذ ثلاث سنوات بل منذ عقود، فنذكر ونشدد ألاّ فرق بين الدولار القديم والجديد، إلاّ أن الدولار القديم هو دولار مسروق ومنهوب من قبل بعض أهل السلطة.
أما الدولار الجديد، الذي لُقب بـ»الفريش»، فهو أرباح جديدة من قبل بعض الرياديين الذين يُحاولون إعادة بناء أنفسهم وأشغالهم والتعايش في هذه الأزمة الكارثية.
والدولار الجديد يُشبه تماماً الدولار القديم، لكنّ بعضه بين أيادي بعض المحظوظين، إنما ينظرون إليه بالمرصاد وتحت رادارات الفاسدين الذين سيُحاولون سرقته مرة أخرى.
فهناك بعض اللبنانيين الذين يحاولون إعادة هيكلة مداخيلهم ومعيشتهم، وأشغالهم، والبقاء في لبنان.
إن الخطيئة الكبرى والجريمة الجديدة المُرتكبة تكمن في القبول بالفصل بين الدولار القديم والدولار الجديد. فعملية النهب الجديدة والإستراتيجية المبطّنة لسرقة الدولار الجديد، قد تكون بـ قانون «الكابيتال كونترول»، الذي في آخر لحظة وبين ليلة وضحاها، سيُقر وسيشمل الدولار الفريش الباقي بين أيادي بعض المواطنين.
لو كان هناك جدية وإرادة حقيقية لاسترجاع وحماية اللولارات القديمة، لكانت تجرأت الدولة وقبلت بنشر خسائرها والتزمت إعادة دفع مستحقاتها، بالدولار الحقيقي، على المدى القصير، المتوسط والبعيد، فحينئذ سيُجبر القطاع المصرفي بقبول خسارته وتحمل مسؤوليته أيضاً والإلتزام ببرنامج استرجاع وردّ جزء من الودائع بالدولار الحقيقي على المدى القصير، المتوسط والبعيد.
ها هي الخطة الوحيدة والجدية، إذا كان هناك نية حقيقية لاسترجاع جزء كبير من الودائع على المدى القصير، المتوسط والبعيد. أما ما نشهده ونعيشه اليوم عبر تعاميم 151 - 158 و161 وحتى عبر منصة صيرفة، هو متابعة المبرمجة والممنهجة لعملية النهب والسرقة والفساد ذاتها، لشطب أكثر من 90 % من أموال اللبنانيين البيضاء وفي الوقت عينه، أرباح هائلة للأيادي السود وحيتان أسواق الصيرفة الطغاة.
في الخلاصة، إنّ الدولار القديم الذي لُقّب باللولار، هو بالحقيقة الدولار الأبيض، ونتيجة تعب جزء كبير من اللبنانيين. أما الدولار الجديد الذي لقّب الفريش، فهو من جهة، تعب بعض الرياديين المنتجين بعد التدهور، لكن من جهة أخرى هو الدولار الأسود بين أيادي بعض الفاسدين والمروجين والمهربين الذين يتلاعبون بمصير وحياة اللبنانيين المرهقين والمتعبين والمنهوبين والمغدورين.