أعلنت شركة "غازبروم" الروسية أنها ستقوم بخفض إمداداتها المرسلة من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا بدءا من الأسبوع المقبل، في وقت تتراجع فيه درجات الحرارة بقوة خلال الشتاء، حيث تبدأ الدول الأوروبية في استخدام مخزوناتها من الغاز للتدفئة.
وتعتبر صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا هي آخر مسارات تصدير الغاز من روسيا إلى أوروبا الشرقية، إذ قامت موسكو بتخفيض إمدادات الغاز إلى القارة العجوز منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، وتراجعت بشكل حاد قبل أن تتوقف تماما عبر خط "نورد ستريم 1" نهاية آب الماضي.
وكان التجار وصناع السياسة يستعدون لكبح محتمل في التدفقات عبر أوكرانيا أيضًا، إذ ارتفعت الأسعار بنحو 5.2%، بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ".
وقالت "غازبروم" إن بعض إمدادات الغاز التي من المقرر أن تصل إلى مولدوفا تظل في أوكرانيا، وأشارت إلى أنها ستحد من أحجام الغاز التي تمر عبر أوكرانيا اعتبارا من 28 تشرين الثاني الجاري، بما يتفق مع كميات الغاز التي لا تصل إلى عملاء مولدوفا.
وأوضح التقرير أن خط الغاز الروسي عبر أوكرانيا يُستخدم أيضا لنقل الغاز إلى أوروبا، ولكن بكميات ضئيلة.
من جانبها، قالت الشركة الأوكرانية المشغلة للخط إنها تقوم بتسليم إمدادات الغاز المخصصة إلى مولدوفا بشكل كامل.
وفي نفس الوقت، ومنذ أيلول الماضي، نظمت مولدوفا وأوكرانيا تدفقات غاز عكسية، وفقا لبيان صادر عن أوكرانيا، ما يعني أن بعض أحجام الغاز الروسي المخصصة لمولدوفا قد تبقى في أوكرانيا، بما في ذلك لأغراض التخزين.
ويخشى الجانب الأوروبي من أن تؤدي الخطوة إلى وقف كامل لإمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
ورغم وجود مخزونات أكبر من المعتاد لدى الدول الأوروبية، فإن الشتاء الحالي سيمثل تحديا أمام أوروبا في ظل توقف إمدادات الغاز الروسي.
وقالت الباحثة في معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة، كاتيا يافيمافا، إن السوق تأخذ في الاعتبار إمكانية حدوث المزيد من التراجع في تدفقات الغاز من ورسيا، وبالتالي فإن التحركات القوية في السوق ستحدث فقط عندما تصبح الاحتمالات أمرا واقعا.
وأضافت أن المشكلة حتى الآن في ظاهرها تتعلق بأوكرانيا ومولدوفا فقط.