وجدت الأبحاث العلمية أنّ الأطعمة التي تدخل الجسم قد تؤثر في سُرعة شيخوخة الأعضاء. وكشفت اختصاصية التغذية دانا إيليس هونيس، من الولايات المتحدة الأميركية، أنّ «تناول المزيد من المغذيات الضرورية لطول العمر، كالبروتينات والأوميغا 3 ومضادات الأكسدة، قد يكون بسيطاً مثل إضافة ملعقة واحدة من بذور الكتان إلى النظام الغذائي اليومي».

إنّ بذور الكتان غنيّة بالدهون الصحّية وغيرها من العناصر الغذائية المُفيدة، ويُنصح الأشخاص الأكبر سنّاً بتناول 4 إلى 5 حصص من المكسّرات والبذور في الأسبوع. وشرحت إيليس هونيس كيف يمكن لإضافة بذور الكتان إلى الـ«Smoothies» أو السَلطات أن تدعم الشيخوخة الصحّية:

الوقاية من الأمراض
إنّ النظام الغذائي الغربي النموذجي مليء بالدهون، والصوديوم، والسكّر، والكالوري، وهو يرفع خطر البدانة والأمراض المُزمنة كالسكّري النوع 2، وفق بحث نُشر عام 2020 في «Missouri Medicine». ويرتبط هذا النوع من الغذاء بالمأكولات السريعة وفائقة التصنيع التي تُسبّب الالتهاب، ما يُسرّع عملية الشيخوخة. ووجدت مراجعة صدرت عام 2017 في «International Journal of Molecular Sciences» علاقة قويّة بين سوء التغذية والإجهاد التأكسدي وأمراض مثل السرطان. ولكن في المقابل، إنّ التقيّد بحمية غنيّة بمضادات الأكسدة يملك تأثيراً مُعاكِساً. إنّ بذور الكتان تحديداً تحتوي على جرعة عالية من الكيماويات النباتية، والـ«Lignans»، والـ«Tocopherols»، وحامض «Ferulic» والتي تملك كلها خصائص مضادة للأكسدة. إنّ هذه الأخيرة تقلّل من خطر الأمراض المُزمنة المرتبطة بالشيخوخة مثل السرطان، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسكّري، وأمراض الكِلى. وبشكلٍ أدقّ، تتمتّع الـ»Lignans» في بذور الكتان بخصائص قويّة مضادة للأكسدة رُبطت بالحماية من مشكلات صحّية كالسرطان وأمراض القلب. وبحسب «Cleveland Clinic» تحتوي بذور الكتان على «Lignans» بـ800 مرّة أكثر مقارنةً مع الأطعمة النباتية الأخرى.

دعم القلب والدماغ
إنّ بذور الكتان غنيّة بالأوميغا 3 الأساسية لشيخوخة صحّية. هناك 3 أنواع من الأوميغا 3 هي: «EPA» و«DHA» و«ALA»، وبذور الكتان تحتوي على «ALA» التي يمكن تحويلها إلى «EPA» و«DHA». ولقد توصّلت مراجعة نُشرت عام 2022 في «Phytotherapy Research» إلى أنّ «ALA» تملك خصائص مضادة لكل من السرطان والالتهاب والأكسدة. إنّ الأوميغا 3 مفيدة لصحّة القلب وهي مضادة للالتهاب، وهو أمر لا غِنى عنه لشيخوخة صحّية. وبحسب «Academy of Nutrition and Dietetics» إنّ الأشخاص الذين يتّبعون حمية غنيّة بالأوميغا 3 ينخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، ومشكلاته، والوفيات المرتبطة بأمراضه. لا بل أكثر من ذلك، قالت جمعية القلب الأميركية إنّ «Lignans» في بذور الكتان مرتبطة بخفض مستويات الكولسترول وضغط الدم. واقترحت مجموعة أبحاث قبل السريرية أنّ «ALA» تستطيع حتى خفض الالتهاب في الدماغ، إستناداً إلى «Alzheimer’s Drug Discovery Foundation». وبهذه الطريقة، يمكن لـ«ALA» أن تساعد على حماية الدماغ والأنسجة العصبية، والباحثون في صدد درسها كعلاج مُحتمل لأمراض الدماغ مثل السكتات الدماغية والألزهايمر. إشارة إلى أنّ الأوميغا 3 مهمّة أيضاً لصحّة البشرة ومرونتها. لذلك، فإنّ تناول بذور الكتان يُعدّ طريقة جيّدة لدعم شيخوخة الجلد.

زيادة العضلات
تُعتبر خسارة الكتلة العضلية وقوّتها ووظيفتها من أبرز المشكلات التي يتعرّض لها كبار السنّ. يحدث فقدان العضل المرتبط بالتقدم في العمر عندما تبدأ العضلات بالتلاشي، ما يؤدي إلى سوء التوازن والضُعف. ولقد أظهرت مراجعة نُشرت عام 2016 في «Biogerontology» أنّ فقدان العضلات وقلّة القوّة مرتبطين مباشرةً بالوفيات عند كبار السنّ. ولحُسن الحظّ، إنّ مزيجاً من الرياضة والغذاء الذي يدعم العضلات يؤدي دوراً إيجابياً. إنّ البروتينات عبارة عن مغذيات أساسية لمحاربة فقدان العضل الطبيعي الذي يحدث مع مرور الوقت، وفق دراسة صدرت عام 2016 في «Nutrients». وقد يحتاج كبار السنّ إلى بروتينات أكثر في نظامهم الغذائي للحفاظ على كتلة العضلات وزيادتها. ولقد كشفت دراسة نُشرت عام 2015 في «Journal of Food Science and Technology» أنّ بذور الكتان تتكوّن من 30 في المئة من البروتينات، علماً انّ كل ملعقتين كبيرتين من هذه البذور المطحونة تزوّد الجسم بـ2,6 غ من البروتينات، أو نحو 6 في المئة من القيمة اليومية.